أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذه النوبات هي نوبات الهرع، فهذا الذي يحدث لك بهذا الوصف الذي ورد في رسالتك يعتبر وصفاً مثاليّاً لما يُعرف بنوبات الهرع، وأتفق معك أنها هي نوبات مزعجة ومخيفة، ولكن أرجو أن تتأكدي أنها ليست خطيرة مطلقاً، والهرع هو نوع من القلق المفاجئ جدّاً يشعر فيه الإنسان بقرب المنية مع خفقان شديد في القلب، وقد يسبب للإنسان الشعور بعدم السيطرة، وأن هذه النوبات سوف تأتي مرةً أخرى.

أرجو أن تتأكدي أن السبراليكس هو من أفضل الأدوية لعلاج هذه الحالة، والحمد لله أنت قد تحسنت عليه، فلماذا اليأس؟ ولماذا السأم؟ ولماذا الشعور بالضجر هذا..؟ أنت في حاجة لأن تتناولي السبراليكس لمدة أطول، فستة أشهر لا تعتبر كافية، فهذه الحالات تتطلب تناول السبراليكس لمدة سنتين على الأقل، وهذه المدة لا تعتبر طويلة أبداً؛ لأن الدراسات تدل على ذلك والعقار هو عقار سليم جدّاً.

والشيء الآخر هو أن تحاولي أن تحقري هذه الأفكار، فأرجو ألا تعيشي تحت القلق التوقعي، قولي لنفسك: هذا مجرد قلق ومجرد نوبة هرع وإن شاء الله لن تعاودني مرةً أخرى، وحتى لو جاءتني لن تكون مزعجة بالنسبة لي، فأنا أعرفها وأعرف أنها سوف تذهب عني... هذا التخاطب الداخلي مع الذات أيضاً يًساعد كثيراً.

أيضاً: ممارسة تمارين الاسترخاء تعتبر شيئاً جيد وفعّال، ويقلل كثيراً من هذه النوبات بل ويزيلها، فأرجو أن تذهبي إلى إحدى الأخصائيات النفسيات حتى تقوم بتدريبك على عمل هذه التمارين، كما أنه أيضاً توجد أشرطة وكتيبات كثيرة جدّاً توضح كيفية القيام بهذه التمارين.

أيضاً الرياضة -أي نوع من الرياضة- تفيد كثيراً، خاصة رياضة المشي.

في حالات الانتكاسات أو النوبات الحادة هنالك من يصف عقار يعرف باسم (زاناكس) وهو علاج جيد وفعال وبجرعة ربع إلى نصف مليجرام عند النوبة أو قبلها إذا شعر الإنسان ببدايتها؛ فهذه من الأدوية التي تُعطى في هذه الحالات، وأنا لا أمانع في تناوله، ولكن لا أؤيده كثيراً؛ لأنه ربما يؤدي إلى التعود، وأنتِ بحمد الله لستِ بحاجة له؛ لأن حالتك قد تحسنت والسبراليكس يُعتبر علاجاً مقنعاً إن شاء الله.

الحياة جميلة وهي هبة الله لنا ونحن كمسلمين لابد أن نعيشها ونستمتع بها وهي مزرعة للآخرة، ولا تقولي مليت من الحياة، ولا تقولي أنك يئست من الحياة، فأنت صغيرة في السن، وأنت إن شاء الله أمامك مستقبل زاهر، فكري إيجابيّاً، وخططي لمستقبلك، وعيشي حاضرك بأمل وعيشي المستقبل أيضاً بأمل وقوة.

أسأل الله لك التوفيق والشفاء والعافية.