أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أعاني من تأخر الدورة الشهرية، فهل تدليك البطن يساعد في نزولها؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 18 عاما، وقد بلغت منذ أكثر من خمس سنوات، وحتى الآن الدورة الشهرية لم تنتظم بعد، ولا أعاني من أمراض -والحمد لله-، وطولي 166 سم، ووزني 52 كيلو.

أصبحت الدورة تأتي كل 5 أشهر, لكن آخر مرة نزل فيها دم الحيض كان خفيفاً جداً, وأسود اللون, وقد بحثت كثيراً عن الأسباب, فوجدت أن أسباب تأخرها وعندم انتظامها (السمنة المفرطة - ارتفاع هرمون الحليب)
أيضاً من مسببات ارتفاع هرمون الحليب مداعبة الثدي, والحلمة خصوصاً, وأنا لا أعاني من السمنة, ومبتعدة تماماً عن مسببات ارتفاع هرمون الحليب.

قرأت نصيحة تقول: "في الطب الشعبي يقومون بتدليك نهاية البطن والظهر ليخرج كل الدم المتحجر، وسبب تأخر الدورة وقلة الدم هو تحجر وتجمد الدم داخل الرحم"
وجدت طبيبة شعبية تقوم بهذه الوظيفة, لكني خائفة من أمرين: أخشى أن أكون أعاني من مشكلة أخرى غير التي قرأت, وأخشى أن يُفضَّ غشاء البكارة عند خروج كُتل الدم, فأنا فتاة عزباء.

هناك أمر آخر: منذ أربعة أيام تقريباً الإفرازات المهبلية صارت بنية داكنة، ولم تأتِ الدورة الشهرية منذ ما يقارب الشهرين والنصف, لكن سبق وتأخرت خمسة أشهر, لهذا لم أعتبره دم حيض، لكن لاحظت نزول هذه الإفرازات البنية بشكل خفيف جداً, أما بعد الاستحمام فينزل جزء أكبر.

ومع بحثي عن الأسباب عبر مواقع طبية كثيرة؛ اعتقدت أني مصابة بسرطان الرحم -كفانا الله والمسلمات- ولا أخفي الأفكار السوداء التي أحاطت بمخيلتي بعد ما قرأت, والشك الذي انتابني أيضاً.

من ناحية أخرى: أنا أتناول حبوب زيراكتان, وقد أوقفتها من دون استشارة طبيب, في الرابع من شهر رمضان,
فهل من الممكن أن يكون هذا أحد الأسباب؟

جزيتم خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بتول حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تناولك لحبوب زيراكتان, والمعروفة علميا بدواء ايزوتريتينوين (Isotretinoin)، هو دواء مشابه للفيتامين (A) يستخدم في علاج حب الشباب (Acne) ووجود حب الشباب لديك, ومع اضطراب الدورة الشهرية, وعدم انتظامها؛ إشارة إلى وجود تكيس على المبايض, خصوصا في حالة وجود بعض الشعر في الوجه والذقن والصدر, وحالة التكيس تؤدي إلى زيادة سمك جدار المبايض, وتحوصل البويضات داخلها لعدم مقدرتها على الخروج, وهذا بدوره يؤدي إلى الخلل الهرموني, وعدم انتظام الدورة الشهرية.

ومفهوم الناس أن الدم يتحجر داخل الرحم, وبالتالي لا ينزل مفهوم خاطئ، ودم الدورة لمن تعاني من مشكلة في التبويض، لا يتكون ولا يتم تخزينه لكي يتحجر, والدورة الشهرية تسببها هرمونات البويضات التي تجهز بطانة الرحم, مثل العصفور الذي يبني عشا ليبيض فيه, والعش في الرحم هو بطانته التي تنمو وتكبر, بفعل الهرمونات, حتى إذا جاءت البويضة المخصبة بعد الجماع، تجد بيتا ومكانا لتنزرع فيه, ويتكون من جزء من تلك البطانة المشيمة لتكون حلقة الوصل بين الجنين المزروع وبين الرحم.

وفي حالة عدم وجود بويضة مخصبة فإن العش, أو بطانة الرحم لا تجد من يغذيها بسبب موت جراب البويضة التي يمدها بالهرمونات, فتتساقط البطانة شيئا فشيئا, حتى تنزل كلها خلال عدة أيام, وتختلف من سيدة أو فتاة إلى أخرى, وتتراوح تلك المدة من 3 إلى 7 أيام, وهي مدة الدورة الشهرية المنتظمة, ويتكرر ذلك شهريا.

وعدم وجود بويضات يعني عدم بناء البطانة الرحمية, وعدم وجود ذلك العش الذي تكلمنا عنه, فلا تنزل الدورة لأن البطانة غير موجودة, والذي ينزل بعض الإفرازات البنية الخفيفة, وبعض العلامات فقط, وليس دورة منتظمة, فلا داعي للمساج, ولا للتدليك؛ لأن ذلك وهم وخيال, ولا أصل له, ولا علاقة بين تلك الإفرازات, وبين السرطان, فهذا أمر مختلف, والسرطان غير شائع, ولا يتم البحث عنه في مثل سنك, فلا تقلقي.

ويرتفع كذلك مستوى هرمون الحليب عن معدله الطبيعي بسبب تكيس المبايض, وبسبب مداعبة الثدي -كما قرأت- في حال ممارسة العادة السرية, وهذا الارتفاع بدوره يؤثر على الهرمونات المحفزة للمبايض (FSH & LH) التي تفرز من الغدة النخامية, فيمتنع التبويض, ويختل التوازن الهرموني, وتتأخر الدورة الشهرية.

والاضطراب في الدورة الشهرية يعني خللا في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن الدورة الشهرية, وهي هرمون استروجين الذي ترتفع نسبته قبل التبويض, وهو مسؤول عن بداية بناء بطانة الرحم, وهرمون بروجيستيرون الذي ترتفع نسبته بعد التبويض, وهو مسؤول عن إكمال بناء بطانة الرحم, ليسمح للبويضة المخصبة بالتعشيش داخل الرحم, أو يسمح لنزول دورة شهرية منتظمة في حالة عدم حدوث حمل.

والعلاج يكمن في إعادة التوازن الهرموني, وبالتالي إعادة تنظيم الدورة, وذلك من خلال تناول حبوب منع الحمل (هرمونات) ياسمين, أو كليمن, أو غيرها لمدة 3 أشهر, يوميا قرص واحد حتى انتهاء الشريط, ثم التوقف حتى تنزل الدورة الشهرية, وإعادة تناول الشريط التالي, ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض, وجرعتها 10 مج, تؤخذ قرصا واحدا, مرتين يوميا, من اليوم الـ 16 من بداية الدورة, وحتى اليوم الـ 26 من بدايتها, وذلك لمدة 3 أشهر أخرى.

مع تناول أقراص جلوكوفاج 500 مج, مرتين يويما بعد الغذاء والعشاء؛ للمساعدة في علاج التكيس, وضبط الوزن, وممارسة الرياضة والمشي, كما أن هناك بعض المكملات الغذائية, قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس مثل: (total fertility) ويمكنك أيضا تناول حبوب فوليك أسيد (5) مج, وفيتامين (د) حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل؛ لتقوية العظام وحمايتها من مرض الهشاشة فيما بعد.

وكذلك يجب الاهتمام في الفترة القادمة بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، وشرب شاي أعشاب البردقوش والمرمية, ومغلى مطحون الشعير, ويعرف بالتلبينة النبوية, وحليب الصويا؛ لأن بتلك الأطعمة والمشروبات بعض الخصائص الهرمونية, والتي تساعد في علاج ضعف التبويض, وتنظيم الدورة الشهرية.

حفظك الله من كل مكروه وسوء, ووفقك الله لما فيه الخير.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...