أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيف أقوي إيماني وأثبت على التزامي؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية من فلسطين لأصحاب هذا الموقع المفيد جدا, وبارك الله بكم على كل خطوة تخطوها من أجل الدعوة لله, ومساعدة إخوتكم في الله, سائلا المولى تبارك وتعالى أن يجعلها في ميزان حسناتكم يوم أن تلقوه.

أما بعد,,,

الحمد لله على نعمة الإسلام, وصلوات الله وسلامه على سيد العظماء, نبينا ورسولنا محمد, وعلى آله وأصحابه وسائر الرسل والنبيين.

أعلم يقينا أن المسلم يتضاعف عنده الإيمان, يزيد وينقص, ولكن في الفترة الأخيرة أحيانا أشعر بشك في الإيمان, ولكني فورا أستعيذ من الشيطان الرجيم اللعين إلى يوم الدين, وينتابني شعور بالخوف, والخشية الشديدة من الله, ولا أشعر بحلاوة الإيمان.

أنا على يقين أنها وساوس شيطانية خبيثة, وأعلم ما علاجها, ولكن للأسف يحدث لي هذا كثيرا, وربما لا أطمئن كثيرا بإيماني.

طرحت لكم مشكلتي لأستفيد منك,م وأسمع نصيحتكم, فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم من حديث البخاري ومسلم: ( الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم), وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه: ( لا خير في قوم ليسوا بناصحين ولا خير في قوم لا يحبون النصح).

مع العلم أنني -بحمد الله- شاب ملتزم دينيا, وخصوصا أنني أدعو إلى الله عز وجل في كل مكان وزمان, ولا أصلي إلا في المساجد دون العذر, ولا أقول هذا من باب الرياء -أعاذنا الله منه- إنما من باب التعرف على شخصيتي.

أفيدوني بارك الله فيكم, والحمد لله, وصلى الله على سيدنا محمد, وعلى آله وصحبة إلى يوم الدين.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائما في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلا أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يرد عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن ينصرك على عدوك وعدو الإسلام والمسلمين، كما نسأله تعالى وتبارك أن يجعلنا من الدعاة إليه على بصيرة، وأن يتقبل أعمالنا جميعا, وأن تكون خالصة لوجهه الكريم، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك أخي الكريم الفاضل؛ فأنت تعلم أن الشيطان- لعنه الله- يستخدم كل وسيلة لإفساد العبد عن ربه، ولصرف الإنسان عن دينه، والقيام بالوظيفة التي من أجله خلقه الله تعالى، وهي العبودية له سبحانه، ويستعمل في ذلك جميع الوسائل الممكنة، ولا يوجد لديه أدنى مانع من أن يستعمل أي وسيلة قذرة لإفساد علاقة العبد بربه؛ لأن وسائله كلها -كما تعلم- وسائل قبيحة، وكلها محرمة، وكلها في غاية الخبث، والدهاء، والمكر، والخداع، كما فعل مع أبيك آدم عليه وعلى نبينا صلوات ربي وسلامه.

وبما أنك قد منّ الله تعالى عليك بالعمل بالدعوة، والمحافظة على الطاعة فهو حاقد عليك، وحاسد لك، ولأنه عاجز عن صرفك عن هذه الأعمال العظيمة الرائعة، التي تجعل منك إنسانا مفيدا، ونافعا في مقام القدوة، والأسوة لغيرك من عامة المسلمين، عجز عن أن يصرفك عن هذه الأعمال الجليلة؛ فاتجه إلى حرب قذرة يشنها على قلبك, بما أنه عجز أن يفسد ظاهرك أراد أن يفسد باطنك.

وأنت تعلم أن هذه الحرب ليس بالسهلة؛ لأن فساد القلب يترتب عليه فساد البدن، ولا يخفى عليك قول الحبيب صلى الله عليه وسلم ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) فهو الآن يمارس حربا على قلبك لإفساد علاقتك بربك، وإدخال تلك الأفكار الشيطانية الخبيثة حتى يفت من عضدك، وحتى يضعف من إيمانك، وحتى يصرفك عن الحق عما سواه، وهذا -ولله الحمد والمنة- معلوم لديك، وتعلم علاجه.

وأنا أحب أن أقول لك هذه حرب، وعلاجها معلوم لديك، وعليك أن تستعمل الدواء الذي تعرف مما علمك الله تعالى، ولا تلقي بالاً لهذه الأشياء، ولا تشغل نفسك بها، وإنما أكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.

تناول العلاج الذي علمك الله تعالى وتبارك في مثل هذه الأحوال، واحرص على زيادة جرعة قراءة القرآن مع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك مع الاستغفار، والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وكل ما علمت سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم ولم تطبقها فاجتهد في تطبيقها؛ لأنه كلما زادت مساحة الإيمان في حياتك كلما كان ذلك أغيظ للشيطان، وكذلك كلما كان أقوى لإيمانك، ويجعلك قادرا على مواجهته، ودحره، وإزالها بإذن الله تعالى.

بارك اللـه فيك: هذه أمور كما يخفى عليك إن شاء الله تعالى لن يترتب عليها شيء من الأحكام الشريعة؛ لأنها حرب داخلية على القلب، وأن تعلم أن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن، ولكن علينا كما ذكرت لك أن تستعمل العلاج، وأن تضيف إلى القائمة زيادة كما ذكرت لك في مساحة الاستغفار، وكذلك مساحة الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام.

كذلك أيضا الدعاء, خاصة: ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)، هذا كان دعاء نبيك عليه صلوات ربي وسلامه الذي كان يدعو به كثيرا، وكما لا يخفى عليك أكثر من الصلاة على النبي عليه صلوات ربي عليه وسلامه بنية أن يصرف الله تعالى عنك ذلك.

وأبشرك بإذن الله تعالى بأن الله ناصرك، وأن الله معينك، وأن الله موفقك، وأن الله مسددك، وأن الله ممكن لك من قلبك بإذن الله تعالى، ولن ينالك مكروه، وهذه كلها عوارض, وكما ذكرت لك هي حرب قذرة يشنها الشيطان على قلبك, عندما عجز عن إفساد ظاهرك أراد أن يفسد باطنك فانتبه له، وواجه بما تعلم، وسائل علاج مشروعة.

وأسأل الله أن يمكن لك، وأن ينصرك، وأن يثبتك على الحق، وأن يصرف عنك كيده، وأن يرد كيده إلى نحره أنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق، والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
خائف من أذية الناس لي فكيف أحصن نفسي؟ 3409 الخميس 23-07-2020 05:29 صـ
أتوب من المعصية ثم أرجع لها، فهل سيحرمني الله من النعم؟ 3514 الأحد 19-07-2020 02:55 صـ
أعاني من القلق ونقص العاطفة والحنان من والدي! 1943 الأربعاء 15-07-2020 06:09 صـ
أشعر وكأن الإيمان دخل إلى أعمالي وعقلي، ولم يدخل قلبي! 1583 الثلاثاء 14-07-2020 04:30 صـ
كيف أتخلص من الخوف والاكتئاب؟ 4083 الاثنين 13-07-2020 04:12 صـ