أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : النسيان والارتباك والتعرق عند مواجهة الناس
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ترددت كثيراَ قبل إرسالي هذه الاستشارة، لا أعرف لماذا! ربما هروباً من مواجهة مشاكلي كما تعودت أن أفعل عند حدوث مشكلة ما، ولكن سأكون أكثر شجاعة هذه المرة عسى أن يكون بها النفع بإذن الله تعالى، ولوضوح الصورة سوف أسوق لحضرتكم بعض النقاط التي أعاني منها بحسب نظري وتقييمي لنفسيتي، وبعدما سألت بعض المقربين مني عمّا يلاحظونه في شخصيتي ونفسيتي، وأبدأ برأي المقربين وملاحظاتهم على نفسيتي:
1. أنا طيب جداَ (بحسب رأي غيري).
2. متقلب المزاج مع المقربين لي وخاصة زوجتي، أثور بسرعة شديدة، ولكن أهدأ ويعتدل مزاجي بسرعة أيضاً.
3. أحب أن أجلس وحدي أكثر مما أحب الجلوس مع غيري.
4. أوافق على بعض طلبات الأهل، وعندما يقومون بها أغضب وأشعر حقيقة أنهم لم يسألوني عن هذا الشيء.
هذه بعض النقاط التي ممكن أن تفيدكم لتحديد علاج مشكلتي.
أما مشكلتي التي أنا أشعر بها وألاحظها بشدة على نفسي:
1. سريع النسيان وخاصة الأشياء القريبة، كأن أطلب كأساً من الماء فألح عليه وأكتشف أنهم قد أتوني به وشربته! ولكن هذه الحالة لا ألاحظها إلا إذا كنت متابعاً شيئاً ما كبرنامج معين في التلفاز، أو قراءة كتاب وما شابه.
2. عند اندماجي بشيء ما كمتابعة برنامج أو قراءة كتاب أو العمل بالكمبيوتر مثلاً وقام أحد الأشخاص بالتحدث إلي، أشعر فجأة وكأن شيئاً في رأسي يضرب؛ فأثور وأصرخ طلباً تركي وعملي لكي أركز! مع ملاحظة أني في هذه الأثناء أنتقد نفسي وأشعر أني أبالغ في ذلك، ولكن ما أشعر به من شيء يحدث في رأسي يجعلني أفعل ذلك لكي يهدأ رأسي وأستطيع التركيز!
3. عند التركيز بشيء ما أقوم بالجواب عن من يسألني عن أي شيء بدون تفكير وبدون أن أعلم ماذا سألني أصلاً! وقد أجاوب جواباً بعيداً عن الموضوع الذي سئلت عنه، وأشعر بأن إجابتي فقط لجعل من يسأل يكف عن الكلام معي؛ لأني مركز (بحسب ظني).
4. أشعر بالارتباك الواضح والعرق الشديد عند مروري على مجموعة من الناس، وأشعر بأن الجميع ينظر إلي ولو كنت في مجمع تجاري مثلاً أو في صالة انتظار بحيث أتضايق جداً من نفسي، عند كلامي لبعض الناس المهمين مثل المسئولين في العمل أشعر بارتجاف صوتي وعدم التركيز وزيادة في دقات القلب وضيق في النفس، وكذلك عند إمامة غيري في الصلاة فأشعر بأن صوتي لا يكاد يخرج، علماً بأنني حافظ للقرآن ومتمكن من تلاوته وأحكام تجويده .
5. عند الحديث لمجموعة من الناس غير المقربين كإلقاء موعظة أو نصيحة أشعر بارتجاف وارتباك وضيق بالنفس، ومما لاحظته أيضاً شد واضطراب في عضلات وجهي، وبعد انتهاء الموقف ألوم نفسي جداً وأود لو أني لم أتكلم.
6. عندما أنوي معاتبة أو مواجهة أحد بغضب كأن أكتشف خطأ معيناً من ابني أو زوجتي وألتقي به أبتسم رغماً عني وأنا أتحدث إليه، ولو كنت أبدأ وأنا غاضب ولكن أثناء كلامي أبتسم! لا أعلم لماذا! ولكن هذا الشيء يضايقني لأني أريد أن أربي الولد، وأود بإيصال رسالة لغيري بأن هذا العمل يغضبني، (مع ملاحظة أن هذا الموقف يكون عند المحاسبة على شيء قد انقضى، أما عند حدوث شيء أمامي وأغضب عليه فلا أبتسم ولا ألاحظ هذه المشكلة).
أعلم بأني أطلت في استشارتي ولكن أود توضيح جميع النواحي، شاكراً لكم اهتمامكم، وجزاكم الله خيراً.
ملاحظة: في حالة وصف أدوية الرجاء الإشارة من أين يمكنني الحصول عليها؟ في أي صيدلية مثلاً أو في مكان آخر؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نستطيع أن نستخلص من رسالتك المستفيضة أيها الأخ الكريم أنك تُعاني من بعض سمات الشخصية المحددة، حيث أن شخصيتك من النوع الحساس والقلق المزاجي، وهذه في حد ذاتها لا تُعتبر مرضاً نفسياً، إنما هي علةٌ بسيطة، ربما تجعل صاحبها يفتقد القدرة على التكيف اجتماعياً في بعض الأوقات، وهذا هو الذي يحدث لك من وقتٍ لآخر.
أما عدم قدرتك على التركيز، والنسيان، فهو مرتبط بحالات القلق الذي تُعتبر شخصيتك تربة خصبة له، كما أنك أيضاً تُعاني مما يعرف بالرهاب الاجتماعي، ويُعتقد الآن أن الشخصية التي لديها استعداد للقلق والرهاب الاجتماعي تحدث لها بعض التغيرات الكيميائية في الدماغ، تتعلق بمادة تعرف باسم (سيروتينين) ولذا فقد وُجد أن هنالك الكثير من الأدوية التي تساعد في علاج مثل حالتك .
أما بالنسبة لعلاجك، فهو يتمثل في محاولة ضبط مشاعرك ووجدانك، ويتأتى ذلك عن طريق التعبير عن النفس وعدم الكتمان، وتذكر الإيجابيات الموجودة في حياتك، مما يساعدك على إعادة صياغة تفكيرك بصورةٍ إيجابية، فأنت والحمد لله رجلٌ حافظ للقرآن، وقد أنعم الله عليك بزوجةٍ وذرية وهذه نعم كبرى.
أرجو أيها الأخ العزيز أن تحرص على ممارسة تمارين الاسترخاء ( توجد أشرطة وكتيبات بالمكتبات توضح كيفية ممارستها) كما أرجو ممارسة الرياضة أيضاً؛ حيث أنها مزيلة للغضب وعسر المزاج.
أنت بلا شك بحاجة ماسة للأدوية المضادة للقلق والرهاب، ومن أفضل هذه الأدوية الدواء الذي يعرف باسم (زيروكسات) وجرعته هي نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ترفع بعدها الجرعة بمعدل نصف حبة أيضاً كل أسبوعين، حتى تصل لحبتين في اليوم، وتستمر على هذا المنوال لمدة ستة أشهر، ثم يمكنك تخفيض الدواء بنفس طريقة البداية.
الأدوية البديلة هي: (بروزاك) و(سبرالكس) علماً بأن هذه الأدوية موجودة في جميع الصيدليات بالمدن الكبرى، ولا تحتاج لوصفةٍ طبية.
وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ | 1743 | الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ |
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا | 1323 | الأحد 09-08-2020 02:09 صـ |
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ | 2388 | الخميس 23-07-2020 06:16 صـ |
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ | 1731 | الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ |
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ | 3648 | الأحد 19-07-2020 09:33 مـ |