أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الخوف والارتباك وعدم القدرة على الكلام أو الإلقاء أمام الناس

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم

مشكلتي هي عدم تمكني من مواجهة المجتمع، ولا أدري هل مشكلتي رهاب اجتماعي أم غيره، ولا أستطيع الكلام، خصوصاً في أماكن التجمع، خاصة أني طالب، فلا أستطيع القيام بالإلقاء رغم إعدادي المسبق، وعندما أقوم تصيبني رجفة ويصفر وجهي، وتتيبس شفاهي، وأرتبك ارتباكاً غير طبيعي.

فأرجو نصيحتكم، وتشخيص المرض ووصف العلاج؛ لأني وصلت لمرحلة من اليأس والقلق والخوف من المستقبل، وأحياناً أفكر بالانتحار، لأني يومياً أموت ألف موتة، وخوفي الأكبر هو من الخوف، ولا أحب هذه الحالة وأعتبرها تنقص من شخصيتي، وهل هناك علاج مؤقت يجعلني هادئاً أثناء القيام بالدرس أو إلقاء كلمة أو الجلوس مع الناس وخصوصاً الأقارب؟!

وشكراً لكم.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سرمد محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن تشخيص الحالة هو خوف اجتماعي من النوع الظرفي البسيط، وإن شئت سميه رهاباً اجتماعياً كما هو شائع، ويظهر أن الأعراض الفسيولوجية هي التي تسيطر عليك كثيراً، مثل شعورك بالارتباك واصفرار الوجه، وربما بشيء من الرعشة.

أما المكون النفسي وهو القلق والخوف فموجود أيضاً لديك، وخوفك من الخوف ذاته هذا نوع من القلق الوسواسي.. هذه كلها توابع الخوف أو الرهاب الاجتماعي، أي أن التشخيص واحد، ولا تنزعج لكل هذه المسميات التي تعاطينا معها.

وأريدك أن تصحح مفاهيمك، وهو أن الذي حدث هو أن القلق الذي لديك – أي القلق الإيجابي – الذي يساعدك في المثابرة وتحسين الدافعية والتحصيل الدراسي خالطه بعض القلق السلبي، والذي ظهر في شكل خوف أو رهاب اجتماعي، وهذا الخوف ربما يكون ناتجاً من تجربة سلبية سابقة قد تكون أنت لم تتذكرها أو لم تعرها اهتماماً، ولكن غالباً يكون حصل لك موقف اجتماعي لم تكن مرتاحاً فيه، ومن ثم حدث هذا الخوف.

ثانياً: أؤكد لك أن هذه المشاعر التي تتسم بالخوف الشديد هي مشاعر ليست دقيقة، وليست كلها صادقة، ليست بهذا الحجم الذي تشعره أنت، فإنه يعرف أنه توجد مبالغة شديدة في هذه المشاعر، وأهم من ذلك أن الآخرين لا يقومون بمراقبتك ولا يقومون بملاحظتك، أؤكد لك أنك لن تفشل أمامهم أبداً.

ثالثاً: العلاج السلوكي يشمل ممارسة تمارين الاسترخاء، والتي أرجو أن تتدرب عليها، خاصة تمارين التنفس المتدرج، ويمكنك أن تتصفح أحد المواقع على الإنترنت لتتحصل على الطريقة التي تمارس بها هذه التمارين.

رابعاً: عليك بممارسة الرياضة حتى وإن كنت مشغولاً في دراستك، لكن يجب أن تخصص نصف ساعة إلى ساعة كاملة من أجل ممارسة الرياضة، فالرياضة مفيدة في مثل هذه الحالات.

خامساً: عليك بالمواجهة في الخيال، ونقصد بالمواجهة في الخيال هي أن تتصور أنك تقدم عرضاً أمام الطلاب وأمام المعلمين، وعش هذا الخيال بكل دقة، كرره مرتين أو ثلاثة في اليوم، هذا نسميه بالتعرض في الخيال، وهو مفيد جدّاً.

انتقل بخيالك لموضوع آخر، مثلاً طلب منك أن تصلي بالناس، هذا يمكن أن يحدث خيالا ثالثا، كانت لكم مناسبة كبيرة في البيت ولابد أن تستقبل أنت الضيوف، وهكذا.. هذا التعرض في الخيال جيد.

بعد ذلك ابدأ في التطبيق العملي، ولا تتردد أبداً، وحاول أن تتواصل مع أصدقائك، وحاول أن تذهب إلى الأسواق مثلاً بقدر المستطاع، أجلس في الصف الأول في المسجد، وحين تقابل الناس ارفع رأسك وابدأ أنت بالتحية، وتذكر أن تبسمك في وجه إخوانك هو صدقة، وهكذا، هذه كلها علاجات جيدة ومفيدة.

وأما العلاج الدوائي فتوجد أدوية ممتازة ومفيدة، وتقتلع هذه المخاوف الرهابية، والدواء الذي نفضله عقار يعرف تجارياً باسم (سبرالكس) يمكنك أن تبدأ في تناوله بجرعة عشرة مليجرامات يومياً، تناولها بعد الأكل، واستمر عليها لمدة شهرين، ثم ارفع الجرعة إلى عشرين مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى عشرة مليجرامات يومياً لمدة ستة أشهر، ثم إلى عشرة مليجرامات يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

هناك دواء إسعافي يعرف تجارياً باسم (إندرال) يمكنك أن تبدأ في تناوله الآن بجرعة عشرة مليجرامات صباحاً ومساءً لمدة شهر، ثم اجعله حبة واحدة في الصباح لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

الإندرال لا يقتلع المشكلة بكل مكوناتها، ولكنه يقلل من الأعراض الجسدية، وهذا يقلل بالطبع من الخوف، أما السبرالكس والذي يجب أن تستمر عليه بالجرعة التي وصفناها وللمدة التي ذكرناها فهو العلاج الرئيسي لحالتك.

بعض الناس يستعمل عقاراً يعرف تجارياً باسم (زاناكس) هذا جيد كعلاج مؤقت، ولكنه ربما يسبب التعود والإدمان، فأرجو أن تتبع الإرشادات التي ذكرناها، وليس هناك ما يدعوك أبداً للتفكير في الانتحار، فالحالة بسيطة، وفوق ذلك تذكر أنك مسلم ومؤمن، وهذا ابتلاء بسيط، وسوف ينقضي تماماً، والحياة طيبة وجميلة، وعليك أن تعيشها بقوة، وأن تعيش المستقبل بأمل ورجاء، نسأل الله لك الشفاء والعافية، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
ما سبب الرعشة التي تعاني منها ابنتي؟ 4115 الثلاثاء 09-06-2020 09:16 مـ
أمي تعاني من تلعثم في الكلام ورعشة في اليدين! 1629 الأربعاء 10-06-2020 06:38 صـ
أشعر بالارتباك وترتعش يدي كلما جاءني زبون جديد، فما الحل؟ 1596 السبت 27-06-2020 09:50 مـ
أعاني من ارتجاف ورعشات في عضلات جسمي 3165 الاثنين 22-06-2020 05:07 صـ
ما علاقة الرعشة وضيق التنفس بمرض الصرع الجزئي؟ 3473 الثلاثاء 12-05-2020 06:23 صـ