أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أتحدث مع شاب ملتزم في أمور الدين، فهل علاقتنا حرام؟

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا بنت وعمري 17 سنة، والحمد الله ملتزمة بفضل الله عز وجل كل ما في القصة أني من عائلة غير ملتزمة ولا يوجد منهم أحد يشجعني على التزامي هذا في بعض الأحيان، وكذلك يرفضون التزامي وهم أقرب الناس لي هما أمي وأبي، لدرجة أنهم رفضوا أن ألبس النقاب!

المهم أنا كنت مثل بنات كثيرات جداً لا أهتم أن يكون هذا حراماً أم حلالاً أو حتى أو ما حكمه الدين، بمعنى أني لم أكن ملتزمة أبداً في أي شيء أفعله سواء كان كلامي، أفعالي و أشياء أخرى كثيرة، ولكن في يوم من الأيام تعرفت على شاب عن طريق النت عن طريق إحدى صديقاتي كانت تعرف صديقه، وبالمصادقة تعرفت عليه، المهم الشاب هذا كانت أخلاقه جداً عالية، تكلمت معه مرة ومرتان وثلاث إلى أن شعرت أني أحبه وهو كذلك.

أنا أعرف أن هذا في الدين غير صحيح، ولكن ممكن أن أكمل قصتي! المهم تعرفت عليه أكثر ستستغربون لو أني قلت لكم أنه حافظ القرآن الكريم كله منذ أن كان عمره 11 سنة، ويراجعه دائماً حتى لا ينساه، ويذهب إلى حلقات ذكر وتحفيظ قرآن دائماً. أنا منذ عرفته حياتي كلها تغيرت، أنا عارفه وعلى يقين أنه مستحيل بنت تعرف شاب بالطريقة هذه، ويجعلها تتقرب لربنا أكثر، وهذه من القصص التي أسمعها في كل مكان، ولكن والله الله عز وجل يشهد على كلامي أنه منذ عرفته وأنا بنت ملتزمة جداً وأعرف ربني جيداً.

وأصبحت أهتم بأن أسأل في أي شيء هذا حلال أم حرام، وهل سيكون ربي راض عني فعلاً أم لا؟ مع مرور الأيام لاحظ كثير من الناس التزامي، وعندي صديقات كثر قالوا ما شاء الله نور الإيمان ظهر في وجهك ومنير جداً، وأنا بفضل الله عز وجل أصبحت داعية علي النت تحديداً في الفيس بوك، والحمد الله فهناك أناس كثر لفت انتباههم أسلوبي الدعوي وبدأت تعمل بكلامي، وقبل أن أقول أي شيء أو أدعي إليها أتأكد من حكمها الأول، لذلك أقول للناس ما هو الصحيح وما هو الخطأ، واستطعت فعلاً أن أوعي أناس علي طريق الهداية، وطبعاً هذا بفضل الله ومنه عز وجل، وكنت أعمل جلسات في المدرسة لصديقاتي للذكر، وعملت محاضرة دينية.

سؤالي هو أني إلى الآن متواصلة مع الشاب هذا، وهو السبب بعد الله عز وجل في التزامي هذا، وهو من كان يشجعني علي أن أحفظ القرآن، وحتى أكون أكثر صدقاً فحديثنا في الدين وأحياناً نخرج عنه ولكن بحدود، وسألته في يوم لماذا تحدث بنات مع أنك حافظ لكتاب الله! قال لي أنا لا أحدث غيرك، وتقريباً لا أتعدى أربع بنات وكلهم عرفهم عن طريق صاحبه، وحالياً لم يعد يحدث بنت غيري أنا، ولا أنا فأنا لا أتحدث ولا أتواصل مع ولد غيره هو.

وأقات كثيرة يفهمني في الكلام ويساعدني علي حفظ القرآن، واستطعت معه أن أكمل جزئيين ومستمرين في الباقي والحمد الله, ولكني أخاف أن تكون هذه العلاقة لا ترضي ربنا، مع العلم هو قال لأهله أنه يحبني وجعلني أحدث أخته وأخته قالت لأمها حتى يؤكد لي أنه صادق معي، وقال لي بأنني بنت وزوجة صالحة، وأنا فعلاً أريدك، وهو أكبر مني بسنة، وإن شاء الله ينوي أن يأتي ويكلم أهلي بعد سنة أو 2 علي الأقل حتى يوافقوا أهلي، لأنه أهلي مستحيل أن يوافقوا حالياً، وعملت أيضاً أنه كلم أبي قبل هذا، ولكن لم يقل له أنه يريد أن يرتبط بي، لأني أنا التي منعته؛ لأني أعرف أن أهلي رافضين، وأنا التي أعطيته حساب أبي حتى يتحدث معه، حتى يحدث تعارف بينهم.

أريد أن أعرف هل ربي سيكون غضباناً علي وأنا أحدثه؟ لأني فعلاً لا أريد أن أفعل شيئاً يغضب ربنا ويهمني رضاه عني، أحتاج جوابكم ، وأنا أسفة جداً على الإطالة.

وجزاكم الله خيراً، وأسأل الله أن يهدي قلوبنا جميعاً للصواب .

مدة قراءة الإجابة : 8 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يجعلك من الصالحات القانتات الداعيات إليه على بصيرة، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة – فإنه مما لا شك فيه أن هذا الأخ الذي تعرفت عليه قد أحدث في حياتك نقلة نوعية رائعة، فجزاه الله تبارك وتعالى خيرًا على ما قدم، وأسأله تبارك وتعالى أن ينفعك بما استفدتِ منه من علم ومن إخلاص وحرصٍ على خدمة الدين وتعلم العلم الشرعي وحفظ القرآن الكريم. كما أسأله تبارك وتعالى أن يتقبل منك هذه الجهود خالصة لوجهه الكريم.

ولكن نظرًا لأن العلاقة ما بين المسلمين تخضع لقواعد وضوابط الشرع، فإنه لابد أولاً أن ننظر في حكم هذه العلاقة، وأعتقد أنك في نفسك شيء منها، إذ أنك – كما ذكرتِ – تريدين طاعة الله تعالى ولا تريدين مخالفة أمره، خاصة بعد أن منَّ الله تعالى عليك بهذا الالتزام الرائع، وهذا الجهد الكبير في خدمة الإسلام، لا تريدين أن يكون هناك شيء يُغضب الله تبارك وتعالى، ومما لا شك فيه أن هذه العلاقة – ابنتي الفاضلة سارة – ليست علاقة شرعية، لأن العلاقة الشرعية هي التي تحكمها ضوابط الشرع، والإسلام لا يعرف علاقة بين رجل وامرأة – أو شاب وفتاة – إلا في الإطار الشرعي.

وأقصد بالإطار الشرعي فقط - الإطار الوحيد - هو الزواج، وبما أن الأخ ليس مستعدًا الآن خاصة وأنه قد يكون ما زال أيضًا لديه فرصة لإعداد نفسه وتهيئتها، فأنا أرى أن تواصلي مسيرتك في طلب العلم الشرعي، ولقد منَّ الله تعالى عليك الآن بمعرفة أشياء كثيرة، وتستطيعين أن تقومي بتطوير نفسك بنفسك - بإذن الله تعالى – وأن تتواصلي مع المواقع الإسلامية التي تُشرف عليها الأخوات الداعيات، وأن تجتهدي في التعلم من أخواتك، وكذلك أيضًا في قراءة الأمور السهلة التي لا تحتاج إلى شرح ولا تحتاج إلى وجود معلم يقوم على تعليمك.

وتتوقفي مع هذا الشاب عن هذه العلاقة، وتقولين له ( بما أن هذه العلاقة لا تُرضي الله تعالى وأنها علاقة غير مشروعة، فنحن لا نريد أن نكون كالذي يسرق مالاً ليتصدق به، فإن هذا قطعًا أمر محرم شرعًا، فالصدقة حرام ومطلوب ولكن في النفس الوقت السرقة محرمة وصاحبها يعرض نفسه لغضب الله وعقابه. كذلك أيضًا هذه العلاقة حتى وإن كانت في عمومها علاقة طيبة، إلا أنها أيضًا في معيار الشرع ليست مشروعة).

فأنا أرى أن تتوقفا عن هذه العلاقة، وهذا لا يمنع أن يكون في قلبيكما محبة، لأن الحب القلبي ليس عليه حرج ما دام لم يؤدي إلى تعطيل عبادة ولا يؤدي إلى الوقوع في الحرام، فهو أمر لا غضاضة فيه. أما العبرة بالكلام والتصرفات والعبارات التي تقال وكذلك التعلق القلبي الذي يؤدي أحيانًا إلى تفويت بعض المصالح، كتفويت بعض الصلوات أو بعض العبادات أو غير ذلك، فهذا هو المذموم شرعًا.

ولذلك أرى بارك الله فيك أن تقولي (طالما بدأنا في طاعة الله تعالى فإن الله الذي أكرمنا بهذه النعمة العظيمة - نعمة الدين والاستقامة - هو الذي ينهانا أن نقيم علاقة بعيدة عن الشرع، ونحن ستظل بيننا أخوة ومودة، ولكن ليس بيننا أي كلام أو حوار، وأنا - إن شاء الله تعالى – سأواصل مسيرة الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وأنت على ما أنت عليه، وإن كان هناك شيء يحتاج إلى التواصل فسوف أكتب لك المسألة التي أريد أن أسأل عنها، وأنت تتولى الرد عليها كتابة، بشرط ألا يخرج الموضوع عن الكلام الذي نريد البحث فيه، يعني لا تكون هناك كلمات غزل أو كلمات محبة وغيره، وإنما فقط نكتفي كتابة في موضوع محل البحث).

ومن الممكن أن تظل العلاقة قائمة على هذا النظام من طرف خفي ومن شيء بعيد، وهذا ليس فيه حرج شرعي فيما أعلم، ما دامت الكتابة عبارة عن سؤال وجواب، لأنه سيكون حالك معه كحالك مثلاً مع أي شيخ من المشايخ تسألينهم ويردون عليك كتابة، حتى ييسر الله أمرًا كان مفعولاً، فإن كان هو من نصيبك وكنت أنت أيضًا من نصيبه فأنا واثق - بإذن الله تعالى – أنكما سوف تلتقيان تحت مظلة الشرع ولو بعد حين، لأنك كما تعلمين أن الله تبارك وتعالى قدر المقادير وقسم الأرزاق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، ومن هذه المقادير الأزواج والأولاد والأموال والصحة والجمال والذكورة والأنوثة، كل هذه الأشياء وغيرها قدرها الله تعالى، فثقي وتأكدي أنه إذا كان من نصيبك فسوف يكون لك - بإذن الله تعالى – وكذلك أنت أيضًا إذا كنت من نصيبه فسوف تكونين له.

ولكن الآن هذه العلاقة غير مشروعة، ونحن لا نريد أن نتقرب إلى الله تعالى – كما ذكرت – بمال مغصوب، أو مسروق؛ لأن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيب، وإنما عليكما أن تتوقفا حياءً من الله ومحبة في الله وخوفًاً من عقابه وعذابه، ثم إذا كانت هناك حاجة ضرورية تكون كتابة في حدود الكتابة فقط ولا تتجاوز، وتكون أيضًا بين الحين والآخر، وليس معنى ذلك أن تكون كتابة يومية، وإن استطعنا أن نتوقف عن هذا أيضًا فهذا أفضل ويكون ذلك أولى وأفضل، لأنه سيكون قطعًا للشبهة من أصلها، وكلٌ يتوجه إلى الله تعالى في دعوته وفي طريقته، وبالآلية التي تناسبه.

هو الآن – كما ذكرتِ – يساعدك في حفظ القرآن، من الممكن أن تقوم بهذه إحدى الأخوات، يعني ليس هو شرط أساسي أن يقوم بتحفيظك القرآن، وإنما من الممكن أن تحفظي على يد أي أخت من الأخوات الصالحات. لديك مراكز تحفيظ منتشرة في المملكة تستطيعين من خلالها أن تواصلي عملية التحفيظ، وعليك مواصلة الدعوة من أخواتك في (الفيس بوك) وغيره، لأن ذلك كله من الأسباب الرائعة التي أكرم الله بها المسلمين، إذ أنه أصبح بمقدورهم الآن أن يخاطبوا العالم كله وهم في أماكنهم بل وهم في غرف نومهم.

فاجتهدي بارك الله فيكِ في هذه الوسيلة الدعوية، واجتهدي في تطوير نفسك وأدائك وطلب العلم الشرعي، وعليك بسؤال العلماء والمشايخ، وأما هذا الأخ فاتركي أمره لله سبحانه وتعالى، إذا كان لك فيه من نصيب فسوف يأتيك - بإذن الله تعالى – في اليوم الذي قدره الله تعالى، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أصاب بخوف وذعر شديد عند قراءتي لكل ما يقال عن علامات الساعة! 2022 الأربعاء 27-02-2019 06:23 صـ
ما هو الوقت المناسب للنوم والاستيقاظ ليلا أو نهارا؟ 19345 الأحد 06-07-2014 03:10 صـ
هل يمكن أن أعود لدراسة الطب وأكون طبيبا ناجحا بعد عمر الأربعين؟ 20797 الثلاثاء 25-02-2014 11:07 مـ
لدينا طفل صغير له حركات غريبة 41361 الاثنين 17-06-2013 02:26 صـ
هل إجراء العملية التجميلية سيكون حلا لمعاناتي؟ 3533 الخميس 20-12-2012 10:21 صـ