أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيف أجعل سري كعلانيتي؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من مشكلتين رئيسيتين:
1- أعيش في مجتمع يظن الجميع فيه أنني إنسان ملتزم ومؤدب وذو أخلاق عالية جدا، ولكن عندما أخلو بنفسي أرجع لتصرفاتي القديمة، وهي التدخين،
ولعب الشدة، وغيرها من الأمور التي تعتبر عادية للإنسان العادي، وكل مرة أقول فيها أريد أنسى هذه الأمور، ألتزم فترة وأرجع، أريد أن أكون إنسانا عاديا كباقي الناس.

2- المشكلة الثانية أنه قبل فترة ارتبطت بعلاقة مع بنت -رغم أنها علاقة غير شرعية لكني كنت جادا في الموضوع- والبنت عملت كل شيء حكيته لها، لبست الجلباب، وتركت كل الشغلات التي حكيت لها، وعندما تقدمت لها احتارت ورفضتني، لا أعرف السبب!

المشكلة أني فقدت التركيز في كل شيء، وأنا من قبل كثير النسيان والتشتت، وبهذا الموضوع صار زيادة.

أتمنى تساعدوني!

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يجعل باطنك خيرا من ظاهرك وأن يجعلك من صالح المؤمنين، ونسأله تعالى أن يمن عليك بزوجة صالحة طيبة تكون عونا على طاعته ورضاه.

وبخصوص ما ورد برسالتك أخي الكريم الفاضل: من أنك تعيش في مجتمع يحسن الظن بك، ويعتبرونك من صالح المؤمنين، ولكنك عندما تخلو بنفسك تعود إلى تصرفات لا تستطيع إظهارها للناس، مثل عادة التدخين، وغير ذلك من الأمور التي تعتبرها عادية بالنسبة للإنسان العادي، ولكنها ليست عادية بالنسبة لك؛ وذلك لكونك مربيا، وكونك محل ثقة الناس، فهذه الأمور من الأمور العظيمة التي لا ينبغي لمثلك أن يفعلها، وكذلك ما ذكرت من علاقتك مع هذه الفتاة، وأنك كنت سببا في إعانتها في بعض الأمور الشرعية، ولما تقدمت لخطبتها رفضتك ولا تعرف ما هو السبب في ذلك.

أقول أخي الكريم الفاضل: أنه مما لا شك فيه أن هذه الأمور التي ذكرتها فيما يتعلق بالمسألة الأولى، فالذي يبدو لي أنك لم تأخذ قرارا جادا وحازما في ترك هذه الأشياء؛ ولذلك ترجع إليها بسهولة، وأعلم أن الله تعالى قال: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، فإذا لم تكن حريصا على أن تغير ما بنفسك يقينا فثق وتأكد أنه لا توجد أي جهة تستطيع أن تغير تصرفاتك.

هذه التصرفات التي تعتبرها عادية بالنسبة للشخص العادي هي بالنسبة لك ليست عادية، والسبب في ذلك أنك لست شخصا عاديا، فأنت -كما ذكرت- إنسان ملتزم بالظاهر، ومؤدب، وتتمتع بأخلاق عالية، هذه تجعل منك شخصا غير عادي، وأتمنى أن تكون على مستوى المسؤولية؛ لأن الثقة العالية التي أودعها الناس فيك أتمنى أن لا تضيع هباءً منثوراً.

قد هيؤوك لأمر لو فطنت له *** فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل.

فأتمنى بارك الله فيك أخي الكريم الفاضل أن تقدر هذه الثقة، وأن تجعل نفسك فعلا تستحق هذه الثقة، وذلك بتركك لهذه المعاصي، التي لا ينبغي لمثلك أن يفعلها.

فأرى أن تتخذ قرارا حازما بترك هذه التصرفات غير الطيبة، والتي تفعلها في الخلاء، وأنت تعلم أن عبادة السر أفضل من عبادة العلانية، وإنك إن أصلحت ما بينك وبين الله أصلح الله ما بينك وبين الناس، وكما قال أبو سليمان الداراني: من صفا صفي له، ومن كدر كدر عليه، ومن أحسن في ليله كوفي في نهاره، وإنما يكال العبد بما كال.

فاعلم أن الذي تفعله بينك وبين الله في السر سوف ينعكس على تصرفاتك وعلى علاقة الناس في العلن، وإذا كان الله قد سترك إلى الآن فإن الله قادر أن يفشي هذه العيوب بين الناس، وأن يصرف قلوب الناس عنك فلا يقيمون لك وزنا، فأنت الآن في نعمة عظيمة حافظ عليها بالتأدب الشديد مع الله تعالى والالتزام بطاعة الله تعالى، والخوف منه وخشيته في السر والعلانية، وأن لا تسمح لنفسك أن تكون مع الهمل أو الرعاع أو الذين يفعلون هذه التصرفات التي يندى لها الجبين ولا يستحون من رب العالمين.

أنت على خير في ظاهرك، فاحرص على أن يكون باطنك خير من ظاهرك واستعن بالله تعالى، وأتمنى أن لا تتراجع عن هذه النعمة التي أكرمك الله بها، واجتهد على أن تربط نفسك بالرفقة الصالحة حتى لا تضعف؛ لأن الإنسان إذا كان وحده استحوذ عليه الشيطان؛ ولذلك أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة؛ فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد.

فأنا أتمنى أن تشغل أوقات فراغك مع الصحبة الصالحة التي تقلل الوقت الذي يستحوذ الشيطان فيه عليك، وإذا ما كنت وحدك فتذكر أن الله معك وأن الله ناظرك، وأن الله مطلع عليك، وأنك في منزلة المعلم المؤدب، فأنت في منزلة رسول للناس، وأنك من دعاة الخير، وهذه نعم عظيمة تستحق الشكر، ومن أعظم الشكر لهذه النعم أن تكون مستقيما على منهج الله، خاصة فيما بينك وبين الله تعالى، وبذلك ستكون إن شاء الله إنسانا رائعا وسوف يفتح الله لك قلوب العباد.

وفيما يتعلق بهذه الفتاة وأنك لا تعرف ما هو سبب رفضها لك، أقول أخي الكريم الفاضل لعلها قد استقامت فعلا بسبب تذكيرك لها، وأصبحت ذات دين وافر، ورأت أنك لست الشخص المناسب الذي يعينها على طاعة الله فاعتذرت لك، فأعتقد أن هذا أهم الأسباب؛ لأنك أنت السبب الذي جعلها تلبس الجلباب، وتركت كثيرا من الأمور المحظورة، فلعل الله تعالى شاء أن تكون سابقتك إلى الجنة فلم تر فيك الزوج المناسب الذي يستحق أن يكون زوجا لها فتركتك ابتغاء مرضاة الله تعالى، ولعلها تجد خيرا منك بإذن الله، وأن تجد خيرا منها هذا غالب ظني أن الأمر كذلك.

خاصة أنك لم تذكر عيبا واحدا فيما يتعلق بشخصيتك، فأنت إنسان ملتزم ومؤدب ومحبوب من الجميع، فالكل يرغب في أن تكون زوجا لابنته، لكن هذه الأخت لعلها تعرف عنك ما لم يعرفه غيرها؛ ولذلك أعرضت عنك، وقد تكون مرتبطة بشخص آخر أو أن أهلها رفضوا أو تقدم لها شخص آخر، فاترك الأمر وابحث عن غيرها، وتوجه إلى الله بالدعاء أن يمن عليك بزوجة صالحة تعينك على أمر دينك ودنياك، ولا تشغل نفسك بالتفكير فيها ولا في سبب رفضها لك، وثق وتأكد أنها لو كانت من نصيبك فسوف تكون لك، أما وقد رفضتك فهذا دليل على أنها ليست لك،
فتوجه إلى الله بالدعاء، وابحث عن غيرها ولا تتعجل، وأبشر بفرج من الله قريب.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
خائف من أذية الناس لي فكيف أحصن نفسي؟ 3392 الخميس 23-07-2020 05:29 صـ
أتوب من المعصية ثم أرجع لها، فهل سيحرمني الله من النعم؟ 3503 الأحد 19-07-2020 02:55 صـ
أعاني من القلق ونقص العاطفة والحنان من والدي! 1935 الأربعاء 15-07-2020 06:09 صـ
أشعر وكأن الإيمان دخل إلى أعمالي وعقلي، ولم يدخل قلبي! 1575 الثلاثاء 14-07-2020 04:30 صـ
كيف أتخلص من الخوف والاكتئاب؟ 4068 الاثنين 13-07-2020 04:12 صـ