أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : امرأة متزوجة تقيم علاقة مع صديق زوجها لفقدانها الحب والحنان

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم إخواني وأخواتي أصحاب الموقع، أود أن أكتب مشكلتي وأتمنى منكم المساعدة والرد.

في الحقيقة أنني امرأة متزوجة، وشاء الله لم أرزق بأية أطفال، وكنت دائماً في حالة حزن ويأس، وكنت أطلب من زوجي أن يعوضني عن ذلك بالكلام الطيب أو كلمة حب وحنان، كنت أتمنى أن أسمع منه كلمة حبيبتي أو حياتي، وبعد ما عجزت من الكلام معه عشت في وحدة لا مثيل لها، وقد كان لزوجي صديق مقرب وكان يزورنا أحياناً إلى البيت، وبعد ذلك نشأت علاقة حب بيني وبين هذا الشخص، أحسست معه بكامل أنوثتي، وكنت أسمع منه دائماً كلمة حبيبتي، وقد التقينا فقط مرة واحدة خارج المنزل وقد قام بتقبيلي وحضنني أكثر من مرة، لكن عندما رجعت إلى البيت أحسست بشيء غريب وكأن روحي خرجت من جسدي؛ لأنني نادمة على الذي فعلته، لأنني بصراحة إنسانة مؤمنة ومتقربة من الله، لكن الذي دفعني لذلك هو البحث عن الحب والحنان.
لقد ندمت كثيراً على ما فعلته وأتمنى أن الله يغفر لي.

أرجوكم من يقرأ رسالتي أن يساعدني، هل الله يقبل العفو والغفران والتوبة مني إنني أفكر بطلب الطلاق من زوجي لأنني قد طعنته في ظهره.
أرجوكم ساعدوني.


مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ التائبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، نحن نتفهم شعورك بالحرمان من مشاعر الحب كما ذكرت، ولكننا مع هذا التفهم نقول لك أمرين:

الأمر الأول: أن هذا الشعور ليس معبراً عن حقيقة الزوج في باطن أمره، فقد يكون هذا ظاهر حال هذا الزوج أنه لا يتكلم معك هذه الكلمات الجميلة، وهذا كثيراً عند الأزواج ولكنه لا يعكس الحقيقة، فغالباً ما يكون الزوج مُحباً لزوجته متعلقاً به متيماً بها، ومع هذا لا تظهر هذه العبارات على لسانه لطبيعة الزوج وتركيبته النفسية، وطبيعته الاجتماعية، وطبيعة أسرته التي نشأ فيها وتربى فيها، إلى غير ذلك من الأسباب الكثيرة التي تحيط بالزوج.

فليس صحيحاً إذن أن مجرد كون الزوج لا يقول لك هذه الكلمات أنه لا يبادلك بالحب ولا تتمتعين بمكانة عالية في قلبه، وأنت بإمكانك أن تجري الزوج للإفصاح عن هذا الحب الكامن في قلبه، بأن تبادريه أنت بهذه الكلمات فتكثري من تدليله وإطلاق هذه العبارات له، وسيجد نفسه بعد ذلك محتاجاً إلى أن يتكلم بمثل الكلمات التي تقولينها أو أشد أو يتشجع على إظهار ما في قلبه من الحب لك والتعلق بك.

ونحن على ثقة أيتها الأخت بأن هذا الزوج يحبك؛ إذ أنه لا يُمسك الرجل بالزوجة لتأتي بالأولاد في مثل هذا السن، إلا لما لها من حب عنده، فنحن ندعوك أولاً إلى الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم، وطرد الوساوس هذه عن نفسك التي يحاول الشيطان من خلالها أن يقلل من تعلقك بزوجك، ويحاول أن يهدم بيتك، ثم يحاول من خلالها أن يجرك إلى ما هو أعظم من ذلك وهو الوقوع في المحرمات ويجرك في الوقوع فيما لا تُحمد عاقبته، لا في دنياك ولا في آخرتك، فاحذري، وهذا التحذير نقوله لك لأننا نتمنى لك الخير ونريد لك السعادة والحفاظ على أسرتك، واحذري من استدراج الشيطان لك، وتجنبي الوقوع في معصية الله تعالى، فهذا الذي فعلته مع هذا الرجل حرام خيانة لله تعالى وخيانة للزوج ووقوع في المحرمات وهي لن تجر لك إلا الدمار، ولن تجلب لك إلا الشقاء، فإن الذنب سبب لكل حرمان.

وقد وقعت في محرمات كثيرة أيتها الأخت؛ ولذا فنحن نطالبك وندعوك إلى المسارعة بالتوبة، والتوبة تهدم ما كان قبلها، فإذا تبت وكونك تشعرين بالندم هذه علامة خير فيك، فأنت إنسانة لا تزال تحتفظ في قلبها بقدر كبير من الخير وإيمان يدعوها إلى الندم والخوف من الله تعالى، ونحن ندعوك إلى استغلال هذا الخير الموجود فيك بالمبادرة إلى التوبة، وأن تتذكري عاقبة الذنوب في الدنيا والآخرة، فإن الذنب لا يجني من ورائه الإنسان إلا الخيبة والخسران في دنيا وفي آخرته.

التوبة تهدم ما كان قبلها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) والتوبة تعني أن تندمي على ما كان منك في الماضي، وتتركيه، وتعزمي عزماً أكيداً أن لا ترجعين إليه مرة أخرى، فإذا فعلت هذا فإن الله تعالى يغفر لك ما كان منك، ولا يبالي سبحانه وتعالى، فقد أخبر سبحانه أنه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، بل أخبر سبحانه وتعالى بأنه يبدل السيئات حسنات، فنوصيك بالتزام حدود الله تعالى، ومن أهم ما يلزمك الآن التزامه: التزام الحجاب وعدم البروز أمام هذا الرجل الذي يحاول أن يجرك بمكره وخداعه وخبثه إلى أن ينال من عرضك ويوقعك في معصية الله تعالى ثم يرميك لتتجرعي وحدك أنواع الحسرات والآلام والويلات، فلا تبرزي لهذا الرجل أبداً، وإن احتجت للبروز أمامه لأمر ما فينبغي أن تكوني بكامل حجابك بحيث لا يرى منك شيئاً.

ونوصيك أيتها الأخت الكريمة بالإكثار من الاستغفار ودعاء الله تعالى بأن يرزقك الولد، فإن الله عز وجل أخبر في كتابه بأن الاستغفار سبب أكيد لتحصيل الولد، فقد قال سبحانه وتعالى: (( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ))[نوح:10-12].

يمددكم بأموال وبنين، فأكثري من الاستغفار ودعاء الله تعالى وتحري أوقات الإجابة كالثلث الأخير من الليل وحال السجود وبين الأذان والإقامة.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، وأن يتوب عليك وأن يقدر لك الخير حيث كان.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
هل الذنب الذي ارتكبته بحق أحدهم سيعود لي؟ 1594 الأربعاء 29-07-2020 04:29 صـ
أريد التغلب على الشيطان ونسيان الماضي، فكيف يمكنني ذلك؟ 1496 الأحد 19-07-2020 06:12 صـ
كيف أثبت على ترك المعاصي والعلاقات المحرمة؟ 1911 الأحد 12-07-2020 11:53 مـ
ملتزم دينياً ولكني أقع في المعاصي، ما النصيحة؟ 903 الثلاثاء 14-07-2020 05:31 صـ
هل هناك طريقة أفضل وأكثر تأثيرا لتطوير النفس؟ 1216 الاثنين 06-07-2020 04:27 صـ