أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على ثقتك في شخصي الضعيف وفي إسلام ويب.

بالنسبة للحالات النفسية عامة واضطراب الوجداني ثنائي القطبية خاصة: المهم في الأمر هو تأكيد التشخيص، وأنت ما دمت قد ذهبت لطبيب فأنا متأكد أنه رأى حالتك رؤيا دقيقة مما جعله مقتنعًا بأن المعايير التشخيصية للحالة المشار إليها تنطبق عليك.

بعد ذلك يبدأ المسار العلاجي، والعلاج يمكن تقسيمه إلى قسمين: الجزء الأول: هو ما يُسمى بالخطة العلاجية قصيرة المدى، والجزء الثاني: هو ما يسمى بالخطة العلاجية بعيدة المدى. الخطة العلاجية قصيرة المدى، هي بداية تناول الأدوية، والبداية تكون بجرعة تمهيدية ثم الجرعة العلاجية، وبعد أن تتحسَّن أحوال الإنسان وتستقر هنا تكون المرحلة العلاجية قصيرة المدى قد انتهت، ويبدأ المرحلة العلاجية بعيدة المدى، والتي تتمثل في: الاستمرار على الجرعة الوقائية من الدواء، مع مراجعة الطبيب بصفة دورية ومستمرة، وأن يؤهل الإنسان نفسه اجتماعيًا، في مجال عمله، في مجال مهاراته الاجتماعية، و-الحمد لله تعالى- أنت رجلٌ مختصٌّ في علم الاجتماع، وتعرف قيمة التأهيل الاجتماعي، وهكذا يعيش الإنسان بفعالية وحيوية، وهذه هي الطريقة المثلى للتغلب على مثل هذه الحالات.

بالنسبة للأدوية التي وُصفت لك –أيها الفاضل الكريم–، أنا أُقدِّر جدًّا زملائي الأطباء، وهذا التزام أخلاقي، لكن لا أعرف هل احتاجَ الطبيبُ أن يصف لك خمسة أدوية أم أن هذا الأدوية قد أُعطيت لك في مراحل مختلفة؟

الاضطراب الوجداني ثنائي القطب حتى إن وُجد معه الوساوس قد يحتاج إلى دوائين مثلاً، لكن هذا لا يعني أن تقوم بتغيير الأدوية، الأدوية التي كُتبتْ لك على النطاق الشخصي والفردي هي أدوية مثالية وممتازة، و(السوركويل) دواء مثبت للمزاج –أيها الفاضل الكريم–، و(الإبليفاي) دواء مثبت للمزاج، فالطبيب –جزاه الله خيرًا– قد قام بإعطائك أدوية مثبتة للمزاج، لكن هل هناك حاجة (للإبليفاي) و(السوركويل) في نفس الوقت؟ هذا أمر قد يحتاج للمراجعة، وقد تكون هنالك حاجة من النقاش حوله.

(الفافرين) أعطاه لك الطبيب كدواء مضاد للوساوس، وهو عقار جيد، وما دام ليس لديك قطب هوسي قوي فأعتقد أن الاختيار صحيح.

أخِي الكريم، أنا أقرّ الأدوية تمامًا، لكن إن سببت لك إزعاجًا نسبة لكثرتها، يمكن أن يختصرها لك الطبيب، وأنا أرى في المستقبل أنك قد تحتاج فقط لتناول (الإبليفاي)، حبة واحدة في اليوم.

إن شاءَ الله تعالى أمورك كلها طيبة، فراجع طبيبك، وعش الحياة بقوة وفعالية وإيجابية، هذا هو الذي أنصحك به.

بالنسبة للفحوصات –أخِي الكريم–: لا توجد فحوصات معينة لهذه الحالات، إنما تُجري الفحوصات الطبية المختبرية العادية والعامة، وذلك من أجل التأكد من نسبة الدم –أي قوة الهيموجلوبين– وكذلك نسبة الكولسترول، ووظائف الكبد، والكلى، ونسبة السكر، وظائف الغدة الدرقية، ومستوى فيتامين (د) وكذلك فيتامين (ب12).

هذه تعتبر فحوصات روتينية معروفة لجميع الأطباء، وهي تغطي الحالة الصحية العمومية للإنسان، وإن شاء الله تعالى تكون فحوصاتك كلها طيبة وطبيعية.

على المدى البعيد أنا أنصحك أن تجري الفحوصات مرة واحدة كل ستة أشهر مثلاً، أي بمعدل مرتين في السنة، هذا وُجد -أي الفحص الروتيني السنوي أو نصف سنوي- أنه أفضل طريقة ليكون الإنسان مطمئنًا على صحته، ويتجنب تمامًا التنقل بين الأطباء أو الوسوسة حول حالته الصحية النفسية أو الجسدية.

أخي الكريم، بهذا أود أن أختم وأنصحك بالمتابعة -أي المتابعة مع طبيبك المعالج-، وأن تعيش حياتك بصورة طبيعية جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا وبالله التوفيق والسداد.