أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : فعالية دواء الدباكين لمعالجة بعض حالات الاكتئاب

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحية طيبة نابعة من صميم القلب، وبعد:

فقد أصبت بحالة اكتئاب منذ ما يقارب سنتين، وأخذت عقار إيفكسر 75 لمدة شهر واحد، وتوقفت عنه من تلقاء نفسي بسبب نصيحة الأهل بأن هذه الأدوية ليس منها فائدة ولا منفعة، وإنما تصرف للمجانين، والآن رجعت لي أعراض الحالة، والتي تشمل صعوبة في التركيز، وضعفاً في الذاكرة، وشعوراً بالكآبة تمنعني حتى من الابتسامة في وجه الناس ورفع رأسي أمامهم، فذهبت إلى مستشفى الطب النفسي، ووصفت لي الدكتورة إيفكسر 75 وديباكين 500 mg يومياً قبل النوم، أخذت هذه الأدوية تقريباً شهراً ونصف، والحمد لله شعرت بتحسن ملحوظ من حيث القدرة على التركيز والمزاج، ولكن لا زالت لدي عصبية غير طبيعية، فإذا جلست في المحيط الاجتماعي أشعر بأن أعصابي مشدودة للغاية، ورأسي ثقيل، أجد صعوبة في تحريكه إلى اليمين واليسار؛ مما ترتب على ذلك عدم القدرة على مبادلة الحديث للناس، وهذا يحصل لي على فترات وليس كل الوقت، فقررت الدكتورة رفع جرعة الدباكين إلى حبتين في اليوم، والإيفكسر حبة واحدة، وقالت: إن الدباكين مفيد للعصبية.

مع العلم أن الدواء كما هو موضح في النشرة المرفقة بأنه يوصف لمرضى الصرع وليس الاكتئاب، فأرجو رأيكم فيما فعلته الطبيبة؟

بعد ما أخدت هذه الأدوية لمدة شهر ونصف تقريباً حصل لي ضعف في انتصاب العضو التناسلي، أي: فتور جنسي، وعدم خروج المني في الصباح عند الاستيقاظ من النوم، فما مدى تأثير الأدوية التي أخذتها بالجنس؟ وهل تسبب ضعفاً جنسياً مستقبلاً - لا قدر الله - أم أنها لها تأثيراً وقتياً ينتهي بانتهاء تناول الأدوية؟

ولكم منا جزيل الشكر وخالص الامتنان، ودوام التوفيق والنجاح.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ قنطراز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهنالك الكثير من الأفكار السالبة حول الأدوية النفسية، فهنالك من يعتقد أن هذه الأدوية ليست مفيدة، وهنالك من يظن إنها إدمانية، وكما تفضلت وذكرت هنالك من يقول: إنها تصرف لما يسمى بالمجانين، ولكن هذه المعلومات المشاعة بين الناس ليست صحيحة مطلقاً، فالأدوية النفسية - الحمد لله - مفيدة جداً، وهي تقوم على أسس علمية وبحثية، والمهم أن يذهب الإنسان إلى الطبيب الثقة المختص، ولا شك أن الطبيب يجب أن يكون مؤتمناً على مسئوليته حيال المريض، وفي نظري أن أغلب الأطباء هم من هذه الشاكلة.

الحمد لله أنت قد قبلت الدواء في المرة الثانية، والأدوية التي وصفت لك، وهي الإيفكسر والدباكين، هي من الأدوية المعروفة ومن الأدوية السليمة، وأنت سؤالك محدد جداً، وهو ما هي الحالات التي يعطى فيها الدباكين؟ وأنت اطلعت في الوصفة أنه لعلاج الصرع وليست للاكتئاب، والدباكين هو في الأصل من أفضل الأدوية التي تعالج النوبات الصرعية، ولكن بعد ذلك وجد أنه من أفضل الأدوية لعلاج ما يعرف بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وهذه حالات من الانشراح وارتفاع المزاج والذي يسميه البعض الهوس، وهذه الحالات قد تتخللها أو تعقبها نوبات من الاكتئاب النفسي، وفي مثل هذه الحالات المتقلبة أو ما يسمى بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية يعتبر الدباكين من أفضل الأدوية.

إذن: نقول: إن الدباكين بجانب أنه علاج أساسي لمرض الصرع، فهو أيضاً علاج أساسي للاضطرابات المزاجية، وفي بعض الحالات قد يعطى لعلاج الاكتئاب، ولكن لا يعتبر في مثل هذه الحالة علاجاً أساسياً، وإنما يعتبر علاجاً منشطاً أو داعماً لدواء آخر، والذي أراه أن تسأل الطبيب عن الحالة التي تعاني منها، أنت ذكرت أنها حالة اكتئاب، ربما يكون الأقرب إلى الصواب أنك تعاني من اضطراب وجداني ثنائي القطبية؛ لأن جرعة الدباكين التي أعطيت لك وهي حبتان في اليوم، هذه هي الجرعة التي تعطى في حالات تغلب المزاج، وأنا أعتقد أن الطبيبة لا يمكن أن تقدم بوصف الدباكين بهذه الجرعة إلا إذا كان هنالك سبب قوي ومشروع، وأن حالتك ليست اكتئاباً فقط، وإنما هي اضطراب ثنائي القطبية.

أما بالنسبة للآثار الجنسية السلبية لهذه الأدوية، فهذه الأدوية ربما تسبب بعض الصعوبات الجنسية البسيطة والمؤقتة، والإيفكسر يعرف عنه أنه ربما يؤدي إلى ضعف بسيط في الانتصاب، وأيضاً بالنسبة لخروج المني، ربما يكون هنالك من النقصان البسيط في ذلك، هذا نادر ما يحدث مع الإيفكسر، ولكن هنالك دراسات تشير أن ذلك ربما يكون أحد الآثار الجانبية، وهذه الآثار الجانبية هي آثار مؤقتة، وهذا بالتأكيد أيها الأخ الكريم، ولا تنزعج لذلك مطلقاً، كما أن هذه الأدوية لا تؤثر على الذكورة، ولا تؤثر على الإنجاب، ولا تؤثر على أعداد الحيوانات المنوية أو على شكلها وقوة تحركها، وهذه هي الأمور التي تحدد خصوبة الرجل.

فإذن: أرجو أن تطمئن أن هذه الحالة هي مؤقتة، وأرجو أن لا تفكر فيها كثيراً؛ لأن الانشغال الشديد بها سوف يؤدي إلى حالة نفسية، والحالة النفسية تدخل الإنسان فيما يعرف بالخوف من الفشل، خاصة فيما يتعلق بالأمور الجنسية، وعموماً أنت لا زلت صغيراً في السن، وقطعاً حين تقدم على الزواج - إن شاء الله - لن تواجهك أي صعوبات جنسية.

بصفة عامة: أرجو أن تحافظ على أدويتك، وأرجو أن تكون إيجابياً في تفكيرك، وأرجو أن لا تعتبر نفسك أنك معطل أو معاق، هذه الحالات - إن شاء الله - الآن يمكن علاجها تماماً، والمحافظة على الدواء يعتبر واحداً من الوسائل العلاجية الممتازة والفعالة، وإدارة الوقت وتنظيمه من الأشياء الضرورية جداً؛ حتى لا يجد المرض فرصة ليعطل الإنسان.

وعليك أن تسأل الله الشفاء، ونسأل الله لك التوفيق والنجاح.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
تداويت للتخلص من الاكتئاب ولكن لم أشعر بالتحسن 1285 الأحد 09-08-2020 06:15 صـ
لماذا استمرار القلق والاكتئاب رغم تغيير الدواء؟ 2988 الأربعاء 29-07-2020 04:34 صـ
كيف يتم استخدام دواء الرهاب والاكتئاب.. وكيف يتم إيقافة؟ 3529 الاثنين 27-07-2020 04:17 صـ
أريد تشخيص حالتي، فأنا أشكو من عدة أعراض نفسية. 4431 الثلاثاء 21-07-2020 06:18 صـ
ما علاقة دواء فافرين بالحكة الجلدية؟ 1265 الاثنين 20-07-2020 04:07 صـ