أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : نبذة تاريخية عما كان يستخدم قبل ظهور الأدوية لعلاج الأمراض النفسية

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

في تاريخ الطب النفسي ماذا كان يفعل القدماء لعلاج الأمراض النفسية كالاكتئاب والفصام؟ وذلك قبل اختراع الأدوية المتداولة في عصرنا هذا، أم لم يكن هناك أمراض نفسية؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Hsan حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا شك أن الطب النفسي الحديث يعتبر من العلوم المستحدثة أو الشابة جدّاً، فتاريخ الطب النفسي لا يزيد على 50 عاماً بمفاهيمه الحديثة، حيث إن الأدوية الحديثة ظهرت عام 1954م.

حقيقةً إذا رجعنا لمرحلة تاريخية سابقة، فقد عانى المريض النفسي والمريض العقلي معاناة شديدة؛ خاصة في أوروبا، حيث كانت القرون المظلمة، إذ اعتبر المرضى العقليون بأنهم أرواح شريرة، وقد تم سجنهم وحرقهم وتقييدهم بالسلاسل، ومروا بوضع غير إنساني مطلقاً، وقد بدأت التحركات الإنسانية لعلاج المرضى النفسيين في بريطانيا وأوروبا عام 1872م، حين قام أحد التجار -ويدعى (ويليام تيوك)- بتكوين جمعية في منطقة تعرف باسم (يورك) في بريطانيا، قام بإنشاء هذه الجمعية، وكانت دعوته هي أن يحرر المرضى النفسيون والعقليون من السلاسل، وأن يعاملوا معاملة إنسانية.

وكانت لا توجد أدوية حقيقية، ولكن كان المريض يحرم من النوم لفترات طويلة، وهذا بالطبع يؤدي إلى نوع من الإنهاك، كما أنه استُعمل الضرب في فترة من الفترات كوسائل من وسائل العلاج، بعدها حين تم اكتشاف (الأنسولين)، ظهر أن (الأنسولين) يساعد بعض المرضى النفسيين، وذلك بإعطائهم جرعات زائدة منه حتى يدخلوا في غيبوبة فقدان السكر، ومن ثم ينام المريض لفترة طويلة، بعدها يستيقظ ويكون حاله أحسن نسبياً.

لا شك أن هذه العلاجات لم تكن على أسس علمية ثابتة، ثم بعد ذلك في عام 1934م ظهر العلاج عن طريق الجلسات الكهربائية، وذلك حين لاحظ العالِم المجري (مادونا) أن مرضى الصرع الذين يعانون من أمراض عقلية، حين تنتابهم النوبات الصرعية يفيقون من مرضهم النفسي أو العقلي، ففكر في أن يجعل هؤلاء المرضى وغيرهم عرضة لنوبات صرعية، ومن ثم أتى اكتشاف العلاج الكهربائي، والذي يصرع المريض من خلاله، ولا شك أن هذا العلاج يستعمل حتى يومنا هذا، وهو من العلاجات الفعّالة جدّاً، كما أنه قد استُعمل الكي كوسيلة لعلاج بعض المرضى، ولكنه لم يكن فعّالاً بالتأكيد.

هذه هي النبذة التاريخية البسيطة عما كان يستخدم قبل اختراع الأدوية الحديثة، وأود أن أضيف أيضاً أنه في عام 1938م ظهر في البرتغال أحد الجراحين، وهو متخصص في جراحة المخ، وقد لاحظ أنه بإزالة بعض الأجزاء من المخ يمكن أن يهدأ المريض المتهيج والعنيف، وهذه الجراحات استمرت حتى عام 1960م، بعدها اتضح أنها تسبب الكثير من المشاكل لهؤلاء المرضى، وبالطبع ظهور الأدوية الحديثة لم يترك مجالاً أبداً لهذا النوع من العلاجات، والحمد لله الآن لدينا الكثير من سبل العلاج الفعّال والممتاز.

وهنالك -إن شاء الله- اكتشافات أخرى في الطريق، وأستطيع أن أقول: إنه بإذن الله تعالى سوف تسير حالة المريض النفسي والعقلي من حسن إلى أحسن.

لا شك أن العلاج عن طريق الكلام والمساندة والعلاجات السلوكية أيضاً هي موجودة منذ القدم، ولكنها لم تسمى بأسمائها الحديثة، فالعلاج عن طريق المساندة يتم عن طريق الكبار في الأسرة أو القبيلة، وهذا بالتأكيد يؤدي إلى تحسن نسبي لدى المريض النفسي، أما المريض العقلي فحقيقةً لا يفيده العلاج الكلامي كثيراً، إنما هو يتطلب العلاج الدوائي أو العلاج الكهربائي؛ لأن الخلل الأساسي هو في الموصلات والناقلات العصبية.

وبالله التوفيق.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
تداويت للتخلص من الاكتئاب ولكن لم أشعر بالتحسن 1344 الأحد 09-08-2020 06:15 صـ
لماذا استمرار القلق والاكتئاب رغم تغيير الدواء؟ 3074 الأربعاء 29-07-2020 04:34 صـ
كيف يتم استخدام دواء الرهاب والاكتئاب.. وكيف يتم إيقافة؟ 3595 الاثنين 27-07-2020 04:17 صـ
أريد تشخيص حالتي، فأنا أشكو من عدة أعراض نفسية. 4602 الثلاثاء 21-07-2020 06:18 صـ
ما علاقة دواء فافرين بالحكة الجلدية؟ 1320 الاثنين 20-07-2020 04:07 صـ