أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ --- حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنّه ليسرّنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يعوضك خيراً مما أخذ منك، وأن يرزقك زوجاً صالحاً سليماً.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فأقول لك: إن من ما حدث من الطلاق السريع وعدم إتمام الزواج رغم حرصكم عليه لعله أفضل بكثير وكثير من بدء الحياة مع هذه الأمراض التي قد تجعل حياتك جحيماً لا يطاق، وتتمنين الموت فلا تجدينه، وكما قال الحق جلا وعلا: (( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ))[البقرة:216]، ويقول: (( فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ))[النساء:19].

فاحمدي الله على أن انكشفت الأمور مبكراً ولم تحدث هناك دخلة ولا زواج ولا إنجاب؛ لأن الحل ساعتها سيكون في غاية الصعوبة والقسوة، وتأكدي من أن الله لا يقدّر لعباده إلا الخير، فما حدث هو عين الخير، وما دام قد حدث فتأكدي من أنه هو الخير، وأما عن هذا الخطيب الذي غشكم فسامحوه؛ لاحتمال أنه كان يطمع في شفائه وخانه التقدير؛ لأنه ليس له مصلحة في غشكم أو غش غيركم.

وأما عن إمكانية تلبس الجني بالإنسان وتأثيره عليه إلى هذا الحد، فأقول لك نعم، وهذا كثير وكثير مع الأسف الشديد، بل وهناك ما هو أفظع من هذا بكثير، إلا أنه ومن رحمة الله أن الله ما خلق داءً أو مرضاً إلا وجعل له دواء، والمس أحد الأمراض التي يمكن علاجها بالرقية الشرعية، وهي منتشرة في مصر وكثيرة، ويمكنه أن يُعالج نفسه من هذا المس عند أي شيخ من المشايخ الثقات المنتشرين في أنحاء مصر.

وختاماً أختي الكريمة: اعلمي أن هذا الشخص لو كان من نصيك لما أمكن لأي قوة أن تحرمك منه؛ لأنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله، فعليك بالرضا بقضاء الله وقدره واحتساب أجرك عند الله، وأحسني الظن به، وأكثري من الدعاء والإلحاح على الله أن يكرمك بزوجٍ صالح مبارك يكون عوناً لك على طاعته جل وعلا، واطلبي من والديك الإكثار لك من الدعاء؛ لأن دعاء الوالدين لا يرد.

وأبشري بفرجٍ قريب بإذن الله تعالى.

وبالله التوفيق.