أرشيف المقالات

روائع حضارية في الحديث النبوي الشريف

مدة قراءة المادة : 8 دقائق .
روائع حضارية في الحديث النبوي الشريف

 
في الحديث النَّبويِّ الشَّريف روائعُ حضارية، ولَمسات إنسانيَّة، كنتُ أقف عليها فأدوِّنها، وأضع لها عنوانًا دالًّا على المعنى الحضاري والمفهوم الإنسانيِّ الجميل فيها.
 
وما أحوجَنا إلى هذه الكلمات النبويَّة التي تحمل هذه التوجيهات المبارَكة في هذا العصر! وهي:
1 - تحريم التعذيب بكلِّ أشكاله وأنواعه:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله يعذِّبُ الذين يعذِّبون الناسَ في الدنيا))[1].
 
2 - الرِّفق في كلِّ أمور الحياة من الصِّفات المحبوبة عند الله سبحانه:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عائشة، إنَّ الله رَفيق يحبُّ الرِّفقَ، ويُعطي على الرِّفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه))[2].
 
3 - نظافة الطرُق:
عن أبي بَرزة رضي الله عنه قال: قلتُ: يا نبيَّ الله، علِّمني شيئًا أنتفع به، قال صلى الله عليه وسلم: ((اعزل الأذى عن طريق المسلمين))[3].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بينما رجل يمشي بطريق، وجد غُصْن شوكٍ على الطريق فأخَّرَه، فشَكَر الله له فغَفر له))[4].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد رأيتُ رجلًا يتقلب في الجنة، في شجرة قطعها من ظهر الطريق، كانت تؤذي الناس))؛ رواه مسلم.
 
4 - ((من فجع هذه بولدها؟)):
كلمة عظيمة قالها النبيُّ صلى الله عليه وسلم في طيرٍ حِيلَ بينه وبين ولده! ثم قال: ((رُدُّوا ولدها إليها))[5].
فكيف بمن يكون سببًا في حرمان إنسان من أولاده؟!
لا شك أنَّ الفجيعة تكون أشد؛ بل قد تكون جريمة!
 
5 - ابتسم:
عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تحقرنَّ مِن المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طَلق))[6].
 
6 - من التوجيهات النبويَّة في الطبِّ الوقائي:
عن أبي هريرة قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس وضع يدَه - أو ثوبه - على فيه، وخفض - أو غضَّ - بها صوتَه"[7].
 
7 - من آداب التعامل مع كلمات الله سبحانه:
من الأدعية النبوية: ((رضيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا))[8].
إن النبي صلى الله عليه وسلم يعلِّمنا في هذا الدعاء أدبًا كريمًا في التعامل مع كلمات الله سبحانه، أليس قد قال تعالى: ﴿ وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]؟!
فكان من المناسب أن نجيب: رضيتُ بالإسلام دينًا..
فما أجمل هذه الدعاء النبويَّ!
 
8 - من جميل العلاقات الإنسانية:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يواجه أحدًا في وجهه بشيء يكرهه"[9].
 
9 - بشارة البشارات، وغاية الغايات: رؤية الله سبحانه في جنة الخلد:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّكم سترَون ربَّكم عَيَانًا))[10].
 
10 - البيوت المتلألئة بالقرآن:
عن عائشة، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((وإنَّ البيت ليُتلى فيه القرآن؛ فيتراءى لأهلِ السَّماء كما تتراءى النجومُ لأهل الأرضِ))[11].
 
11 - إهمال الأسرة وعدم رعاية شؤونها من الآثام:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كفى بالمرء إثمًا أن يضيِّع مَن يَقوت))[12].
 
12 - رعاية الأسرة - ولا سيما البنات - لها منزلة رفيعة يوم القيامة:
قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((مَن عال جاريتين حتى يبلُغا، جاء يوم القيامة أنا وهو هكذا))؛ وضمَّ أصابعَه[13].
وقوله: ((جاريتين)): أي: بنتين، فمن حصل له ذلك فليحمد الله، فقد خصَّه الله تعالى بفضل عظيم.
 
13 - من روائع السُّنة في العلاقات الإنسانية: الدعاء لأخيك المسلم في غيابه:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظَهر الغيب، إلَّا قال الملَك: ولك بمِثل))[14].
 
14 - اليد النبويَّة المباركة:
قال الصحابيُّ الجليل سعد بن أبي وقَّاص رضي الله عنه: اشتكيتُ بمكَّة شكوى شديدة، فجاء النبيُّ صلى الله عليه وسلم يعودني...
ثمَّ وضع يدَه على جبهتي، ثمَّ مسح وجهي وبطني، ثم قال: ((اللهمَّ اشفِ سعدًا، وأتِمَّ له هجرته)).
فما زلتُ أجد بردَ يده على كبدي - فيما يخالُ إلَيَّ - حتى الساعة[15].



[1] رواه مسلم، رقم (2613).


[2] أخرجه مسلم، رقم (2593).


[3] أخرجه مسلم (٢٦١٨).


[4] متفق عليه.


[5] رواه أبو داود رقم (2677) بإسناد صحيح؛ كما قال النووي في رياض الصالحين.


[6] رواه مسلم (2626).


[7] الشك من أحد الرواة، والحديث رواه أبو داود رقم (5029) واللفظ له، والترمذي رقم (2745) وقال: "هذا حديث حسن صحيح".


[8] رواه أبو داود رقم (1531) وغيره، وفيه: ((من قال: رضيت بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا، وجبت له الجنَّة)).


[9] أخرجه أحمد (١٩/ ٣٦٦).


[10] رواه البخاري (٧٤٥٣).


[11] أخرجه الفريابي في كتابه فضائل القرآن، رقم (32) وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (8/ 26): "هذا حديث نظيف الإسناد، حسن المتن...".


[12] رواه أبو داود رقم (1694) وغيره، وقال النووي في رياض الصالحين: "حديث صحيح"، وفي صحيح مسلم رقم (996): ((كفى بالمرء إثمًا أن يحبس عمَّن يملك قوته)).


[13] أخرجه مسلم رقم (2629).


[14] رواه مسلم رقم (2732).


[15] جزء من حديث أخرجه البخاري، كتاب المرضى، باب وضع اليد على المريض، رقم (5659)، وفي الأدب المفرد برقم (499)، واللفظ منه.

شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير