أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : هل آخذ علاج الوساوس وأتحمل آثاره الجانبية؟

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

في البداية أشكر جميع العاملين بالموقع على كل ما يقدمونه من معلومات ونصائح، وكل عام وأنتم بخير.

هناك موضوع احترت فيه جداً، وأرجو من حضراتكم مساعدتي للوصول إلى القرار السليم -بإذن الله- أنا شاب عمري 25 عاماً، أعمل محاسباً بإحدى الشركات، غير متزوج، منذ عدة أشهر بدأت أعاني في بعض الأحيان -وليس بصفة مستمرة- من النظر إلى الأماكن الحساسة لدى الرجال أو النساء، الأمر الذي يشعرني بالإحراج، بالإضافة إلى أنني أتأثر نفسياً بسهولة من أي أحد يكلمني بطريقة غير جيدة، أو من ضغط الشغل، وأقعد أفكر فيما مر بي من هذه المواقف، مما يشعرني بالضغط والهم والحزن، وقد بحثت عن هذه الأعراض على النت وعرفت أنها نوع من أنواع الوسواس القهري، وأن علاجه سهل، لكن علي الاستعانة بطبيب نفسي، وبالفعل بعد فترة ذهبت إلى أحد الأطباء النفسيين، والذي شخص حالتي على أنها قلق وتوتر ووسواس قهري، وأعطاني بعض الأدوية وهي كالتالي: (سبرابرو قرص صباحاً، زولام قرص عصراً لمدة أسبوعين ثم يوقف، أنافرانيل قرص مساءً) ونصحني بتغيير أنشطتي، وبالفعل قمت بأخذ هذه الأدوية بالجرعات المحددة لمدة يومين، وحدثت لي بعض الآثار الجانبية، حيث أحسست بعدم الراحة، وهبوط، وعلى طول نائم، ولا أستطيع الوقوف، وفقدان للشهية، وإمساك شديد.

بعدها ذهبت للطبيب العام عندنا بالشركة، ورأى الروشتة التي كتبها الدكتور والعلاج، وقال لي أوقف العلاج واذهب للمستشفى التابع للشركة؛ لأن فيها دكاترة استشاريين، وسيعطونك علاجاً ليس له آثار جانبية، وبالفعل حجزت عند الدكتور الخاص بالشركة، وذهبت في الميعاد المحدد، ولكن تأخر الدكتور في الحضور، بالإضافة إلى أن بعض الأشخاص داخل العمل وخارجه نصحوني بعدم الخوض في العلاج النفسي، لما له من آثار جانبية، ومن طول مدة العلاج، وأنه يجب علي الاستعانة بالله والتقرب إليه أكثر، وبالفعل قررت عدم الاستمرار في العلاج، سواء عن طريق الشركة أو خارجها.

الآن حالتي ما بين حالتين، فبعض الوقت أكون مرتاحاً جداً، وأضحك بشكل عادي، وكأنه ليس بي شيء، وأحياناً أشعر بعدم الراحة وأني مهموم وحزين، ولذلك ذهبت إلى ميعاد الاستشارة الخاصة بالدكتور خارج الشركة، وأبلغته بتوقفي عن العلاج وبما حدث، فقال إن هذه الأعراض تحدث في أول العلاج إلى أن يعتاد الجسم عليها، وقام بإعطائي نفس العلاج، مع تغيير الجرعات بعض الشيء (سبرابرو قرص صباحاً، زولام قرص قبل النوم بساعتين لمدة أسبوعين ثم يوقف، أنافرانيل نصف قرص لمدة 5 أيام ثم قرص مساءً) ولم يحدد المدة اللازمة للعلاج، وقال حسب الاستجابة للعلاج، والتي هي في المتوسط 6 شهور.

أنا الآن في حيرة كبيرة جداً بين أمرين وهما: أولاً: هل أبدأ في أخذ العلاج وأصبر عليه؟ لأنني قلق جداً من الآثار الجانبية للعلاج، وأثر ذلك على حياتي وعلى شغلي، و خائف أيضاً من طول مدة العلاج، والتي من الممكن أن تستمر لسنوات -حسب ما عرفت- وكذلك من حدوث انتكاسة لعدم الاستمرار في العلاج.

ثانياً: هل أستمر في العلاج مع الطبيب الذي من خارج الشركة وعلي أن أتحمل في هذه الحالة تكاليف العلاج بالكامل مهما طالت مدته وقيمته، أم أستعين بطبيب الشركة؟ حيث أن الشركة يوجد بها أطباء استشاريون في هذا المجال، كما أن الشركة سوف تتحمل جميع تكاليف العلاج، بالإضافة إلى إعطائي الإجازات المرضية اللازمة إذا تطلب الأمر ذلك.

أرجو أن أكون قد أوصلت ما يدور بداخلي، وأرجو من حضراتكم الرد تفصيلاً على هذه النقاط، حتى يمكنني اتخاذ القرار السليم.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمع احترامي الشديد للطبيب الذي قابلته يمكن أن علاجك علاج مختصر، يمكن أن تتناول دواء واحدًا لعلاج الوساوس القهرية، وبالفعل أنت لديك قلق ووساوس، وهذا أدى إلى عسر في المزاج أو كدر ثانوي.

الأدوية التي كتبها لك الطبيب كلها أدوية جيدة، لكن أتفق معك أن آثارها الجانبية قد تكون عليك شديدة بعض الشيء، وأتفق أيضًا مع الطبيب أن هذه الآثار الجانبية تكون شديدة في بداية الأمر وبعد ذلك تتلاشى، لكن كثيرًا من الناس قد لا يتحملها، والأطباء لهم مناهج مختلفة، لا شك أن هذا الأخ الطبيب لديه مقدراته وأنا لا أشك في ذلك أبدًا بأي حال من الأحوال، وإذا كان في الشركة أطباء نفسانيين فلا بأس أن تتواصل معهم، حيث إن حالتك هذه لا تتعارض مع عملك حتى وإن طُلبت الصلاحية للعمل أو شيء من هذا القبيل، فليس هنالك ما يمنعك أبدًا من أن تواصل عملك.

بالنسبة لمدة العلاج أرجو ألا تنزعج لها، وستة أشهر هي أقل مدة ممكنة لأن يزول الوسواس القهري. على العكس تمامًا في بعض الحالات قد يستمر العلاج لمدة سنة أو سنتين، لكن ليس أكثر من ذلك إذا التزم المريض بالدواء.

فإذن الخيارات أمامك كثيرة، وكلها جيدة، وأنا من جانبي حقيقة أرشح دواء واحدًا فقط أرى أنه سيفيدك، فإن شئت أن تسير على هذا الذي أصفه لك أو إن شئت أن تتناول الأدوية التي وصفها طبيبك، كلها مناهج صحيحة.

أنا أرشح لك دواء معروف في مصر ودواء جيدًا جدًّا يعرف تجاريًا باسم (فلوزاك) واسمه العلمي (فلوكستين) وسعره معقول جدًّا، وهو لا يحتاج لوصفة طبية لأنه غير إدماني وغير تعودي. تبدأ في تناوله بكبسولة واحدة في اليوم – وقوة الكبسولة هي عشرين مليجرامًا – تتناولها بعد الأكل، وإن شاء الله تعالى لن تشعر بأي آثار جانبية.

بعد شهر اجعل الجرعة كبسولتين يوميًا – أي أربعين مليجرامًا – وهذه الجرعة يجب أن تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعلها كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، أعتقد أن هذا سوف يفيدك كثيرًا وآثاره الجانبية قليلة.

إذن لديك خيارات كثيرة أمامك، وكلها إن شاء الله تعالى تصب في مصلحتك.

الجزء الآخر في الإرشاد، هو: أن تحقر هذه الأفكار الوسواسية، ولا تعيرها اهتمامًا، وكن إيجابيًا في تفكيرك، تواصل مع أصدقائك، مارس أنشطة رياضية، وكما ذكر لك الطبيب تغيير نمط الحياة مهم جدًّا، واحرص على صلاة الجماعة وصلة الرحم وبر الوالدين، هي إضافات كبيرة وممتازة جدًّا للارتقاء بالصحة النفسية للإنسان.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتعالج من الوسواس؟ 890 الأحد 09-08-2020 05:30 صـ
أعاني من وسوسة بمرض أصاب أحد أقربائي، كيف الخلاص من ذلك؟ 2064 الأربعاء 22-07-2020 04:15 صـ
اضطرابات نفسية تقودني إلى نتف الشعر بشراهة، ساعدوني. 1479 الأحد 19-07-2020 02:51 صـ
الاكتئاب والوسواس القهري وتبدد الشخصية، كل ذلك أعاني منه، أرجو المساعدة. 5058 الخميس 16-07-2020 05:51 صـ
أعاني من وسواس قهري، ما العلاج؟ 2750 الخميس 16-07-2020 05:48 صـ