أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد،،،

فجزاك الله خيراً يا أخي سعد على هذا الدعاء الطيب، ونسأل الله القبول، ونسأل الله لك الصحة والعافية والمعافاة في الدين والدنيا والآخرة يا أخي.
أخي! أنا الحمد لله سعيد جدّاً أن حالتك قد بدأت في التحسن، وأنت الآن قد بدأت الفافرين منذ 17 يوماً تقريباً حسب تاريخ وصول هذه الرسالة، وحقيقةً يعتبر هذا إنجازا كبيراً وعظيما ما دام التحسن قد بدأ، والجرعة التي قد تتناولها هي جرعة صحيحة جدّاً وهي 300 مليجرام في اليوم، ويا أخي تدل الأبحاث الآن أن الالتزام بالجرعة المطلوبة هو الأفضل وهو الذي يؤدي إلى نتائج إيجابية، كثير من الناس يرى أنه إذا خفض الجرعة ربما يكون ذلك أفضل، أبداً هذا ليس أفضل؛ لأن البناء الكيمائي يعتمد على الجرعة الصحيحة، كما أنه من فضل الله تعالى أن مستوى السلامة في هذه الأدوية عالٍ جدّاً، وممتاز جدّاً.

أما بالنسبة للإجابة على تساؤلاتك فأبدأ بالإجابة على السؤال الأول: هل يوجد دواء مثل الساروتين لا يزيد الوزن؟ حقيقةً هذه الأدوية متقاربة في فعاليتها، وبالنسبة لزيادة الوزن يحدث مع كل هذه الأدوية تقريباً، ولكنه يكون دائماً في الأيام الأولى أو الأسابيع الأولى للعلاج، بعدها يقل الزيادة في الوزن، والحمد لله الفافرين يعتبر من الأدوية التي لا تزيد الوزن، أو حتى إذا حدثت زيادة فتكون بسيطة جدّاً، لكن لا يوجد دواء للساروتين ولا يزيد الوزن، البروزاك يعتبر دواء أيضاً لا يزيد الوزن ولكنه بالطبع لا يعتبر مطابقاً للساروتين.

فأرجو أن تلجأ للوسائل الأخرى وهي: تنظيم الأكل، ممارسة الرياضة، عدم النوم بعد الأكل، وتجنب وجبة العشاء بقدر المستطاع.. هذا إن شاء الله يساعد كثيراً في التحكم في الوزن.

الإجابة على السؤال الثاني: نعم، أنا أؤمن أن الفافرين من الأدوية الممتازة ومن الأدوية الفعّالة وهو مرخص لعلاج الاكتئاب ولعلاج الوساوس القهرية، والجرعة المؤثرة بالنسبة للاكتئاب يجب أن تكون 200 مليجرام أو أكثر، وأنت الحمد لله الآن تتناول الجرعة الصحيحة، وأرجو أن تطمئن يا أخي.

بالنسبة للسؤال الثالث: الزاناكس يعتبر من الأدوية المزيلة للقلق، وهو دواء يعالج الأعراض ولا يعالج المرض نفسه، وهو دواء ممتاز وفعّال في الحالات الطارئة وفي بدايات العلاج، ولكن يعاب عليه أنه يحدث له ما يعرف بالتحمل، أي أن الإنسان لا يتحصل على الفائدة المطلوبة منه إلا إذا رفع الجرعة مع الاستمرار في الزمن، لذا نرى أن الإنسان يجب ألا يستعمله لمدة أكثر من ثلاثة إلى أربعة أسابيع، وأرى أن طبيبك محق في أن قال لك لمدة شهر فقط، وأنا أنصح به في الأيام الأولى، ودائماً أعطي الجرعة الصغيرة وهي ربع مليجرام ليلاً، أنا أعتقد أنه يمكن أن تستعمله عند اللزوم ولكن يجب أن يكون ذلك بحذر.

السؤال الرابع: هل من استخدم الأدوية المفيدة مثل زاناكس وأتيفال لا يستفيد من البوصبار؟ .. لا أبداً مطلقاً .. البوصبار دواء أيضاً مفيد يعمل بطريقة أخرى، وحتى الإنسان لو تعاطى الأدوية السابقة فلن يعطل ذلك من فعالية البوصبار، فقط يعاب على البوصبار أنه دواء يتطلب مدة أطول فهو بطيء في فعاليته والبناء الكيميائي ضعيف نسبياً، ولذا لا يستفيد الكثير من الناس إلا بعد استعماله 6 إلى 8 أسابيع، فأرجو أن تنتبه لهذه الحقيقة.

السؤال الخامس: هنالك أدوية تحت الأبحاث وهنالك دواء الآن طرح في الأسواق منذ ستة أشهر تقريباً، هذا الدواء يعرف باسم دولكستين Duloxetine، وحقيقةً هذا الدواء مفيد لمرضى الاكتئاب خاصة الذين يعانون من آلام جسدية، ومن الغريب أن هذا الدواء لا يعمل على مادة السيرتونيل، إنما يعمل فقط على المادة الأخرى والتي تعرف باسم نورأدرنلين، إذن هو يعمل على نورأدرنلين، والكثير من الأخوة الذين بدؤوا في استعماله كانت ملاحظاتهم إيجابية كما أنني قد حضرت بعض المؤتمرات العلمية في الدول الغربية في الآوانة الأخيرة، وقد كان انطباع الناس إيجابياً عن هذا الدواء، ولكن لا أستطيع أن أقول أنه يختلف كثيراً عن الأدوية السابقة، فأنا لازلت أعتقد أن مجموعة الأدوية المطروحة الآن مثل الفافرين والريمنون والإيفكسر هي من الأدوية المفيدة جدّاً إن شاء الله، وعلى الأقل استطعنا الآن أن نتفهم آثارها الجانبية وهذا شيء طيب، ولكن بالطبع هنالك تسابق كبير الآن بين شركات الأدوية من أجل إنتاج أدوية جديدة، وهنالك شركة في الدانمرك تعمل الآن في أبحاث جديدة ربما تكون إن شاء الله واعدة وتقدم خيراً للإنسانية.

بالنسبة للسؤال السادس: أخي لا أرى أن هنالك أي حاجة لاستعمال الجلسات الكهربائية في مثل حالتك، فهي تستعمل للاكتئاب العميق الحاد الذي يكون فيه بعض الأفكار اليائسة، أو في حالة الإنسان الذي يريد أن يقدم على الانتحار لا قدر الله، أنت حالتك أفضل من ذلك بكثير ولا تتطلبه، كما أنه حقيقةً العلاج الكهربائي كمعلومة عامة يفيد في حدة وشدة المرض، ولكنه ليس جيداً في الوقاية من المرض، بمعنى أن معظم الذين يتلقون العلاج الكهربائي يتحسنون لفترة أسبوعين أو ثلاثة ثم بعد ذلك إذا توقفوا عن الدواء ربما تأتيهم الانتكاسة.

على العموم أخي حالتك لا تتطلب ذلك مطلقاً، وأنت الحمد لله الآن تسير في تحسن وأنا أتأمل جدّاً أنك إن شاء الله سوف تصير بوضع أفضل وفي صحة نفسية ممتازة.

أخيراً أخي: أسأل الله لك حسن الجزاء وأشكرك مرة أخرى على صالح دعائك لنا، وأسأل الله أن يحفظك وأن يعافيك ويشفيك وأن نلتقي دائماً على الخير.
وبالله التوفيق.