أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : أصبت بالنسيان والخوف المفاجئ من الموت بعد رسوبي!
السلام عليكم..
هذه المرة الأولى التي أشارك فيها باستشارتي على موقع الانترنت، وأتمنى أن أكون قد أصبت الاختيار.
أنا أعاني من مشكلة منذ 3 سنوات، فأنا طالبة وافدة في مصر، أدرس في كلية الطب البشري، وقد حصلت على هذه الكلية بصعوبة للغاية، حيث أنني كنت أقيم في الإمارات طيلة حياتي، ومنذ ولادتي نشأت بالقرب من والدي ووالدتي وإخوتي، محاطة بالاهتمام والحب والتقدير، وكنت نابغة في العلم، ومتميزة طيلة سنوات دراستي حتى انتهيت.
طبعا وفقا للقوانين في الإمارات فإنه لا يجوز للوافد دراسة الطب في الكليات الحكومية، وكان هذا حلمي طيلة سنوات حياتي، فرفضت التخلي عنه، وبعد محاولات قبلت في كلية الطب في مصر.
ظهر قبولي متأخرا للغاية بعد نصف العام الدراسي، طبعا جهزت نفسي للسفر والذهاب إلى مصر وحدي دون رفيق، وذلك لأن والدتي لا تستطيع ترك إخوتي الصغار وحدهم والعيش معي، وأنا لا أقبل بذلك، وأعتبرها أنانية وتفضيل لنفسي على إخوتي، كنت أرى أني بالغة كفاية للاعتماد على نفسي، طبعا كنت أعيش لوحدي في المنزل، وعانيت كثيرا في بداية الأمر بسبب عدم معرفتي بما يدور حولي في الجامعة، ودخولي متأخرة للغاية، وضياع الكثير من المحاضرات والساكشن والامتحانات بسبب تأخر ظهور قبولي أدى ذلك إلى سقوطي والفشل، فبقيت لكي أعيد السنة الأولى.
لم أستطع أن أذهب بعدها إلى الجامعة أو رؤية الآخرين بعد الفشل وإعادتي لهذه السنة، فرفضت الدراسة، وتعبت كثيرا لتأثري بالنتيجة، وأيضا البعد عن والدي ووالدتي والعيش وحيدة أثر كل ذلك بالسلبية على نفسيتي.
بعدها ببضعة أشهر حاولت النزول إلى محاضراتي، وكنت أتغيب كثيرا ولا أنتظم، حتى جاء يوم من الأيام بعد الانتهاء من محاضرتي، وعند رجوعي إلى المنزل شعرت بتعب خفيف، ولكن أكملت طريقي إلى المنزل، وعندما عدت ذهبت إلى النوم فورا لشعوري بالتعب، وأثناء نومي قمت فزعة فجأة، وأنا أتنفس بسرعة للغاية، وضربات قلبي سريعة جدا، وقتها أحسست بأني سوف أموت، وأقنعت نفسي بالموت، فذهبت مسرعة إلى الحمام للوضوء ثم الصلاة فهذه نهايتي.
بعد الصلاة ساعدتني جارتي في الذهاب إلى الطبيب، وفي استقبال للطوارئ جميعهم كانوا دكاترة تحت التدريب العملي، عندها قاموا بقياس الضغط وجدوه مرتفعا قليلا، فخفت أكثر من كلامهم حول ضغطي، وبسبب كلامهم وبعدي عن أهلي أدى ذلك إلى زيادة الضغط أكثر.
لم أنس تلك الليلة أبدا، ولا أدري كيف غفت عيني ونمت، وفي الصباح أردت قياس الضغط فوجدته منخفضاً للغاية، على الرغم من أني لم أتناول أي دواء للضغط أو غيره بعد هذه الحادثة، فذهبت إلى الأطباء المختصين، وقمت بعمل جميع الفحوصات، ولم يظهر حينها أي شيء -ولله الحمد-، ولكن منذ وقتها وأنا أعاني من وسواس الموت بشكل كبير جدا، وأتفاعل مع هذا الوسواس، وتزداد ضربات قلبي، وعندما أضع يدي على قلبي أحس بأني سوف أصاب بجلطة أو ما شابه، أو أني مريضة قلب، وأتهيأ الكثير من الأمراض، وأتفاعل معها، وزاد ذلك سقوطي في الدراسة وطردي من الجامعة بعد إعادة السنة الأولى، وعدم التوفيق في إعادتها بسبب انشغال بالي فيما يحدث لي من مكروه.
ولكن أصر أهلي على التمسك بحلمي، والتقديم لي مرة أخرى في كلية الطب، وتم قبولي فعلا مرة أخرى -والحمد لله-، ونجحت هذه السنة، ولكني لا زلت أشعر بعدم الرغبة في الدراسة، والوسواس من الموت، وجلطة قلبي أو مرضه، والأمراض المختلفة، حتى أنني راجعت الطبيب النفسي، ولكني لم أرتح مع دواء الأندرال والزولام وغيره، وذلك بسبب خوفي أن الأندرال سوف يضر بقلبي، فذهبت إلى دكتورة أخرى؛ لأني في الفترة الأخيرة أصبحت أعاني من عدم قدرتي على النوم، والخوف والقلق بشكل كبير جدا من لا شيء فقط الموت وما بعد الموت، فهل المعاناة من النسيان بشكل ملحوظ طبيعية في حالتي أم لا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ دعاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يكتب لك السلامة، ويحقق لك النجاح والآمال.
سعدنا بتواصلك، وأفرحنا نجاحك، ونؤكد لك بأنك قادرة بحول الله وقوته على تجاوز الموقف، فتعوذي بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان، وأنت -ولله الحمد- لم تموتي ولن تموتي إلا بالأجل الذي قدره الله، فأشغلي نفسك بالطاعات، وأكثري من فعل الحسنات، واعلمي أن من تطيع ربها لن يضرها مجيء الموت؛ لأنها قد أعدت نفسها للقاء الله، ونسأل أن يجعلك ممن طال عمرهم وحسنت أعمالهم.
أما بالنسبة لاستخدام الدواء، أو تغييره، أو التوقف عن استخدامه: فلابد من استشارة الطبيبة المختصة، واهتمي بطعامك وشرابك، وأعطي جسمك حقه من الطعام، وحظه من الراحة، واجتهدي في دراستك، ونظمي وقتك، واحرصي على حضور المحاضرات، ولا تعالجي الخطأ بالخطأ، ولا تهتمي بنظرات زميلاتك، وما أكثر الراسبين والراسبات!
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وعليك بالصبر فإنه مفتاح النجاح والعاقبة لأهله، واعلمي أنه ليس في طلب العلم صعوبة على من تجتهد وتتوكل على الله، والمطلوب أن تقومي بما عليك، ثم تسألين الله من فضله.
سعدنا بتواصلك، ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يحفظك ويتولاك، وأن يجمعك بوالديك ويسعدهم بنجاحاتك، وأشغلي نفسك بالخير قبل أن يشغلك الشيطان بغيره.
ونكرر الترحيب بك.
__________________________
انتهت إجابة الشيخ الدكتور/ أحمد الفرجابي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
وتلها إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم - استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-.
__________________________
أيتها الفاضلة الكريمة: هذه الحالة معروفة، ومعروفة جدًّا، وبالرغم من بشاعتها وفظاعتها لا أنها بسيطة وبسيطة جدًّا، ويمكن علاجها.
أولاً: أنا أريدك أن تنظري لموضوع الدراسة نظرة إيجابية، ولا تأخذيه كأمرٍ منفردٍ أو أمر شخصي، إنما الجئي لما نسميه بعالمية الأمور (Universality)، ويُقصد بها أن الإنسان حين يقوم بفعلٍ ما، وهذا الفعل يُطبِّقه غيْره من الناس يجب أن ينظر إليه بهذه الكيفية، يعني أنه ليس الوحيد الذي يقوم بذلك الأمر، لكن الإنسان قد تسيطر عليه فكرة كأنه الشخص الوحيد في هذه الدنيا على هذا الوضع، فأنت أتاك هذا الشعور داخليًا كأنك الشخص الوحيد الذي ابتعد عن أهله وواجهته صعوبة في الدراسة.
لا، أعيدي ترتيب فكرك، وطبِّقي النظام الفكري، وهو (العالمية)، فهناك مئات بل آلاف الطلاب يتركون أهليهم وذويهم ويذهبون ويعيشون لوحدهم، وينجحون، ويخفقون ثم ينجحون، وهكذا، إذًا هذه العملية عملية فيها شيء من الديناميكية، وليست عملية ثابتة، لا تأخذي الأمور أن هذا أمرٌ ثابت ولا يمكن اختراقه، لا، هذا مهمٌّ جدًّا في نمط التفكير.
الأمر الآخر هو: الذهاب إلى الطبيب النفسي، وأنت لست محتاجة للـ (زولام zolam) أو للـ (إندرال Inderal)، هذه أدوية إسعافية جيدة، لكنها لا تفيدك على المدى البعيد.
الدواء الرائع الذي يفيدك هو عقار مثل الـ (سبرالكس Cipralex)، والذي يعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram)، ولديه خصوصية خاصة جدًّا لعلاج نوبات الهرع والفزع، وكذلك تحسين المزاج.
فذهابك إلى الطبيبة سوف يعطيك مجالاً كبيرًا للمزيد من المناقشة، وسوف تصف لك الطبيبة الدواء -إن شاء الله تعالى-.
عليك بالتمارين الاسترخائية، وعليك بالاجتهاد في دراستك، وأن تكوني أكثر تفاؤلاً، وأن تُرتِّبي وقتك، وأن تُنظّميه، وأفضل وسيلة لترتيب الوقت هي النوم الليلي المبكر، نامي مبكِّرًا، استيقظي لصلاة الفجر، اُدْرسي، راجعي دروسك في تلك الفترة الجميلة قبل الذهاب إلى الكلية، وبعد ذلك وزِّعي الزمن على بقية اليوم، بشرط أن تكون أنشطتك متعدِّدة.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
بسبب رسوب دراسي نهائي أعاني من تأنيب الضمير | 609 | الخميس 16-07-2020 03:49 صـ |
كلما قدمت على وظيفة أفشل .. فهل كُتب علي ذلك؟ | 761 | الخميس 02-07-2020 04:30 صـ |
أخشى الرسوب في الاختبارات، ساعدوني، | 1060 | الأحد 19-04-2020 05:54 صـ |
ما نصيحتكم لمن تغش في الامتحانات؟ | 1064 | الاثنين 06-04-2020 02:35 صـ |
أصبحت فاشلة دراسيا واجتماعيا بعد انتقالي من دولتي، فما توجيهكم؟ | 1585 | الخميس 30-01-2020 03:12 صـ |