أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : أعاني من الاكتئاب المزمن الذي أرهقني كثيرا، فما العلاج؟
دكتور عبد العليم، كل عام وأنت بخير.
أنا شاب عمري 21 سنة، أدرس في الجامعة في كلية الحقوق، عندما كنت في 18 من العمر أصبت بحالة اكتئاب كما شخصها لي الطبيب الذي راجعته، وأعطاني دواء مضادا للقلق وزولفت حبة في اليوم، بداية تحسنت عليه لمدة ستة أشهر ثم بدأت تعود لي حالات الاكتئاب على شكل حزن وقلق وخوف، ثم عدت وأخذت الدواء الزولفت فقط حبتين في اليوم - منذ سنتين وأنا آخذه -.
ولكن منذ سنتين وأنا كل فترة أقع في دوامة الاكتئاب، وهي عبارة عن ضياع ووسواس وقلق حاد جدا، تمر لحظات ضمن تلك الفترة أحس نفسي سوف أفقد السيطرة على نفسي، سوف أموت من شدة القلق واليأس والاكتئاب، ولكن لم أزود الجرعة، علما بأني منذ ثلاث سنين لم أتخط الحبتين يوميا، ولكن كل فترة كما قلت لك أعود وأقع في هذه النوبات التي تستمر لمدة أسبوع، أحيانا أسبوع كامل من الحزن واليأس والقلق الكبير.
دكتور: سمعتك تقول لشخص أن يأخذ حبة اكزانكس تحت اللسان عند اللزوم، وقد ذهبت إلى الصيدلية لأجلب هذا الدواء، فقالوا لي بأنه يحتاج إلى وصفة، وأنا خارج بلدي وفي بلد آخر لأن جنسيتي سوري، ومهجر حاليا!
أتمنى يا دكتور محمد أن تجد لي حلا لمشكلتي، أقسم لك أني عندما تأتيني حالة الاكتئاب أحس بأن موتي أفضل من عيشتي! ولكني لا أفكر بالانتحار ولا أسمح لنفسي بأن أصل لهذه الدرجة، علما – يا دكتور - أن الأشخاص من حولي يرونني الشاب المثقف والدمث والاجتماعي والذي يحل مشاكل من حوله، لكن حين تأتيني هذه الحالة أتمنى لو أموت ولا أعيش هذه اللحظات من القلق والحزن الشديد واليأس!! أعلم أن الظروف سوف تتغير، ولكني حاليا كل فترة أقع في هذه الدوامة!!
أرجوك ساعدني! أريد دواء عند وقوع الحالة ( يعني عند اللزوم )، بالإضافة الى الزولفت الذي لا أمانع من أخذه لأي فترة، المهم أن لا أنتكس.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن حالتك بصفة عامة ممتازة وجيدة، ولا يوجد أي إشكالية بخلاف هذه النوبات التي تنتابك من وقت لآخر.
أعتقد أن خير وسيلة للتخلص من هذه النوبات هو أن تتشبع بالفكر الإيجابي، والتشبع بالفكر الإيجابي يكون من خلال تغيير نمط الحياة، وأن لا تضع في بالك أبدًا أن هذه النوبات سوف تأتيك. بعض الناس قد يحدث لهم نوع من البرمجة السلبية، إذا أتته نوبة بسيطة حتى إن كانت حادة من قلق أو توتر أو هرع، يعتبر أن هذا الأمر سوف يكون ملازمًا له، لا، هذا ليس بالضروري أبدًا، فأنا أريدك أن تتغير من الناحية الفكرية – هذا مهم جدًّا – وأن تكون دائمًا في جانب التفاؤل، وأن تستفيد من التحسن الذي أصبح حقيقة ملازمًا لك في معظم الأوقات، تستفيد منه من أجل المزيد من التحسن، وهذا كما ذكرنا لك من خلال المزيد من الفعالية والاستفادة من طاقاتك النفسية والجسدية عند هذا العمر النضر، نسأل الله أن يبارك لك في عمرك.
والتطبيقات المهمة هي: ممارسة الرياضة، تمارين الاسترخاء، إدارة الوقت بصورة طيبة، دائمًا نحن ننصح بها لأنها بالفعل أثبتت جدواها.
بالنسبة للعلاج الوقتي أو الذي يستعمل عند اللزوم كما يقولون: أنا أعتقد أن الزاناكس دواء جيد بالنسبة لك، حتى وإن أعطاه لك الصيدلي، لأن الزاناكس دواء حقيقة يجهض نوبات الهرع والخوف الشديد، لكن لا نعتبره محسنا حقيقيا للمزاج. أعتقد أن الذي يفيدك هو دواء بسيط آخر يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول) واسمه العلمي هو (فلوبنتكسول) هذا لا يحتاج لوصفة طبية، يمكنك أن تتناوله بجرعة حبة صباحًا ومساءً، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناوله لمدة ثلاثة أيام متتالية – هذا مهم جدًّا – بعد ذلك اجعلها حبة واحدة لمدة ثلاثة أيام أخرى، ثم توقف عن تناوله. هو دواء من الأدوية البسيطة واللطيفة جدًّا والجيدة، أسأل الله أن ينفعك به.
أرجعُ مرة أخرى وأقول لك أن الشعور بالكرب والحزن والكدر أحسن وسيلة للتخلص منه هو من خلال التفكير الإيجابي وعدم القبول به أصلاً، وأنت الحمد لله تعالى انطلاقتك نحو التحسن واضحة جدًّا، وهذا يجب أن يكون رصيدًا قويًا ترتكز عليه من أجل استجلاب المزيد من التحسن بإذن الله تعالى.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع استشارات إسلام ويب، وللفائدة راجع العلاج السلوكي للاكتئاب: (237889 - 241190 - 262031 - 265121 ).
والله الموفق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
تداويت للتخلص من الاكتئاب ولكن لم أشعر بالتحسن | 1338 | الأحد 09-08-2020 06:15 صـ |
لماذا استمرار القلق والاكتئاب رغم تغيير الدواء؟ | 3072 | الأربعاء 29-07-2020 04:34 صـ |
كيف يتم استخدام دواء الرهاب والاكتئاب.. وكيف يتم إيقافة؟ | 3591 | الاثنين 27-07-2020 04:17 صـ |
أريد تشخيص حالتي، فأنا أشكو من عدة أعراض نفسية. | 4594 | الثلاثاء 21-07-2020 06:18 صـ |
ما علاقة دواء فافرين بالحكة الجلدية؟ | 1316 | الاثنين 20-07-2020 04:07 صـ |