أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : حاولت استرضاء خطيبي فلم يفد ذلك.. ماذا أفعل معه؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 33 عاما، جامعية وأعمل، وعلى قدر من الجمال، -الحمد لله- تقدم لخطبتي الكثيرين، ولكنني كنت أصلي استخارة، ولا أشعر بارتياح، فلا يتم الارتباط.
منذ ثمانية أشهر تقدم لخطبتي شاب عن طريق قريب لي ملتزم، وأثق في رأيه، ترددت في البداية، ولكن عندما وجدت الموافقة والترحيب من كل من حولي، وحديث قريبي عن هذا الشخص وأخلاقه والتزامه وافقت ،وفرح أهلي جميعا؛ لأنهم كانوا ينتظرون أن أوافق على خاطب، فرحت لفرحهم، وتعرفت عليه شهرين على الانترنت؛ لأنه كان مسافرا طوال هذين الشهرين، كان يعبر عن سعادته أن الله أكرمه بالزوجة الصالحة التي ستعينه على طريق الطاعة، وأنني أنسب إنسانة له، وأنه يصلي لله شكرا أنه سيجمع بيننا، وبعد شهرين وعندما اتيحت له الإجازة حضر، وتمت الخطبة، وكان الخاطب سعيد جدا بخطبتنا، وأهله كانوا أيضا سعداء.
بعد الخطوبة بأسبوع سافر الخاطب؛ لأنه يعمل في دولة أخرى، وكنا نتواصل عبر الانترنت، لم تحدث بيننا أي خلافات طوال شهرين من الخطوبة، لاحظت هذه الفترة أنه غامض بعض الشيء، لم يكن يقل رأيه في أي شيء، بل كان يسألني عن رأيي، ويوافق عليه دون أن يقول رأيه مطلقا كان دائما يطاوعني، ويحاول إرضائي، ولاحظت أنه ليس لديه أي مرونة في تغيير عاداته، أو سلوكياته، ولم يكن يهتم بي كثيرا، ولا يحاول أن يبذل مجهودا لإسعادي أو لإظهار الاهتمام بي.
لاحظت أيضا بعض التناقضات في شخصيته حيث كان أحيانا أراه ملتزما يتحدث عن الدين، ويبدو ملتزما، وفي نفس الوقت عندما أطلب منه أن نقرأ القرآن كل يوم، ونرى في نهاية الأسبوع من قرأ أكثر لم يبدو أي حماسا، ولم يهتم،
بعدها لاحظت انفتاحا كبيرا في شخصيته حيث كان يعمل في دولة أجنبية، كل هذه الأشياء السابقة جعلتني حزينة، وكنت غير قادرة على إظهار حزني أمام أحد؛ لأن الجميع كان سعيدا به وبأخلاقه أيضا؛ لأنني عزمت عندما تتم خطبتي لن أترك خطيبي، ومن تتم خطبتي عليه سأتزوجه بإذن الله.
كان خطيبي وسيما جدا في الشكل، ولاحظت من حواراتنا أنه يهتم بشكل المرأة وخصائصها الجسمية، فأخبرته أن شعري قصيرا، فلم يظهر تضايقا، ولم يهتم بالأمر، ولما رأيت منه اهتماما كبيرا بجمال المرأة، أخبرته أن لدي حرقا في ساقي منذ الطفولة فلم يهتم أيضا، وأخبرني أنه اختارني لأخلاقي، وأصلي الطيب، وأنه لا يهتم بهذه الأشياء، وفرح وقال لي إنه يحبني أكثر لأنني أمينة معه، وصارحته حتى لا يتفاجا بعد الزواج.
فرحت لأنني بدأت أحبه، وخاصة بعد موقفه هذا معي أحببته أكثر، بعد ذلك بأسبوع لاحظت منه عدم الاهتمام، وزاد إهماله لي حتى أنه صاح في وجهي عندما طلبت منه أن نتحدث، وقتها شعرت بالحزن وبدأت أشك أنه لم يعد يريدني، وهذا الإحساس أصابني بكآبة كبيرة؛ لأنني أحببته، ولكن في نفس الوقت أحسست بإحباط منه، وعدم اهتمام.
أصبحت كالمجنونة أشعر أنني جرحت كرامتي عندما أخبرته، ولكنني لم أرد أن أخيب ظنه فيّ بعد الزواج، أو أن أرى في عينيه نظرات الإحباط تجاهي؛ لأنني كنت أحببته.
في أثناء هذا التوتر في العلاقة، وجدته يرسل لي رسالة يسألني هل أنت مستعدة لمشاركة دخلك معي بعد الزواج؟ وقتها رددت عليه ردا قاسيا، وأخبرته أن الرجل هو من ينفق، ودور المرأة ثانوي، وأنني أؤمن بمبدأ الإنفاق، وليس بمبدأ المشاركة، مع أنني لم أكن أنوي ذلك حقا، ولكن لحزني منه، ومن إهماله جعلني أقول هذا، بعد هذا تغير معي تماما، ولم يعد يتحدث إلي، وأخبرني أن بيننا فجوة، وأنه لم يعد سعيدا معي، وأننا غير مناسبين لبعض، كنت أتمزق، وأنا أسمع منه هذا الكلام، ولا أعرف لماذا تركني، هل لأنني لن أشارك؟ أم بسبب الحرق الذي أخبرته به؟
حاولت بعدها إرضائه وأخبرته أنني لم أكن أنوي عدم المشاركة، ولكن إهماله لي جعلني أقول ذلك الكلام، وأخبرته أنني أحبه، ولكن بلا فائدة.
شعرت بتأنيب ضمير كبير، وإلى الآن 6 أشهر وأنا أحاول إرضائه، وأشرح له موقفي، وهو لا يستجيب، دائما ما أقول لنفسي هذا شاب، وكان يريد الحلال، وأنا لم أعنه، وتخليت عنه، وتركته، لماذا لم أخبره أنني سأشارك معه، واقف بجواره؟
هل أخطأت في حقه؟ هل هذا تقدير الله؟ أنا الآن أحبه؟ ولا أستطيع نسيانه، فلم تكن لي أي علاقة بشخص طوال حياتي، وهو أول من عرفت؟ هل أذنبت في حقه؟ أريد أن أعرف هل ما قلت له تقدير الله لي أم أن هذا خطأي؟
وبخصوص الحرق الذي أخبرته به، هل كان إخباري به حلال أو حرام؟ وهل إن تقدم لخطبتي شخص أخر يجب أن أخبره به أم لا؟ هل الشرع يقول أن أخبر بهذا الشيء أم لا؟
وهناك أمر أخر، وهو الشبكة التي دفعها الخاطب، هل هي حقي؟ لأنه هو الذي رفضني أم أنها من حقه؟ - مع العلم انه لم يتم الاتفاق على مهر كان الاتفاق على شبكة فقط، وكانت العلاقة خطبة فقط، وليست عقد.
أرجو الإفادة؛ لأنني لا أنام من تأنيب الضمير والشعور بالذنب تجاهه.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ amira حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمرحبًا بك ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك، وتسكن إليه نفسك.
نحن نشكر لك هذا الإحساس الرفيع -أيتها الكريمة- في تجنب ظلم الآخرين، والحرص على عدم الوقوع في الاستخفاف بحقوقهم، ونرجو الله تعالى أن يثيبك على ذلك، وأن يُخلف عليك كل غائب بخير.
ما فعلته أيتها الكريمة ليس فيه شيء من الخطأ، ومصارحتك له بما فيك من العيب في رجلك أو إخبارك له بأن الواجب في الإنفاق على الزوج، وليس على الزوجة، كل ذلك ليس خطأ حتى تؤنبي نفسك بما يُقدره الله تعالى بعد ذلك.
وكوني على ثقة تامة بأن مقادير الخلق قد كتبها الله سبحانه وتعالى قبل أن يخلق السموات والأرض، فكل شيء بقدر، فما كتبه الله سبحانه وتعالى لابد أن تجديه، وما لم يكتبه لن يستطيع أحد إيصاله إليك، فكوني على ثقة تامة من هذه الحقيقة، وهي إذا آمنت بها وعملت بمقتضاها فإنها جنة الدنيا العاجلة.
وكوني على ثقة أيضًا من أن ما يقدره الله تعالى لك هو الخير، وما يختاره لك سبحانه وتعالى هو الأفضل، فإن الإنسان لقصر علمه قد يتمنى الشيء ويحرص عليه والخير في خلافه، ولهذا نبهنا الله سبحانه وتعالى إلى هذه الحقيقة بقوله: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تُحبوا شيئًا وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
ونصيحتنا لك أيتها الكريمة الآن أن تحاولي تكرار ما بدأته من محاولة استرضاء هذا الخاطب، وبيان موقفك الحقيقي، وأنك حريصة على الزواج به، وأنك تنوين مساعدته فيما لا يقدر عليه، فإذا عدل عن رأيه فذاك، وإذا بقي مُصرًّا على ما هو عليه، فاعلمي أن ما يُقدره الله تعالى لك ويختاره هو الأنسب بك والأرحم والأصلح، فإن الله تعالى أعلم بما يُصلحك، وهو سبحانه وتعالى مع هذا العلم التام أرحم بك من نفسك، فسلي الله سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضّيك به.
وأما ما سألت عنه من إخبار من سيخطبك بهذا العيب، فإن هذا ليس بلازم، إلا إذا كان عيبًا فاحشًا تنفر منه النفوس، فإن من أهل العلم من يرى بيان هذا النوع من العيوب.
وأما ما ذكرت من الشَّبْكَة فهذا أمر راجع إلى العرف عندكم، فإذا كانت الشبْكة تُقدر على أنها من المهر فإنه يجري عليها من الأحكام ما يجري على المهر إذا طلق الرجل زوجته بعد العقد عليها وكانوا قد سمُّوا مهرًا فلها نصف المهر، وإذا لم يُسمُّوا مهرًا فليس لها شيئا منه، وأما إذا كان العقد لم يتم بعد، وكان الرجل قدمها على أنه سيكون من المهر، فإن له الحق في الرجوع فيه، أما إذا كانت الشبْكة تُقدم على أنها هدية مستقلة ليست من المهر، فما أهداه لك وقبضته منه فإنه يصير ملِكًا لك.
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يُقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
ما هي الأمور التي تناقش أثناء الرؤية الشرعية؟ | 38817 | الخميس 31-01-2019 06:49 صـ |