أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيفية استعمال دواء فلوكستين 20

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم، وبارك الله فيكم، وثبتنا وإياكم على السداد والصواب.
أود أن أسأل عن دواء فلوكستين 20، وهل هو نفسه البروزاك؟ وقد قرأت نشرته، ولم أجد فيها أعراضي، ولا ما أعاني منه، علماً أن الدواء وفره لي صديقي الصيدلاني، وقال لي: إنه سينفعني كثيراً، حيث أعاني من قلق يصل إلى حد الإكتئاب أحياناً، وصديقي قال لي إنه ممتاز، وإذا لم ينفع فلن يضر، فهل هذا صحيح؟ وما رأيكم؟ وبالمناسبة أود السؤال عن النشرة التي ترافق الدواء هل أعتمدها؟ وإلى أي مدى؟ أم لا يأخذ بها؟ يعني أريد الصحيح عنها؟

وفي مثل حالتي، وعند القلق هل مثلاً آخذ هذا الدواء؟ وبأي جرعة؟ أم كما قال لي صديقي أيضاً هناك موتفال أو دجماتيل؟ وهل هناك مفهوم طبي صحيح وناجع عن شرب مهدىء عند اللزوم، كشرب الزنكس عند اللزوم.

السؤال الأخير: علبة الفلوكستين 20 عندي، وبالمحصلة هل أشربها وستكون مجدية، أم لا أشربها؟ وهل لا أشرب أي دواء، رغم أن القلق الشديد موجود، وأحاول التكيف معه أم ماذا؟

وأنا مقتنع بجدوى الأدوية والعلاج النفسي والسلوكي والمعرفي، ولا أخشى شيئاً والحمد لله (لا توجد وساوس) فهل التخلص من القلق وما يتبعه من اكتئاب وتشنج قولون شيء صعب المنال، ونوعا من المحال؟

فما العمل وما الصواب في هذا الموضوع؟ وكيف أتعامل مع الدواء؟ ومتى أزور الأطباء؟ وكيف أميز بين الوهمي من الأمراض والحقيقي؟ وكيف أتجنب القلق؟ وكبف أكون سويا؟ وكيف أصبح إيجابيا؟ وكيف أعيش الحياة وأقبلها كما هي دون دواء، وبالتأكيد بعناء؟

لا زلت في قمة الشباب، وما أخشاه أمر واحد، وهو كيف سيكون حالي إذا ما كبرت، وبالنهاية أرجو ردا يحاكي عقلي، ويطمئن قلبي أكثر من أدوية وأسمائها، فامنحني من وقتك دقائق، ولا تبخل علي أيها الطبيب، وجد علي بكلمات وأفكار ورؤى، أكثر من النظريات والأدوية وتشخيص الحالة، وكن على ثقة بأنني بحمد الله بخير وعافية، ولا أسأل إلا في إطار بحثي عن الحقيقة، والسعي الدائم الذي أمرنا به ديننا، وكي أفعل ما علي فكن معي، وما يطلب مني سأفعله إن شاء الله.
وشكراً لكم، وبارك الله فيكم، وجهودكم عظيمة.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مقاوم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بالنسبة للفلوكستين، فهو المركب الكيمائي العلمي الذي يحتويه البروزاك، إذن الفلوكستين هو نفس البروزاك، والفلوكستين أو البروزاك يفيدان بالطبع في علاج القلق، ولكن هذا الدواء لا يفيد في حالة الاستعمال عند اللزوم؛ حيث أنه لابد أن يمضي وقت معين حتى يتم البناء الكيمائي من أجل أن يكون نافعاً للإنسان، وأقل مدة يمكن أن يستعمل فيها البروزاك يجب أن لا تقل عن شهرين، ونصيحتي لك أيها الأخ الكريم أن تأخذ الفلوكستين بمعدل كبسولة واحدة 20 مليجرام في اليوم، لمدة شهرين، فهذا سيكون مفيدا جداً لك في علاج القلق والتوتر الذي تعاني منه.

أما الأدوية التي يمكن استعمالها عند اللزوم، فمنها الموتيفال، ومنها الدوجماتيل كذلك كما ذكرت.

وفي حالات القلق الشديد يمكن للإنسان أن يأخذ الموتيفال على سبيل المثال حبة إلى حبتين في اليوم، لمدة يومين أو ثلاثة، هذا إن شاء الله يفيد كثيراً في مثل هذه الحالات .

أما الفلوكستين، فكما ذكرت لا يفيد في حالات الاستعمال المتقطع، أو الاستعمال عند اللزوم، وأود أن أؤكد لك أن التخلص من القلق والاكتئاب واضطرابات القولون ليس بصعب المنال مطلقاً، فقط عليك الالتزام بالعلاج والدواء، وعليك أن تغير من نمط حياتك بقدر المستطاع، أي أن تتجنب المواقف التي تجعلك قلقاً، كما أنه من الأفضل لك أن تمارس الرياضة، وأن تحاول أن تفرغ عن كل الأشياء التي بداخل نفسك، ولا تترك للرواسب طريقاً في داخل نفسك، لأنها تؤدي إلى احتقانات، مما ينتج عنه القلق وتعكر المزاج.

أما بالنسبة لزيارة الأطباء، فهي حقيقة مجدية ومفيدة، إذا كان الإنسان يعاني من مرض أو أعراض شديدة، ولم يستطع التغلب عليها بالوسائل البسيطة.
وهنالك بعض الناس يود أن يزور طبيبه النفسي من وقت لآخر، فقط من أجل الاستبصار والتشاور، وهذا قد يكون جيداً في بعض الأحيان، مثل زيارة الإنسان لطبيب الأسنان، فهنالك من يذهب لطبيب الأسنان بصفة دورية أو مرتين في السنة، وذلك من أجل التأكد من صحة أسنانه، هذا أيضاً ينطبق على زيارة الأطباء النفسيين، إذا كان الإنسان يرى أن في ذلك حاجة.

التمييز بين الأوهام المرضية والأمراض الحقيقية قد يصعب على الإنسان في بعض الأحيان؛ لأن الشخص المتوهم مرضياً لا يرى نفسه متوهماً، إنما يرى نفسه هو الصحيح والباقين مخطئين.

أرى أن الإنسان إذا كان يعاني من أعراض حقيقية عليه بزيارة الطبيب، ولكن إذا ذكر له الطبيب أن هذه الأعراض ليست أعراضاً حقيقية، إنما هي نوع من التوهم المرضي، عليه أن يقتنع بذلك، وأن لا يتردد على أطباء آخرين كما يحدث من بعض الناس.

أما بالنسبة لموضوع أن تكون سوياً، أرى أنك أنت الآن سوياً ولست مضطرب العقل، وكل الذي بك هو نوع من القلق، والقلق كما ذكرت لك يمكن تجنبه بأن تتجنب المواقف التي تحس فيها أنك قلقاً، كما يمكنك أن تعبر عن نفسك، وأن تمارس الرياضة، وأن تفهم دائماً أن القلق يمكن أن يكون طاقة إيجابية يستفيد منها الإنسان من أجل الإنجاز، ومن أجل أن يقوم بواجباته بصورة صحيحة.

الإنسان يمكن أن يكون إيجابياً إذا أدار وقته بالصورة الصحيحة، أي بأن لا يضيع الوقت، حيث أننا نعيش الآن في زمانٍ أصبحت فيه الواجبات أكثر من الأوقات، فإذن من أهم الشروط الإيجابية هي أن تدير الوقت وأن تنظم وقتك، وأن تكون دائماً مفيداً لنفسك، ومفيداً للآخرين، وأن تحاول أن تتغاضى عن السلبيات، هذه هي الطريقة الصحيحة.

لا نستطيع أن نقول إن الإنسان يستطيع أن يعيش حياة بدون معاناة، فالعناء موجود في حياة كل إنسان، ولكنه يتفاوت، العناء الذي يجعل من الإنسان إنساناً إيجابياً وفعالاً، أرى أنه غير مرفوض، وعلى الإنسان أن يتقبله لأن الأمور إذا سارت سيراً سهلاً، فهذا ربما يخلق من الإنسان شخصية ضعيفة ومتواكلة، وغير فعالة.
إذن: يجب أن لا نرفض الشدة، وأن نستفيد منها، فهي طاقة نفسية فعالة.
بالنسبة للمستقبل، نصيحتي لك أيها الأخ الكريم هي أن تعيش حاضرك بقوة، وأن تعيش مستقبلك بأمل، ولا أحد يستطيع أن يحكم على المستقبل.
أنت لست مريضاً بمرض عقلي أو مرض ذهاني، أو مرض ربما يضر بحياتك المستقبلية، هذه كلها مجرد أنواع من القلق والاكتئاب البسيط يعاني منها الكثير من الناس في مرحلة حياتية معينة، ثم تختفي، وغالباً تختفي حين يزيد الإنسان من مهاراته ومن تجاربه، وهذا بالطبع يأتي مع مرور العمر، فأرجو أن تكون أكثر ثقة بالله، ثم ثقة بنفسك، وأن تعيش الحياة كما تراها إيجابية.
وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعاني من الاختناق وضيق التنفس باستمرار، أفيدوني بتشخيصكم. 6680 الخميس 16-07-2020 02:27 صـ
أعاني من ألم في حاجبي الأيسر وخلف الأذن، لأي طبيب أذهب؟ 1353 الثلاثاء 14-07-2020 03:53 صـ
الخوف من الأمراض والموت، كيف أتجنبه؟ 2817 الأحد 21-06-2020 09:10 مـ
هل أتوقف عن هذه الأدوية بعد الشفاء؟ وكيف؟ 2653 الخميس 18-06-2020 03:37 صـ
أعاني من حموضة المعدة، ما العلاج المناسب برأيكم؟ 18958 الأربعاء 26-02-2020 12:11 صـ