أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : زوجي يريد أن يطلق زوجته الثانية، فهل علي إثم في ذلك؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي بدأت مع بدية زواجي وهي أن أهل زوجي استكثروا علي حب زوجي لي، وبدأت الغيرة تدب في قلب أمه وأخواته لن أطيل في هذا لأني تعذبت كثيرا والله يعلم بهذا العذاب ولكن هذا ليس استفساري.
الأهم أن أهله زوجوه بقريبتهم بعد زواجي به بخمسة سنوات وإنجابي له ثلاثة أطفال، زوجوه بإمرأة تبلغ من العمر 42 سنة أصغر منه بسنتين ووصفوها له بصفات ليست فيها.
وهي بنفس الحي الذي نسكن فيه لم يكن موافق ولكن إصرارهم عليه وإغرائه بكافة التزامات العرس لأنهن موظفات فوافق زوجي المغفل، وأنا والله كنت أقرأ عن التعدد وأنه لازم يعدل، ولي زميلة زوجها متزوج وكنت أقول لها الله يعينه صعب العدل وزوجها ما شاء الله عادل بكل ما تعنيه الكلمة وكنت أكره التعدد كثيرا.
وعلمت عن طريق مكالمة أنه سيتزوج علي، فاستأت جدا وضجرت من ذلك، ولكن لخوفي مما هو أشد منه صبرت وحاولت لأني قد جربت الطلاق وتعذبت من المجتمع الذي حولي وللأسف مرتين ولم تتبقى لي إلا واحدة، فسكت وقلت لأجل أبنائي وخواتي اللواتي لم يتزوجن بعد سأصبر.
وكان عذاب وغيره وكره لزوجي ومجاملتي له بالمعاشرة وأنا أكره.
بس المشكلة ليست غيرتي على زوجي، المشكلة أن زوجي بعد زواجه من قريبته أقصد زوجته الثانية لم يحبها وباختصار لم يجد عندها نصف ما كان يجده عندي رغم تقصيري ببعض الأشياء التي استغلوها أهله.
وبدأ بإهمالها والمبيت عندها متأخر بيومي ولا يذهب عندها وبيومها يأتي إلينا، لكن ليس مقصر معها لا بأكل ولا بملبس ولا إن طلبت شيء في هذا الجانب غير مقصر معها، بس أنا غير عنها، أحب ألبس وأحب الالكترونيات وأحب أهدي، فدائما أطلب منه وهي متواضعة ما تهتم بهذه الأشياء.
المهم هي بدأت تلاحظ أشياء لم تكن تنتبه لها فأخذت تقول تشتري لها وأنا لا، وتريد أثاث لبيتها وذهبت الآن إلى أهلها.
متأسفة جدا على الإطالة بس أحببت التوضيح لكل شيء لأنني أحتاج إلى مشورتكم، وذلك أنني لم أرتاح بزواجي ولم أسلم من أذية الضرة.
وسؤالي هو أن زوجي يريد أن يطلقها لأنه خاف أن يأتي يوم القيامة وشقه مائل وخائف من الله لأنه قال ما يقدر يعدل وهذه أنا متأكدة منها صعبة عليه.
وأنا والله ثم والله ما أريده أن يطلقها، بالرغم من أنني أغار وأعصب بس والله ما أهيجه عليها، ولا أريده أن يطلقها، خاصة أن عندها ولد ولا ذنب له حتى يتعذب بالطلاق.
والحين قال إن اختارت ورضيت بعيشتها ترجع وإلا فيبغى يعطيها حريتها.
فهل يلحقني إثم بطلاقها لأني ما استطعت أن أساعده على العدل لأني كنت أريده هو ألا يعدل، أنا أخاف الله وما أريد منه أن يظلمها وبنفس الوقت أغار جدا جدا جدا.
وهل هو مذنب إذا طلقها، إنني محتارة جدا.
معذرةً على الإطالة .
وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كلي ألم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع.
وبخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة - فإنه ومما لا شك فيه أن معظم النساء لا يحبون الزوجة الثانية ولا يرغبون في التعدد، وأن كل امرأة تريد أن تستأثر بزوجها لنفسها وحدها، والغيّرة هذه أمر فطري جبل الله النساء عليه، ولقد حدثت في الصدر الأول في بيت خاتم الأنبياء وإمام المرسلين سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان نساؤه يَغرنَ من بعضهنَّ، رغم أنهنَّ من أوفر النساء عقلاً ومن أكملهنَّ إيمانًا وتقى وصلاحاً واستقامة، وهنَّ سيدات العالمين بلا نزاع ولا نقاش، إلا أن فطرة المرأة جُبلت على هذا الأمر، وإذا قدر الله تبارك وتعالى للمرأة وابتليت بقضية التعدد فليس أمامها حقيقة إلا أن تصبر وأن تحتسب الأجر عند الله تعالى، وأن ترضى بقضاء الله وقدره، وأن تعلم أن هذا أمر قدّره الله، وهو نوع من الابتلاء لها، فعليها أن تكسب الجولة، وعليها أن ترضى بقسمة الله تعالى، حتى يتحقق فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم: (فمن رضي فله الرضا).
فالرضا في مثل هذه الحال يكون أنفع من عملية العصيان والتمرد وإساءة المعاملة وسوء العشرة التي قد تضطر الزوجة إلى تطليقه إلى الزوجة الأولى وإلى تطليقها هي نفسها شخصيًا.
وبالنسبة لمسألتك بارك الله فيك: فإذا كنت واثقة أنك لن تلعبي دورًا لا قليلاً ولا كثيرًا في قضية إبغاض زوجك لزوجته الثانية ورغبته في التخلص منها فأنت لا حرج عليك، والذي يعلم ذلك على وجه اليقين إنما هو أنت، لأن المرأة قد تستعمل نوعًا من الحيلة والدهاء والمكر تدفع زوجها إلى أن يكره زوجته الثانية، وأن يفكر في تطليقها، بل قد يطلقها فعلاً.
ولذلك أقول: على قدر دورك الذي قمتِ به في مسألة استمالة زوجك إليك وبالتالي أيضًا في بغضه لزوجته الثانية يكون إثمك عند الله تبارك وتعالى، فإذا كنت لم تتعمدي حقيقة تشويه صورتها ولم تتعمدي استمالته عن عمد حتى يكرهها، فأنت لا حرج عليك في مسألة إقبال زوجك على تطليق زوجته الثانية.
أما إن كنت قد بالغت في إكرامه والإحسان إليه واستمالته وسلوك مسالك أنت تقصدين من ورائها أن يفضلك عليها، فإذا ما أقبل زوجك بسبب هذه الأشياء على طلاق الزوجة الثانية تكوني قطعًا آثمة، لأنك كفئت نار أختك وخربت عليها حياتها وأفسدت عليها عشرتها بزوجها، وهذا كله لن يفوتك عند الله تعالى عقابًا.
ومن هنا فإني أقول لك: ما دام زوجك لم يطلق زوجته الثانية فإذا كان لديك فرصة فأرى أن تجتهدي في صرفه عن تطليقها، خاصة وأنك أقسمت بالله أنك لا تريدين تطليقها، ولا ترغبين في ذلك، وفوق ذلك فأنت تقولين بأن لديها طفل، وما ذنب هذا الطفل أن يعيش مشرداً بعيداً عن أبيه، وأنت تقولين بأن الطلاق لن يعود عليك بشيء، وإنما تريدينه أن يكون معك وأن يكون معها، وليس لديك مانع رغم غيرتك الشديدة التي ذكرتها.
فأنا أقول بارك الله فيك: حاولي أن تجتهدي في إثناء زوجك عن فكرة تطليق الزوجة الثانية ما دمت أنت قد قبلت الوضع، وما دمت أنت لا ينقصك شيء من حيث إكرام زوجك لك وإقباله عليك، ولكن لا تجتهدي حقيقة في استمالته حتى لا ينفر من الزوجة الثانية، لأننا قد نسلك مسالك لا يعلم بها إلا الله تعالى، هي في الظاهر قد تكون حسنة، ولكننا قد ننوي بها شيئًا آخرًا، وهذا الذي أحب أن أركز عليه، مسألة حرص المرأة على استمالة زوجها وتفننها في ذلك، لا لأنها تحب زوجها، ولكن تريد أن تتخلص من ضرتها، فلم تجد سبيلاً إلى ذلك إلا بالاجتهاد في إظهار محاسنها ومفاتنها وإقبالها على زوجها بصورة كبيرة، حتى يشعر بالفارق الهائل ما بين الزوجة الأولى والثانية، وحتى تجعله في نفسه يحكم على أن الزوجة الثانية ليست موفقة وليست ناجحة، وإنما الزوجة الأولى هي التي تقوم بكل شيء وهي التي تفعل كل شيء وهي التي تقدم خدمات متميزة، وهي صاحبة النظافة وصاحبة الأكل المتميز وصاحبة البيت المرتب، وصاحبة الصوت الهادئ، وصاحبة العلاقات الخاصة المتميزة، فإن كان هذا هو الدافع فقطعًا لن تسلمي من مسألة الإثم لأنك بذلك قد ساهمت بطريقة غير مباشرة في تأجيج نار الكراهية أو الكراهية في قلب زوجك.
أيضًا في جعله لا يعدل، لأنه سيميل إليك كل الميل، نتيجة المعاملة الحسنة التي تقصدينها وتتعمدينها أنت، وبالتالي يقصر في حق الزوجة الثانية، ومن هنا يُقبل على قضية الطلاق، لأنه يقول أنا لا أستطيع العدل.
العدل حقيقة ليس أمرًا عسيرًا، ولكنه يكون صعبًا فعلاً إذا كان هناك نوع من كيد النساء ونوع من المكر والدهاء فإن الرجل يضيع، لأنه إذا وجد إحداهما تعامله معاملة لا مثيل لها ووجد الأخرى تعامله معاملة عادية فمما لا شك فيه أنه سيميل إلى المعاملة المتميزة، وبالتالي إذا كان القصد من هذا إنما هو إلحاق الضرر بالأخرى وتنفيره منها فإنها بذلك تكون آثمة.
فأنا أقول لك: إذا كان هناك من إثم يكون على قدر نيّتك وإرادتك، وعلى قدر مشاركتك في أن يأخذ هذا القرار.
أما إذا كنت تفعلين هذه الأشياء بطريقة عادية ولا تتعمدي الإساءة إليها أو تشويه صورتها عن طريق تميزك في تقديم خدمات لزوجك تجعله يميل إليك كل الميل، فلا حرج عليك.
وأما قضية زوجك إذا طلق أو لم يطلق، فهذه قضية ترجع إليه، لأن العصمة بيد الرجل وليست بيد المرأة، ولكن أقول: إذا كان هناك من كلمة فانصحي زوجك بعدم الإقبال على الطلاق، وانصحيه بأن يقبلها على ما هي عليه، خاصة وأن لديها طفل.
كوني صادقة في النصيحة، فإن قبل ذلك فهذا هو الأسلم والأوفق لكم جميعًا، وإن كان خلاف ذلك فأنت قد أعذرتِ إلى الله تعالى ولن تحملي شيئًا من الإثم أو الوزر نتيجة صدق النية في النصيحة.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك لكل خير، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يعينك على طاعته ورضاه، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
زوجتي تطلب الطلاق لشكوك تساورها أني سأتزوج عليها، فكيف أعمل؟ | 3759 | الأحد 10-07-2011 09:37 صـ |
زوجتي تريد الطلاق قبل الدخول بدون معرفة الأسباب! | 6569 | الاثنين 13-06-2011 10:56 صـ |
التعامل مع زوج لا يريد الإنجاب ويفضل الطلاق | 9459 | الخميس 03-02-2011 08:42 صـ |
الرغبة في الانفصال عن الزوجة بسبب عدم التوافق معها ومع أهلها | 5568 | الأربعاء 17-05-2006 11:18 صـ |
الرغبة في طلاق الزوجة لتطاولها على أم الزوج وشتمها | 4332 | الاثنين 08-05-2006 10:51 صـ |