أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : العلاقة بين استخدام الدواء النفسي والناحية الجنسية
الدكتور الكريم / محمد عبد العليم وفقه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لاحظت من خلال تجاربي ورحلاتي العلاجية مع الدواء النفسي وخاصة مع الـSsri أنها تنقسم إلى نوعين، هذا مع الاتفاق أنها جميعاً تساهم إلى حد ما في تأخير القذف بشكل لا أحد ينكره، إلا أنني أستطيع وبقوة الجزم أن نقول: إنها تنقسم إلى نوعين: هناك أدوية تساهم في تأخير القذف، مع حدوث شيء أستطيع تسميته باضطرابات القذف أو عشوائيته أو غرابته أحياناً، وهذا يحدث كثيراً جداً مع لسترال وسبرام وسبراليكس، ويتميز لسترال عن هذه المجموعة تحديداً أنه يساهم في تخدير العضو حتى بأقل جرعة بشكل واضح، لكنه لا يخدر الإحساس بالقذف.
إذن: الأمر مشتمل هنا على اضطرابات في القذف أحياناً، مع خدر في لسترال وغرابة في القذف، وعدم إحساس بالارتواء أحياناً.
المجموعة الثانية: هي فافرين، والجرعات الصغيرة من سيروكسات، وبروزاك، وإفكسور؛ فهذه تؤدي إلى تحسين وجودة القذف لمن يعاني من مشاكل في القذف، أو سرعة في القذف، أو اضطرابات في القذف، وأقول: جرعة صغيرة؛ لأنه لو زادت الجرعة ربما تؤدي إلى تأخير القذف بصورة تغطي على الإيجابية المرجوة أو المطلوبة، والغريب أنه كلما أذهب عن دواء وأعود إليه تعود إلي نفس الأعراض الجنسية السابقة، فيقوم سيروكسات وفافرين وبروزاك بتحسين الإحساس بالنشوة وقوة هزة الجماع، على أن بروزاك أحياناً يضعف الإحساس بهزة الجماع، لكن يحسن الناحية الجنسية واضطرابات القذف.
ثم وجدت في بعض المواقع الطبية الأجنبية بفضل الله ما يشير إلى شيء مهم، وهو أن هناك موقع -وأنا متأكد من هذه المعلومة- تذكر أن لسترال وسبرام يؤديان إلى اضطرابات وفوضى القذف أحياناً، ولم أجده ذكر شيئاً عن بروزاك وسيروكسات رغم اشتهار الأخيرين بالمشاكل الجنسية أكثر! وزاد تفكيري بالأمر أن هناك كثيراً من المرضى تستمع إلى شهاداتهم يقولون لك: نحن تحسن أداءنا الجنسي بعد سيروكسات وبروزاك، لكن مع لسترال إما أن يقولوا لم تحدث مشكلة، أو يقولوا: حدثت مشكلة، وأنا على يقين تام أن لسترال يحدث نوعاً من التخدير الذي لا يحدثه دواء آخر من مجموعته.
الخلاصة: أن سيروكسات بجرعة 10 ملج أو 12.5 ملج، وبروزاك 20 ملج، وفافرين حتى ملج 100 فقط! وإفكسور حتى 75 ملج فقط، تؤدي إلى تحسين الأداء الجنسي وجودته لمن يعاني من سرعة القذف، ويجب على الأطباء التفكير جدياً في صرف لسترال أو سبرام أو سبراليكس لتحسين الناحية الجنسية، أو لمن يعتبر جودة الناحية الجنسية أهم من العلاج النفسي، فإنه لابد وأن يترك العلاج مقابل الناحية الجنسية، فكما أن فافرين مثلاً في الغالب أنه يسبب تسكيناً واسترخاء، وأن سيروكسات كذلك، وأن لسترال متوسط، وأن بروزاك يساعد على النشاط وسبرام بين بين، ويميل غالباً للتسكين، وسبراليكس بجرعات عالية قد ينعس، فكما نرى هناك شفرات تلقائية للدواء حتى لو كانت الاستجابات مختلفة، فمثلاً هناك من يأخذ بروزاك ويحس بنعاس، نعم هذا موجود! وهناك من يأخذ فافرين بجرعة 200 ملج، ومع هذا يحس بطاقة ونشاط، وهذا صحيح، ونقول هذا شيء كونه موجوداً في الواقع، وبمعنى حدوثه لا يعني أن الدواء في الغالب وفي الجملة له شفرة غالبة، وسمة مميزة تدل عليه، مثل قولنا: إن سيروكسات سوف يسبب لنا سمنة شديدة بجرعات عاليه منه، هذه حقيقة قلما تنخرم، لكن وجدت حالات لم تحدث فيها السمنة والسبب ليس أن العلاج لم يؤدِ شفرته على أتم وجه، بل لأن هناك استعداداً آخر أو أموراً أعقد حدثت منعت من حدوث هذه النتيجة.
أنا أعرف أن بروزاك يعتبر محايداً جداً جداً للسمنة، ومع هذا وجدت من زاد في سنتين على بروزاك 20 كيلو، أنا أجزم أن العلة تحديداً ليست وحدها في بروزاك وإن كان مساهماً، بعكس إثباتي أن العلة في مثل هذه الحالة مع سيروكسات، لكن المقصود أن استجابات الناس النادرة، أو الأكثر من النادرة، لا نحب أن تلغي القاعدة أو الأغلب حول الدواء.
أقول هذا لأني رغم استفادتي من لسترال لفترات كثيرة، إلا أنه دمر حياتي الجنسية حتى بجرعات قليلة، ورغم أن سيروكسات أعقد منه في هذه الناحية، لكن أقلل الجرعة ويحسن هذه الناحية.
وإفكسور طيب في هذه الناحية في الجرعات القليلة، وقد وجدت أن فافرين 50 ملج مع إفكسور 75 من أفضل محسنات الناحية الجنسية والقذف السريع الهزيل.
وأنا الآن رجعت من حيث بدأت إلى فافرين 100 ملج، مع توباماكس مدعماً 50 ملج صباحاً ومساء.
والله المستعان.
أرجو التكرم بالتعليق.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فجزاك الله خيراً، وبارك الله فيك على هذه المعلومات القيمة، وأنا في اتفاق تام معك على ما ورد في رسالتك، وأنا أعتقد أنه مهما يظهر من أبحاث ويكتب عن هذه الأدوية، إلا أن التجارب الشخصية تعتبر أيضاً مهمة جدّاً وإن كان البعض من الناحية العلمية ـ التجارب الفردية ـ لا يمكن اعتبارها أمراً علمياً قائماً على الدليل، تجد أن مراكز الأبحاث تشترط أن يكون هنالك حالات كثيرة تم بحثها بصورة وضوابط علمية واضحة، حتى بعد ذلك يمكن أن نقول: إن هذا أثر سلبي أو أثر إيجابي للدواء، لكن أنا شخصياً مقدر جدّاً ما يذكره الناس عن تجاربهم الشخصية حول هذه الأدوية.
أيضاً أخي الكريم! نحن نعرف أن هنالك حرب شعواء بين شركات الأدوية فيما يخص الآثار الجانبية، والآن معظم شركات الأدوية لا تتحدث أبداً عن فعالية الدواء؛ لأنه اتفق تماماً أن هذه الأدوية متقاربة ومتشابهة في الفعالية بدرجة كبيرة، ولكن أصبحت الشركات تدخل وتهاجم بعضها البعض من فقرات مختلفة، وهي الآثار الجانبية خاصة فيما يتعلق بالسمنة والصعوبات الجنسية.
أما ما ذكرته عن العقار (لسترال) من تجربتك الشخصية، ومما وجدته في الموقع الذي ذكرته، فحقيقة هذه معلومة جديدة بالنسبة لي وأشكرك جدّاً، وجزاك الله خيراً على هذه الملاحظة، وبالطبع سوف أبحث فيها أكثر، وسوف أحاول أن أسأل المرضى الذين يتناولون هذا الدواء بصورة غير مباشرة إن كانوا قد مروا أيضاً بهذه التجربة، وهي الشعور بالتخدير في العضو التناسلي لدى الرجال.
لا شك أن الفوارق التي بين هذه الأدوية لها أسس بيولوجية وكيميائية، ولكن أيضاً أعتقد أن الجانب النفسي يلعب دوراً كبيراً، فما يشاع بين الناس وما يقال يؤثر على الإنسان، وأصبح الناس يتناقلون المعلومات فيما بينهم، وقطعاً التجارب الشخصية لا نستطيع أن نتجاهلها كما ذكرنا لك، ولكن لا نستطيع في نفس الوقت أن نعتبرها حقائق علمية ثابتة، وأنت قد أشرت إلى ما قلناه، وأعتقد أن رسالتك هي رسالة مفيدة بالنسبة لي ولكل من يطلع عليها.
أتفق معك تماماً أيضاً أن الجرعات الصغيرة أو الوسطى ربما تحسن الأداء الجنسي، فعلى سبيل المثال يُعرف تماماً أن العقار (الزيروكسات) الآن يكتب في عيادات المسالك البولية بكميات كبيرة، ولأعداد ضخمة جدّاً من المرضى، خاصة من يعانون من سرعة القذف، وقد أثبت الدواء الجدارة وأظهر الفاعلية، ويعرف تماماً أن الإنسان حين يأتي للطبيب يكون لديه جدول أسبقيات في أعراضه، فإذا تم العرض أو الشكوى الرئيسية، حتى ولو كان ذلك على حساب ظهور أعراض جانبية كثيرة، يشعر الإنسان بالارتياح، وحين يأتي الإنسان الذي يعاني من سرعة القذف، ويقوم الطبيب بعلاج ذلك بصورة فعالة عن طريق ذلك الدواء، لا شك أن ذلك سوف يكون ذو عائد إيجابي من الناحية العلاجية على نفسية الإنسان، وهذا ربما ينسيه أو لا يجعله يهتم كثيراً بالتبعات أو الأعراض السلبية التي ربما يسببها هذا الدواء.
ويعرف أيضاً على سبيل المثال أن العقار الذي يسمى (البروزاك)، فحين ظهر هذا الدواء سنة 1988م والسنوات التي تلت ذلك، كان يستعمل كثيراً جدّاً وسط النساء من أجل تخفيف الوزن، ولكن اتضح أنه يؤدي إلى بعض التخفيف، أو نقص الوزن في الأسبوعين أو الثلاثة الأوائل، لكن يرجع بعد ذلك الوزن كما كان عليه، وربما يزيد لدى البعض، وقد فسر البعض أن ذلك ليس من الأثر الكيميائي للدواء، إنما هو راجع إلى الراحة النفسية والاسترخاء والشعور بلذة الطعام، فهذا يجعل الناس يتناولون كميات أكبر من الطعام.. وهكذا.
ومن تجاربنا الشخصية أن الفافرين هو الأفضل حقيقة فيما يخص الآثار الجنسية السلبية، وحتى بالنسبة لزيادة الوزن، ولكن دائماً يأتي إلى خلدنا وذاكرتنا أن الفافرين ربما يكون أضعف هذه الأدوية من ناحية الفاعلية، خاصة في علاج الاكتئاب النفسي، ولذا لم يدخل في الأسواق الأمريكية كمضاد للاكتئاب، بل إنما دخل كمضاد للوساوس القهرية.
وأنت الآن أخي الكريم قد رجعت إلى تناول الفافرين وتوباماكس، والحمد لله واضح أنك صاحب خبرة، وأن تجاربك لها قيمة كبيرة جدّاً في مسار العلاج الذي سوف تتناوله، فتعليقنا في هذا السياق أخي الكريم هو أن تستمر على هذه الجرعة وبالطريقة التي تراها.
وأسأل الله لك الشفاء والعافية، وأتمنى أن نلتقي يوماً من الأيام ونتحاور حواراً مباشراً في هذا الموضوع، وأنت جزاك الله خيراً من الواضح أنك متعمق جدّاً في الحصول على المعلومة والتدقق منها، وهذا شيء يجب أن نثني عليه، ونسأل الله أن يزيدك اطلاعاً وعلماً، وبارك الله فيك.
وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
تداويت للتخلص من الاكتئاب ولكن لم أشعر بالتحسن | 1338 | الأحد 09-08-2020 06:15 صـ |
لماذا استمرار القلق والاكتئاب رغم تغيير الدواء؟ | 3072 | الأربعاء 29-07-2020 04:34 صـ |
كيف يتم استخدام دواء الرهاب والاكتئاب.. وكيف يتم إيقافة؟ | 3591 | الاثنين 27-07-2020 04:17 صـ |
أريد تشخيص حالتي، فأنا أشكو من عدة أعراض نفسية. | 4594 | الثلاثاء 21-07-2020 06:18 صـ |
ما علاقة دواء فافرين بالحكة الجلدية؟ | 1316 | الاثنين 20-07-2020 04:07 صـ |