أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الخوف من مواجهة الآخرين ومحاورتهم وكيفية التغلب عليه

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله.

أخي الكريم، مسألتي تتعلق بشعوري بالخوف من المشاركة بالنقاشات أو الاجتماعات التي تتم في مجال عملي وخاصة إذا كان العدد كثيراً، وكان السؤال موجهاً إليّ فجأة.
ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل حتى في الجلسات العادية مع الأهل والأصدقاء، وحتى حين أقوم بالصلاة إماماً، مع علمي بالتجويد والقراءة.

فتجدني أقتصر حديثي على المشاركات السريعة والقصيرة، حتى لا ينتابني الشعور بالخجل والاضطراب واحتقان الوجه وارتجاف الصوت، وأخيراً عدم القدرة على مواصلة الحديث.
لم أتعرض كثيراً لهذه المواقف لأنني ألتف على المواضيع وأنهي النقاش، أو أعطي الجواب المحدد بسرعة، وفي معظم الأحيان أعطيه ناقصاً، مما يؤدي إلى أخذ فكرة سلبية عني.

أما عن ممارسة حياتي في النواحي الأخرى فهي طبيعية جداً، فأنا بطبيعتي اجتماعي وأكون العنصر الأول والفعال في معظم الرحلات التي نقوم بها على سبيل المثال، ناهيك عن كوني محط نظر واستشارة واحترام من حولي في كثير من الأمور.
وكذلك فأنا والحمد لله ناجح في عملي وواثق تماماً من معلوماتي، وأهتم بمظهري جيداً.
أرجو رداً مفصلاً وجزيتم خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنت تعاني من درجة بسيطة من المخاوف الاجتماعية أو الرهاب الاجتماعي، والحمد لله أنت فعال في كثير من المجالات الاجتماعية، وهذا في حد ذاته يجعلك تستطيع بشيء من الجهد، أن تتخلص من مواقف الإخفاق الاجتماعي، خاصةً في حلقات النقاش والاجتماعات.

هنالك نوعان من العلاج:
العلاج الأول هو العلاج السلوكي، وفي هذه الجلسات السلوكية أود منك أن تجلس لوحدك في مكان هادئ، ثم تتخيل أنك تقود حلقة للنقاش، أو أنك ترأس اجتماعاً، وإذا كان الزمن المفروض لهذا الاجتماع هو نصف ساعة، أرجو أن لا تنقص الزمن عن ذلك، بمعنى أن تكون في خيال مستمر، وتتخيل أنك في هذا الاجتماع وتديره بالصورة المطلوبة، وتحتم على نفسك وتقول لابد أن أكون مستمعاً جيداً، وفي نفس الوقت لابد أن أكون محاوراً مقتدراً.

هذا هو الشيء الذي سوف تستفيد منه كثيراً إذا طبقت هذه التمارين بجدية، ويا حبذا لو قمت أيضاً بتسجيل صوتك والاستماع إليه، وأنت تتخيل أنك تلقي محاضرة أو درساً على الآخرين، هذا أيضاً أثبت فعاليته من الناحية السلوكية، والشيء الآخر هو ضرورة أن لا تراقب نفسك المراقبة اللصيقة حين تكون في اجتماع أو حلقة نقاش.

أعط لنفسك هامشاً أكبر من الحرية، بمعنى أن لا تدقق في كل ما تقوله، وحين يأتيك الشعور بالاستعجال، أو أنك تريد أن تنهي الأمور بسرعة، يمكنك أن تأخذ نفساً عميقاً وببطء، وهذا لن يلاحظه الآخرون، وهذا أيضاً من الوسائل الطيبة جداً.

والمشاركة أيضاً في حلقات التلاوة تعتبر وسيلة من الوسائل الجيدة لعلاج الرهاب الاجتماعي.

الجانب الآخر في العلاج هو تناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف، والحمد لله توجد عدة أدوية ممتازة وفعالة، أفضلها العلاج الذي يعرف باسم (زيروكسات)، أنصحك أيها الأخ الكريم بتناوله بمعدل نصف حبة في اليوم لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة بنفس المعدل أي نصف حبة كل أسبوعين، حتى تصل إلى حبتين في اليوم، أي 40 مليجراماً، وتستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك تبدأ في تخفيض هذه الجرعة بواقع نصف حبة كل شهر حتى تتوقف عن العلاج.

الدواء من الأدوية السليمة والفعالة كما ذكرت لك، وحين تدعمه بالإرشادات السلوكية السابقة سوف تجد إن شاء الله أنك أصبحت أكثر مقدرة للمواجهة في حلقات النقاش والاجتماعات دون أي ضيق أو معاناة.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أشعر بضعف الشخصية خارج البيت وأمام الناس، فما الحل؟ 1500 الاثنين 10-08-2020 02:36 صـ
لا أعرف أن أعبر وبعض كلامي غير مفهوم 1137 الاثنين 13-07-2020 03:32 صـ
كيف أتغلب على ضعف الشخصية وأستعيد ثقتي بذاتي؟ 2264 الاثنين 06-07-2020 05:45 صـ
أعاني من عدم القدرة على التفاعل مع الآخرين 1405 الأربعاء 01-07-2020 05:35 صـ
أعاني من الصمت المرضي.. كيف أتخلص منه؟ 1682 الاثنين 15-06-2020 01:31 صـ