أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الخوف من الناس وعدم التأقلم معهم

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌ في مقتبل العمر، لم أمر بتجربة حب أبداً في حياتي، وأصاب أحياناً بحالة اكتئاب، ولا أعرف السبب! مع العلم أن شخصيتي ضعيفة، وأفتقر للثقة بالنفس، وأخاف من الناس، وأكره الخروج إلى الأماكن العامة، فأنا عندما أجلس مع أحد يهرب الكلام مني، وأكون صامتاً معه، مما يجعل الشخص الذي أجلس معه يمل مني، وهكذا حياتي تكاد تكون متوقفة، وعندما أجلس مع مجموعة لا أستطيع التأقلم معهم.

أحياناً أفكر في الانتحار؛ لأن حياتي ليس لها معنى، فأنا جسد بلا روح، وأكره العمل والناس، وأخاف من التعامل مع الجنس الآخر، وذاكرتي ضعيفة، فأرجو منكم أن تساعدوني.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فضل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

فهذه الأعراض والخبرات التي تمر بها، من الواضح أنها تتعلق بشخصيتك، فشخصيتك تحمل بعض السمات الانطوائية، ولديك بجانب هذا أيضاً المزاج الاكتئابي، وهذه الأمور الآن يمكن علاجها بدرجةٍ كبيرة، وأنا أنصحك أن تأخذ ببعض الثوابت المهمة جداً.

أولاً: عدم تحقير الذات، يجب أن تُعيد تقييم نفسك بصورةٍ فيها شيء من التركيز والتأمل والصدق مع النفس، ولابد أن لك ميزات كثيرة إيجابية، ولكن الفكر السلبي المشوه جعلك لا تلتفت لهذه الإيجابيات، وفي هذا الخصوص أريد أن أذكرك بأمرين فقط، وهما: قمة شبابك التي أنت فيها، وهذه الأمة الإسلامية العظيمة التي وجدت فيها، أليست هذه أمور إيجابية كبيرة يجب أن تعتبرها، فأنا أريدك أن تستبدل التفكير السلبي بتفكير إيجابي.

ثانياً: يجب أن تفصل ما بين أفعالك وبين مشاعرك، لا تجعل المشاعر السلبية تقودك، إنما يجب أن تقاد بالأفعال، والأفعال يمكن أن ننجزها بشيء من الترتيب وتنظيم الوقت، واجعل لنفسك خارطة يومية تقوم من خلالها بتطبيق بعض الواجبات، والتي يجب أن تشمل أنشطة اجتماعية وثقافية، وعملية، ورياضية، فهي مهمة جداً.

بعد أن تجد أنك أصبحت تقوم بإنجاز بعض الأعمال، فسوف تجد -إن شاء الله تعالى- أن مشاعرك أيضاً أصبحت تنقاد وتتبدل بصورةٍ إيجابية .

أخي الفاضل الكريم! هنالك أمور إذا طبقها الإنسان تبعث في نفسه الطمأنينة، وتجعله يتفاعل اجتماعياً، وينتهي من هذا الخجل أو الخوف الاجتماعي، وعلى سبيل المثال: الصلاة في الجماعة في الصف الأول من المسجد، والانخراط في الأعمال الاجتماعية والأنشطة الثقافية، وحضور حلقات التلاوة، وممارسة الرياضة الجماعية.. هذه كلها تعطي الإنسان قيمة ذاتية داخلية تجعله -إن شاء الله- أكثر اطمئناناً وفي راحة بال.

سوف أصف لك أحد الأدوية التي يعرف عنها أنها فعالة جداً لعلاج الاكتئاب والمخاوف والتوتر، ويتحول مزاجك إلى مزاج إيجابي جداً -بإذن الله تعالى- إذا التزمت بتناولها، والدواء يُعرف تجارياً في مصر باسم (مودابكس Moodapex) ويُسمى أيضاً تجارياً باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline) ابدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة، وقوة الحبة هي 50 مليجراماً، تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبتين ليلاً -أي 100 مليجرام- وهذه هي الجرعة العلاجية المطلوبة في حالتك، ويجب أن تستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، وبعد ذلك خفض الجرعة إلى حبةٍ واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر أخرى، ثم اجعلها حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أخي الكريم! هذا الدواء سوف يُساعدك كثيراً - إن شاء الله - وعليك الالتزام بجرعته، وهو من الأدوية السليمة وغير الإدمانية.

بالنسبة للتعامل مع الجنس الآخر، يجب أن تنظر إلى المرأة النظرة الشرعية، وهذه أفضل طريقة للتعامل مع الجنس الآخر، انظر للمرأة كأم، وكزوجة، وكأخت، وإذا كانت هنالك ضرورة للتعامل مع المرأة الأجنبية فهذا يكون تحت نطاق الضوابط الشرعية، ولا تقلل أبداً من قيمتك حيال هذا الأمر، وهو أمر بسيط، وإن شاء الله تعالى حين يزول عنك هذا الخوف وهذا التوتر باتباعك للطرق التي ذكرناها والعلاج الذي وصفناه، سوف تجد أن ثقتك قد عادت إلى نفسك، وأنك قد أصبحت تنمي نفسك وشخصيتك، وأن ذاكرتك قد تحسنت.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

===============

وللفائدة: يمكنك مراجعة هذه الاستشارات عن كيفية اكتساب الثقة بالنفس:
(265851 - 259418 - 254892)


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2335 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1666 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3563 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ
كيف أمارس حياتي بشكل طبيعي وأتخلص من الأمراض؟ 1529 الخميس 16-07-2020 06:08 صـ
لا أشعر بالسعادة وأكره لقاء الناس، أرجو تشخيص الحالة. 1838 الأربعاء 15-07-2020 03:33 صـ