أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : كيف أجعل النصرانية تحب الإسلام؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعرف امرأة أجنبية تأتي إلي في منزلي لتساعدني في التمارين الرياضية؛ لأني مريضة, وهي امرأة مسيحية طيبة, لكنها دائماً تسألني لماذا ترتدين وشحاً لتغطي به شعرك, فأشرح لها أن الحجاب مهم في ديننا لمنع أصحاب القلوب المريضة من الاستمتاع بمظهرك, والتسبب بالأذية لك, فتقول لي لا يعرف الناس مظهرك جيدا إذا ارتديت الحجاب على رأسك؛ فأقول لها إن المظهر ليس مهما, بل المهم هو طريقة معاملتك للناس من حولك, فتقتنع بكلامي نوعاً ما.
ثم تسأل دائماً عن تصرفات بعض المسلمين العدوانية, وخاصة بعد ما حدث في الوطن العربي من ثورات مؤخرا, وما أظهره بعض المسلمون من عنف ضد بعضهم, وضد الأجانب من البلدان الأخرى, وتقول لي كيف يفعل المسلمون هذا، أخبرها بأن الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم لم يأمرنا بفعل هذا, ولكنهم يفعلونه, وهذا خطأ لأن القرآن الكريم لم يذكر هذا.
تقول لي إنهم يقرؤون القرآن ويقولون نحن مسلمون, ولا يعملون بما فيه من خير للبشرية, لكن هناك من الناس من لا يقرأ القرآن وهم أناس جيدون, فلماذا هم يقرؤون القرآن وليسو جيدين, والقرآن يأمرهم أن يكونوا جيدين؟! إذا ربما أفضل أن لا يقرؤوا القرآن, وتقول لي إن المرأة في البلدان المسلمة مظلومة جداً.
فكيف أرد عليها وأحببها في الإسلام, هي تظن أن المرأة مظلومة في الإسلام فقط بسبب ما تراه من ظلم لها, وأنا أعلم أن المرأة ليست مظلومة, بل المشكلة أن معظم الناس تعامل المرأة بطريقة منافية لما يقوله الله -سبحانه وتعالى- ورسوله -صلى الله عليه وسلم- ويقولون نحن المسلمون نفعل هذا, فكيف أشرح لها.
ساعدوني أرجوكم, فقد احترت من كثرة التفكير, وكلما فكرت في الموضوع أحيانا أبدأ بالبكاء, أرجوكم ساعدوني, أخبروني كيف أجعل الناس تحب الإسلام وتفهمه, فأنا أعرف أن الكثير من الناس الذين قرؤوا عن الإسلام دخلوا فيه لما وجدوا فيه من علم نافع ورحمة وعدل.
وبارك الله فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نرحب بك أختنا الفاضلة، ونشكر لك هذا الحرص على نشر الإسلام، وتوضيح حقائق الدين الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، وأرجو أن تؤكدي لهذه الفتاة النصرانية -التي وصفتها بأنها طيبة- بأن كثيرا من قساوسة النصارى وكبرائهم يعترفون بجمال وكمال هذا الدين، بل يدخلون في دين الله تبارك وتعالى أفواجًا، وإذا استطعت أن توفري لها بعض السيديهات والأشرطة عن الشيخ أحمد ديدات ومناظراته وكلامه عن النصرانية، وربط هذه الأديان ببعضها، وكيف أن نبي الله عيسى جاء مبشرًا بنبي ورسول يأتي من بعده اسمه أحمد، كما جاء في كتاب الله، فالنبي -عليه الصلاة والسلام– هو دعوة إبراهيم، وبشّر به موسى، وبشَّر به عيسى –عليهم صلاة الله وسلامه-.
ودين الإسلام هو الدين الخاتم، والأديان تخرج مشكاة من مشكاة واحدة، أبناء علات، دينهم واحد وأمهم مختلفة، لذلك ينبغي أن تظهر هذه الحقائق ولا تظهري لها الانزعاج، ولا نعرف الإسلام عن طريق الناس لأن الناس فيهم أخطاء وفيهم تقصير، والذي يريد أن يعرف الدين الحق لا بد أن يقرأ عن الإسلام ويفهم هذا الإسلام, ويعيش تطبيقات هذا الإسلام الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
والحقيقة أن التاريخ لا يعرف فاتحين في السماحة والرحمة كالمسلمين، وهذا ما يشهد به حتى النصارى، الذين لما كانت لهم جولات أسالوا الدماء بركًا، فلما تمكن صلاح الدين عفا عنهم فدخلوا في دين الله أفواجًا.
وقد أحسنت بأن تفصلي بين تصرفات بعض المسلمين وبين حقائق هذا الدين العظيم الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، وبيّني لها أيضًا أن الحجاب هو حماية المرأة وسترها وحفظها، وأن الحجاب لا تلبسه في أي مكان، إنما تلبسه أمام الرجال الأجانب فقط، أمام الذين يحملقون في النساء وينظرون إليهنَّ بشدة وبسوء أدب، أما إذا كانت المرأة مع محارمها أو مع النساء أو مع زوجها فإن ذلك مسموح لها أن تبدي شعرها وتُبدي عنقها وتُبدي يديها وساقيها، لكن أكثر من ذلك أيضًا ممنوع حتى في وجود النساء، لأن ذلك يتسبب في بعض الانحرافات ويجعل المرأة تتعلق بأختها، وقد تُصاب بعين أو سحر أو يأتيها مصائب عندما تتبرج بهذه الطريقة التي لا تُرضي الله تبارك وتعالى.
كما أرجو أن تنبهي هذه النصرانية بأن الحجاب جاء به عيسى وجاء به موسى -عليهم صلاة الله وسلامه– ولذلك غالبًا عندما يرسمون العذراء (مريم) لا يرسمونها إلا وهي محجبة، مستحيل أن نجد العذراء مريم إلا بالحجاب، طبعًا ليست هذه هي العذراء، لكن كون النصارى يغطون شعرها ورأسها في رسوماتهم لها بتلك الطريقة دليل على أن الحجاب شريعة الله ودليل على أن الناس فطروا على الستر والعفة والكرم سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وأن الحجاب شريعة الله الماضية مع أنبياء الله ورسله.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على هدايتها، ونؤكد لك أن حسن المعاملة والملاطفة معها تعكس صورة المسلمة الملتزمة المحجبة التي تُجيد التواصل وتُحسن التعامل مع جيرانها ومع من حولها هو أكبر الأسباب في هداية هؤلاء ودخولهم في دين الله.
نحن سعداء بهذا السؤال وبهذه الفكرة، وندعوك إلى الاستمرار في دعوتها، والتلطف معها، وإظهار محاسن هذا الدين العظيم الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، حتى يؤلف الله قلبها وتعود إلى صوابها، وتعود إلى الفطرة، لأن الإسلام هو دين الفطرة.
نسأل الله لنا ولك ولها الهداية والتوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
زملائي في العمل يغارون مني، فكيف أحسن علاقتي بهم؟ | 2362 | الاثنين 01-06-2020 04:39 صـ |
كيف أثقف نفسي دينيا؟ | 4392 | الأربعاء 26-02-2020 01:22 صـ |
أريد أن أترك أسرتي وأتجول من أجل أن أحصل على العلم الشرعي، فهل تركهم خطأ؟ | 1298 | الثلاثاء 25-02-2020 01:34 صـ |