أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أهلي يعاملونني بسوء ووحشية مريبة، فماذا أفعل؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا: أرجو منكم نصيحة كي أقلع عن العادة السرية.

ثانيا: أنا متفوق جدًا، وكنت الأول على المدرسة، لكن انشغلت بحب زميلة لي، لكن من طرف واحد، وكنت أخطب في المساجد، وعمري 12سنة، لكن بعد هذا الحب أضلني الشيطان عن ذكر الله، فماذا أفعل؟

ثالثا: أهلي يعاملونني بسوء ووحشية مريبة، فماذا أفعل؟

وأخيرًا: أصدقائي يحاولون التهرب مني فماذا أفعل؟

انصحوني بارك الله فيكم.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابننا الفاضل الكريم، ونشكر لك دوام التواصل، ونحب أن نعرف ما هو السبب من وجهة نظرك في قسوة المعاملة التي تجدها من الأسرة؟ فإنه إذا عرف السبب بطل العجب، وسهل علينا إصلاح الخلل والعطب، وكنا نريد تفاصيل أيضاً مثل: ماذا تقصد بالأهل؟ هل هما الوالد أو الوالدة؟ لأنه إذا كان الوالد، أو الوالدة، فإن الإنسان يصبر على والديه، ويحتمل منهما، ولا يقابل إساءتهما بالإساءة؛ لأنه يتذكر أنه مأجور ومثاب عند الله تبارك وتعالى على صبره على والديه، وإذا كانوا من الإخوة والأخوات فأيضاً هم يحتاجون إلى صبر، لكن طبعاً التعامل مع الإخوان يختلف عن التعامل مع الوالد والوالدة الذين ينبغي للإنسان أن يكون معهما في غاية الأدب والاحتمال.

وإذا لم يحتمل الإنسان الأذى من أهله، فممن سيحتمل الأذى؟ ولكن نحن نحب أن نعرف أسباب الذي يحدث معك، وعلى كل حال فقد يكون عندهم تصورات خاطئة يحتاجون إلى تصحيحها، أو يرغبون منك أن تكون في اتجاه معين، أو شيء معين، فإن كان ما يريدونه في طاعة الله فبادر، وإن كان في غير ذلك، فأحسن التعامل معهم، ولكن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، لكنه بعد أن قال: {فلا تطعهما}، قال: {وصاحبهما في الدنيا معروفا}، فإنه لا عذر للإنسان إذا أساء المعاملة مع والديه مهما حصل منهما، ونسأل الله أن يعينك على هذا الخير.

بالنسبة للأصدقاء أيضاً لا بد أن نعرف ما هي الأسباب من وجهة نظرك على الأقل؟ لكن الأصدقاء يهربون من الإنسان الذي لا يلتمس لهم الأعذار، أو الذي يتكبر عليهم، أو الذي يقسو عليهم في كلامه، أو الذي لا يحفظ الكلام، ولا يراعي الخصوصيات، أو الذي يتعالى عليهم، أو الذي له مواقف لا تدل على المؤازرة والمناصرة.

وقد ينفروا من الإنسان المتميز أيضاً لنجابته وتميزه فيحسدونه ويبتعدون عنه، لكن هذا السؤال، والسؤال الذي سبقه نحتاج إلى أن نسمع منك بعض التفصيل، أو حكاية مواقف حتى نستطيع من خلالها أن نفهم أسباب ما يحصل؛ لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره.

ونؤكد لك -ابننا الكريم- أن العودة إلى المسار الصحيح في حياتك وعلاقتك بالله متوقفة على التوبة النصوح، فإن الله- تبارك وتعالى- {لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}، فعد إلى ما كنت عليه من الطاعات والخيرات، والتقرب إلى رب الأرض والسموات، وستعود كافة الأمور، سيأتيك النجاح، ويأتيك القبول عند أصحابك، ويأتيك التوفيق، وتأتيك الطمأنينة، ويأتيك كل الخير الذي كنت عليه، وستعود لتقود المساجد، وتعلم الناس كما كنت في عمرك وأنت يافع.

إذاً الأمر بيدك، والعظيم -تبارك وتعالى- يفرح بتوبة من يتوب إليه، وإذا جاءه العبد يمشي جاءه هرولة -سبحانه وتعالى-؛ لأنه يريد لعباده الخير، وهو الرحيم بعباده -سبحانه وتعالى-.

إذاً مفتاح المسألة بيدك، مفاتيح الخير بيدك، فكوّن لنفسك عزيمة وأنت مسلم، وغداً سيأتي شهر الصيام، وتترك طعامك وشرابك لله، فكيف تكون أسير العادة السيئة؟ عليك بالابتعاد عن المثيرات التي تحرك فيك الشهوة وتدعوك للممارسة العادة، كما عليك بغض بصرك، والابتعاد عن الخلطة بالنساء، ومراقبة الله في كل أحوالك؛ حتى يعينك الله على ترك هذه العادة القبيحة.

وكيف تكون أسير فتاة تجري وراءها وهي عنك لاهية؟ ولا خير في ود يجيء تكلفاً، ولا خير في ود امرئ متقلب، فلا تجري وراء السراب، واشغل نفسك بتلاوة الآيات والكتاب، وكن على الحق والخير والصواب، وصادق الأخيار.

نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يحببك إلى عباده، وأن يحبب إليك الصالحين منهم هو ولي ذلك والقادر عليه.

نسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
خائف من أذية الناس لي فكيف أحصن نفسي؟ 3408 الخميس 23-07-2020 05:29 صـ
أتوب من المعصية ثم أرجع لها، فهل سيحرمني الله من النعم؟ 3513 الأحد 19-07-2020 02:55 صـ
أعاني من القلق ونقص العاطفة والحنان من والدي! 1942 الأربعاء 15-07-2020 06:09 صـ
أشعر وكأن الإيمان دخل إلى أعمالي وعقلي، ولم يدخل قلبي! 1582 الثلاثاء 14-07-2020 04:30 صـ
كيف أتخلص من الخوف والاكتئاب؟ 4082 الاثنين 13-07-2020 04:12 صـ