أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أعاني من اختلال واضطراب الأنية، ما العلاج الدوائي والسلوكي؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم

أتمنى إعطاء رسالتي الأولوية في الرد، لأن وضعي النفسي أصبح سيئاً جداً.

أنا صاحب الاستشارة رقم (2293880)، قمت بمراجعة طبيبي المشرف على علاجي، وقام بعمل التحاليل الدموية واختبارات التوازن وتخطيط الدماغ، والنتيجة سليمة -والحمد لله- وقمت بتصوير لعصب العين والضغط وتخطيط قلب وإيكو وفحص للأذن والأنف، وجميع التحاليل سليمة.

أكد لي بأن الكتلة الموجودة لا تسبب لي أي عرض نفسي أو عضوي، ولكن اختلال الأنية أو اضطراب تبدد الواقع لا يفارقني، وتأتي علي لحظة أو اثنتان أقول في نفسي أين أنا؟ من أنا؟ أستغرب من صوتي!

أقوم بالتحدث مع أصدقائي وأشعر أنهم غرباء عني، حتى أمي وأبي وزوجتي، أشعر بغرابتهم عني، تركيزي ضعيف جداً، وبحكم عملي كمحاسب أصبحت أقع بأخطاء سخيفة! حتى إني أضطر للحساب على الآلة الحاسبة.

دائما أشعر بالغضب لأي سبب ولا أضحك أبداً، وأشعر بالمواقف الحاصلة قبل قليل كأنها منذ أسبوع، مثلاً لو صليت الظهر وأذن العصر أشعر بأني صليت الظهر منذ أسبوع، وعندما أستيقظ صباحاً للذهاب للعمل أحاول التهرب والتظاهر بالمرض حتى لا أذهب، لأني أريد الهروب من كابوس اختلال الأنية.

قام الطبيب بإعطائي دواء deanxit، وأتناول حبة عند اللزوم، لكني لم أشعر بتحسن، فقام بإعطائي أيضاً دواء escitalopram10، تناولت نصف حبة لمدة يومين لم أشعر بشيء، والوضع إلى الأسوأ.

علماً أني بدأت أخاف من الدواء، ولو قام طبيب بإعطائي دواء، قبل أن أتناوله أقرأ النشرة وأبحث عنه على النت.

قمت بزيارة أطباء نفسيين وأغلبهم لم يسمع بهذا المرض، أو يشخصون حالتي اكتئاباً أو وسواساً قهرياً، وقد زرت بعض الرقاة فشخصوا ذلك بأنه عين أو مس، وبالرقية الشرعية أشعر بتحسن لساعة أو يوم ويعود الوضع للأسوأ!

أرجوكم أشعر بأني سأصاب بالجنون أو الاضطراب الانشقاقي أو الفصام، ساعدوني فالأفكار تهجم علي بطريقة غريبة حتى عندما أريد النوم تأتي هذه الأفكار، لدرجة أنه في الجماع يكون عقلي في الوساوس واختلال الأنية، هل سمعتم بشخص مثل هذا؟

أرجوكم؛ فقد أهملت زوجتي ومنزلي وعملي، ودائماً صامت ونادر الكلام، وأحب العزلة وأكره الأصوات العالية، فأتمنى منكم إفادتي بعلاج سلوكي أو دوائي.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كما ذكرتُ لك سابقًا في ردّي على استشارتك رقم (2293880) أن (اضطراب الأنِّية Depersonalization) أو عرض الأنِّية - كما ذكرت - يعني أن الشخص يحسّ بأن داخله فيه تغيَّر، وأنه يحس بالغربة في داخله، أو أحيانًا ينظر لنفسه أو لمشاعره كأنه شيءٌ خارجي، ويحس أن الأشياء أو الأشخاص من حوله تغيَّروا.

أنا أشاطرك الرأي، إحساس مؤلم ومخيف عندما يشعر به الشخص، والكثير من الناس قد يجدون صعوبة كبيرة في وصفه للأطباء.

قد يكون هذا الإحساس أو عرض الأنية جزءاً من مرض القلق في كثير من الأحيان، وإذا لم تُصاحبه أعراض نفسية أخرى يُسمَّى اضطراب الأنية، أي: يلازمك هذا الإحساس فقط طول الوقت، ولا توجد أعراض أخرى، فهنا يُسمى اضطراب الأنية.

الحمدُ لله تعالى أنك اطمأننت إلى كل الفحوصات، وظهرت نتيجتها سليمة، وطمأنك الطبيب.

أما بخصوص الأطباء، فكما ذكرتُ اضطراب الأنية هو من الاضطرابات النادرة، ولذلك فمعظم الأطباء قد يرون في حياتهم حالة أو حالتين لهذا الاضطراب، ولذلك يصعب التشخيص، وأحيانًا - كما ذكرت- يشخِّصون الحالة بحالة أخرى.

على أي حال: اضطراب الأنية ليس له علاج دوائي مُحدد، وكثير من الأحيان يقال إن الأدوية لا تنفع معه، ولكن لا بأس من الاستمرار في تناول الـ (استالوبرام Escitalopram)، وتناوله ليوم أو يومين لا يكفي، مفعوله عادةً يبدأ بعد أسبوعين، ونتائجه تكون ظاهرة للعيان في خلال شهرين، فأرى الاستمرار في تناول الـ (سبرالكس Cipralex) /(استالوبرام Escitalopram) لأنه قد يُعالج القلق المصاحب لهذا الاضطراب.

عليك أن تتجاهل أعراض اضطراب الأنية، ولكن واضح أنك فشلت أن تتجاهله لوحدك، وهذا جعله مستمرًا، وذكرت أمثلة عديدة في حياتك أثَّر هذا الاضطراب على حياتك، حتى إنه يأتيك أثناء المعاشرة الزوجية (الجماع).

لذا أنصحك بأن تُراجع معالجًا نفسيًا، ونسأل الله أن يوفقك في الحصول على معالج نفسي يفهم في اضطراب الأنية، وكل المطلوب منه أن يقودك إلى صرف النظر عن هذا الإحساس، هناك طُرق ومهارات نفسية عديدة باتباعها من خلال الجلسات النفسية المتكررة، وإعطائك أعمالاً منزلية لتقوم بها، ومراجعتك كل أسبوع: ماذا فعلتَ؟ وماذا حصل لك؟ فإن شاء الله يستطيع أن يُساعدك في التخلص من هذه المشاعر التي تتكرر عليك، لأنك فشلت في تجاهلها، لأنه يقال إن تجاهلها يؤدِّي إلى انخفاضها وتلاشيها، ولكن بما أنك فشلت فإنني أنصح بأن تقابل معالجًا نفسيًا لكي يُجري لك جلسات نفسية باستمرار، وأحسن شيء في علاج هذا الإحساس - من وجهة نظري - ذكر الله تعالى، {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لم أعد أستطيع ضبط أعصابي والسيطرة على غضبي 984 الاثنين 17-08-2020 04:23 صـ
هل حالتي تدل على الفصام؟ 1647 الأربعاء 22-07-2020 03:20 صـ
صرت لا أتعرف على نفسي ومن حولي وأستغرب من كل شيء! 2640 الأربعاء 08-07-2020 09:35 مـ
أعاني من اختلال الأنية ونوبات الهلع، فما العلاج؟ 1224 الأربعاء 08-07-2020 02:44 صـ
تأتيني حالة غريبة من الإحساس بالتغرب عن الذات! 1553 الخميس 02-07-2020 03:48 صـ