أرشيف المقالات

قصص فيها عبرة وعظة

مدة قراءة المادة : 33 دقائق .
فوائد من مصنفات العلامة ابن عثيمين
(3) قصص فيها عِبرة وعظة
 
القصص محببة للنفس لأن فيها متعة, والقارئ لها يرتاح لها ويُسرُّ، وتنبسط نفسه، وأحسن القصص: قصص القرآن, قال الله عز وجل : ﴿ نحنُ نقصُّ عليك أحسن القصص ﴾ [يوسف:3].
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله : وذلك لاشتمالها على أعلى درجات الكمال في البلاغة وجلال المعنى.
 
وأصدق القصص: قصص القرآن، قال الله عز وجل:  ﴿ ومن أصدقُ من الله حديثاً ﴾  [النساء:87] قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: وذلك لتمام مطابقتها للواقع.
 
وأنفع القصص: قصص القرآن، قال الله سبحانه وتعالى:  ﴿ لقد كان في قصصهم عبرة لأُولي الألباب ﴾  [يوسف:111] قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: وذلك لقوة تأثيرها في إصلاح القلوب والأعمال والأخلاق.
 
والقصص التي وردت في السنة من أصدق وأنفع وأحسن القصص, قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله : وغير قصص القرآن ما جاءت به السنة, فهو مثل القرآن من حيث الصدق, إذا صحَّ عن النبي عليه الصلاة والسلام, وكذلك أحسن قصص الخلق, وأنفع قصص الخلق, فما قصه النبي عليه الصلاة والسلام, من أخبار بني إسرائيل, فهو حق وصدق, وفيه عبرة, وفيه منفعة.
 
والقصص التي وردت في الكتاب والسنة, المقصود منها الفائدة, وأخذ العبرة, قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله : جميع القصص الواردة في القرآن وصحيح السنة ليس المقصود منها الخبر, بل يقصد منها العبرة والعظة مع ما تكسب النفس من الراحة والسرور.
 
والعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, لم تخل دروسه من ذكر بعض القصص, التي فيها عبرة وعظة, وفي بعضها طرفة, والتي كان الشيخ يذكرها في الغالب إذا جاءت مناسبة لها, مع ذكر ما يوجد في تلك القصص من عبر وفوائد, ومن تلك القصص التي يسّر الكريم الرحمن جمع شيءٍ منها:
 
من حلف بالله كاذباً فالعقوبة أسرع إليه من ظله
قال الشيخ رحمه الله : يتخوف الناس من اليمين في الخصومة إذا كان صاحبها كاذباً, فإن العقوبة أسرع إليه من ظله, وقد حكيت حالات تؤيد هذا التخوف, وكما قال بعض السلف : اليمين الكاذبة تدع الديار بلاقع يعنى خاليه من الناس.
 
قال الشيخ رحمه الله: بحسب ما سمعنا أن الإنسان إذا حلف كاذباً فإن العقوبة أقرب إليه من قدميه, ولها شواهد ليس هذا موضع ذكرها, فيمن يحلفون وهم كاذبون, فإن العقوبة لا تتجاوزهم إلا قليلاً, وتحيط بهم, إما بفقد المال الذي حلفوا عليه, أو بفقد أولادهم أحياناً, يحلفون, ثم يخرجون بأولادهم للنزهة, والفرح بنجاحهم بهذه القضية, وإذا بهم يُصابون بحادث يعدمهم- والعياذ بالله- وهذا له شواهد قوية.
 
وقال الشيخ رحمه الله: قلَّ من يحلف بالله كاذباً إلا أصيب في الدنيا قبل الآخرة, وفي الآخرة إصابته واضحة, وهو أنه يلقى الله وهو عليه غضبان, لكن الغالب أنه تُعجل له العقوبة في الدنيا, فقد حدثني إنسان أنه كان بينه وبين شخص خصومة في الخارج, فتخاصموا عند القاضي, فأنكر حقه, وحلف المُدعى عليه, لكنه في اليوم التالي خرج هو عائلته إلى الرياض, فحصل لهم حادث وماتت العائلة كلها, ما بقي إلا هو وهذه عقوبة مُعجلة...
ذكر بعض السلف أن اليمين الغموس تدعُ الديار بلاقع أي خالية من أهلها تُدمر.
 
أكلهنَّ جميعاً فتوقف قلبه فمات
قال الشيخ رحمه الله: يُقال: إن أعرابياً ليس عنده شيء من الوعي أعطاه الطبيب حبوباً تُسكن الألم ومقدارها ست حبَّات وأمره الطبيب أن يأكل بعد كل أربع ساعات حبة واحدة فلما انصرف من عند الطبيب قال الأعرابي : هذا الطبيب يُريدني أن انتظر أربعاً وعشرين ساعة حتى يزول الألم فأنا لست مُنتظراً هذه المُدة فأكلهنَّ جميعاً لكي يحصل له الشفاء سريعاً فلما أكلهن توقف قلبه فمات.
 
الحمدُ لله الذي جعله في الأصبع لا في النعل
قال الشيخ رحمه الله: من الناس من يهون عليه أن يصلي ألف ركعة ويشقُّ عليه أن يتصدق بدرهم ويقال: إن رجلاً عثر, وعليه نعل فانقطع أصبعه, فقال: الحمدُ لله الذي جعله في الأصبع لا في النعل, فالأصبع أشدُّ لكن لا يهمُّه الأصبع, بل عنده أن النعل شديد الأهمية.
 
جزاء سنَّمار
قال الشيخ رحمه الله: الغالب أن القطَّ لا يأخذ شيئاً تتبعه همة أوساط الناس ولكن الذي يأخذ ما تتبعه همة أوساط الناس الفأرُ فإنه يأخذ الذهب وهذا شيء شاهدته...
وذكر لنا أحد علمائنا رحمهم الله أن رجلاً كان يكتب كتاباً, وجاءته فارة ووضع عليها إناءً فحبسها فيه, فجاءت فأرة أخرى تشاهد هذه الفأرة المحبوسة, يقول العالم : فصعدت إلى السقف فجاءت بدينار وألقته بين يديه فداءً لأُختها ولكنه أبى أن يطلقها فذهبت وأتت بدينار آخر إلى أن أتت بعشرة دنانير وأخيراً جاءت بكيس الدنانير دلالة على أنه انتهى ما عندها والظاهر أنه جازاها كما كان جزاء سنَّمار فقتلهما جميعاً فهذه العشر دنانير تتبعها همة أوساط الناس.
أكلت كفنَه الأرض وبقي جسمه يابساً
قال الشيخ رحمه الله: عذاب القبر...
الأصل أنه على الروح لأن الحكم بعد الموت للروح والبدن جثة هامدة ولذا لا يحتاج إلى إمداد لبقائه فلا يأكل ولا يشرب بل تأكله الهوام فالأصل أنه على الروح لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية : إن الروح قد تتصل بالبدن فيعذب أو ينعم معها وإن لأهل السنة قولاً آخر بأن العذاب أو النعيم يكون للبدن دون الروح واعتمدوا في ذلك على أن هذا قد رُئي حسًّا في القبر فقد فتحت بعض القبور ورُئي أثر العذاب على الجسم وفتحت بعض القبور ورُئي أثر النعيم على الجسم...
وقد حدثني بعض الناس أنهم في هذا البلد هنا في (عنيزة) كانوا يحفرون لسور البلد الخارجي فمروا علي قبر فانفتح اللحد فوجد فيه ميتا قد أكلت كفنَه الأرض وبقي جسمه يابساً لكن لم تأكل منه شيئاً حتى إنهم قالوا إنهم رأوا لحيته وفيها الحنا وفاح عليهم رائحة كأطيب ما يكون من المسك فتوقفوا وذهبوا إلى الشيخ وسألوه فقال: دعوه على ما هو عليه واجنبوا عنه واحفروا من يمين أو من يسار.
 
وقال رحمه الله: فلما انفتح القبر خرج منه رائحة مسك لا يوجد لها نظير ووجدوا شيخاً لم تأكله الأرضُ قد خضب لحيته بالحناء وكان يابساً كاللحم اليابس أما كفنه فقد صار رماداً.
وقال رحمه الله: قد يبقي الجسم كرامة للإنسان وقد حدثنا كثير من الناس أنهم حفروا أساساً لسور البلد فوجدوا رجلاً ميتاً يابساً وشعره باقٍ ولما انفتح اللحد فاح عليهم ريح أطيب من ريح المسك وجدوا الرجل على ما هو عليه لكنه يابس حتى شعر وجهه باقٍ وهذا مندفن من سنوات كثيرة...
المهم الذي نجزم به أن الأرض لا تأكلُ أجساد الأنبياء وأما غيرهم فقد لا تأكلهم كرامة لهم.
 
آمنوا برسولنا نزوجكم
قال الشيخ رحمه الله: يُذكرُ أن عامياً يجادله نصراني يقول له: أنتم أيُّها المسلمون ظلمة قال لِمَ؟ قال : لأنكم تجيزون أن تتزوجوا منَّا ولا تجيزون أن نتزوج منكم...فقال العامي: إننا نؤمن برسولكم و لا تُؤمنوا برسولنا, آمنوا برسولنا نزوجكم, وهذه حُجَّة صحيحة بلا شك, فإذا كانت صحيحة من عامي كان هذا دليلاً على أن المجادلة تكون غريزة وتكون بالمراس والتَّمرُّن.
 
دعاء مناسب إذا ضاع الإنسان
قال الشيخ رحمه الله: قال تعالى: ﴿ ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ﴾ كان عليه السلام لا يعرفُ شيئاً فهداه الله سبحانه وتعالى ولهذا بعض العلماء يستعمل هذه الآية إذا ضاع في البر أو في البلد إذا كان يبحث عن بيت شخص ولم يهتد إليه فيتلو هذه الآية ﴿ عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ﴾ وهو دعاء مناسب وقال رحمه الله: كنا مع شيخنا في سنة من السنوات حُجَّاجاً وكان ذلك الوقت ليس فيه خطوط فتُهنا بعض الشيء فجعل يقول ﴿ عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ﴾ فهُدينا إلى الطريق فأنت إذا تحيرت عليك بهذه الآية ﴿ عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ﴾  فإذا قلتها مُخلصاً لله مفتقراً إليه هداك الله عز وجل.
 
قال جامعه: ذُكِرَ في ترجمة الشيخ الزاهد عبدالكريم الدرويش رحمه الله (ت 1346) أنه أراد السفر من الزلفي للأرطاوية فقال له أحدهم : يا شيخ أنت لا تعرف الطريق فلو أخذت معك شخصاً ليدلك فرفع الشيخ رأسه للسماء وقال : اللهم اهدني سواء السبيل - ثلاث مرات - ثم ارتحل فخاف عليه صاحبه فلما رأى شخصاً قادماً من الأرطاوية سأله عن الشيخ بعدما وصفه له فقال الرجل : رأيته يُحدث في المسجد.
 
حفظ الله عز وجل للعبد من الآفات إذا أتى بأسباب الحفظ
قال الشيخ رحمه الله: من أسماء الله..الحفيظ والحفيظ له معنيان : حفيظ عليهم, وحفيظ لهم, حفيظ عليهم يعني يحفظ أعمالهم ويُحصيها عليهم وسيخبرهم بها يوم القيامة ويحاسبهم عليها وحفيظ لهم يعني يحفظهم من كل الأمور وهذا يكون بنفسه جل وعلا أو برسله من الملائكة..كذلك يحفظهم من الآفات..إذا هم أتوا بأسباب الحفظ...أقرَّ النبي صلى الله عليه وسلم أن (من قرأ آية الكرسي لن يزال عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح) وحدثني مُؤذن هذا المسجد وهو جدُّ مؤذننا الموجود الآن وهو صدوق وعدل قال : إنه كان يحافظ على قراءة آية الكرسي في كل ليلة وفي ليلةٍ من الليالي لدغته عقرب يقولُ : ففكرت وإذا أنا قد نسيتُ آية الكرسي تلك الليلة سبحان الله هذا شيء واقع فدلَّ هذا على أن الله عز وجل يحفظُ الإنسان لكن هناك أسباب كقراءة آية الكرسي.
 
وقال الشيخ رحمه الله: ذكر أن رجلاً من الناس كان من أورع عباد الله ولا يُمكن أن يُدخل كيسه درهماً واحداً إلا بحق وفي يوم من الأيام خرج إلى البرِّ ليحمل على بعيره خشباً وكان جاره له خشب قريب من أرضه فسها وأناخ البعير عند خشب الجار وحمل الخشب ثم زجر البعير ليقوم فأبى أن يقوم مع أنه كان ذلولاً فجعل يُفكر لماذا لم تقم؟ فألهمه الله أن ينظر إلى الخشب فإذا الذي حمله على البعير خشبُ جاره وإذا خشبه موجود بالأرض فنزَّل الخشب من البعير وحمَّل خشبه هو وزجر البعير فقام في الحال...
فهذه من حماية الله للعبد أن الله يُيسر له ما يحميه من المعاصي من غير أن يشعر فإذا علم الله عز وجل من نية العبد حسن النية والبُعد عن المحارم فإن الله تعالى يعصمهُ منها.
 

كُلُّ شيءٍ يدبُّ على الأرض رزقه على الله
قال الشيخ رحمه الله: ربنا عز وجل رازق كُلَّ شيءٍ قال تعالى: ﴿ وما من دابةٍ في الأرض إلا على رزقها ويعلم مستقرها ومُستودعها ﴾ [هود:65].
كُلُّ شيءٍ في الأرض يدبُّ على الأرض رزقه على الله, حتى ولو كان من أصغر الحشرات...
وتُحكى لنا حكايات عجيبة من هذه الناحية, حتى حكى لي شخص أنه كان في سفر, وكان حول بئر تغطَّت, فخرج منها ثعبان أعمى ينتصب هكذا كالعود, فيُقيضُ الله له طيراً يقعُ عليه, يحسبُ أنه عود, فيأكله الثعبانُ, ثُمَّ يرجع, يقولُ : أدركت هذا عدة أيام، سبحان الله! الله أكبر.
 
جنين مثل الإصبع
قال الشيخ رحمه الله: أنا رأيت - سبحان الله العظيم - جنيناً جاء به واحد من الناس إليَّ وقد وضعه في منديل مثل الإصبع ولكن - سبحان الله العظيم - أكبر ما فيه رأسه فرأسه كبير جداً ثم أكبر ما في رأسه عيناه ومن رآه فإنه يقشعرُّ جلده وترى يديه وفيها تخطيط الأصابع وتميُّزُ الأصابع وكذلك الرِّجلان وهذا الرجُلُ أتى به إليَّ يسألُ هل يُصلِّى عليه أم لا ؟ فأجبته : بأنه لا يُصلَّي عليه لأنه أقلُّ من أربعة أشهر.
 
أنا آكل بملعقة لم يأكل بها غيري
قال الشيخ رحمه الله: قيل لبعضهم: يا فلان إنك لا تأكل بالملعقة؟ قال: أنا آكل بملعقة لا يأكل معي فيها غيري, وأنتم تأكلون بملاعق كلّ يأكل بها, يقصد بالملعقة التي لم يأكل بها غيره يده, فيقول: أنا أعرف أن يدي نظيفة, ولم يأكل بها غيري, أما أنتم فكل شفة أكلت بملعقة صاحبها فسوف تمس هذه الملعقة, فأنا أنظف منكم, وكلامه صحيح.
 
أول عدل الآخرة القبور
قال الشيخ رحمه الله: قال بعضهم : إذا أردت صورة مصغرة ليوم القيامة فاخرج إلى المقبرة تجد فيها الشريف والوضيع, والذكر والأنثى, والصغير والكبير, كلهم سواء, كلهم تحت التراب...ما هناك أحد له قصر, ولا أحد عنده خدم, ولا أحد عنده شيء, ولهذا قيل : أول عدل الآخرة القبور, ومما يدل على ذلك قصة الأعرابي حيث جاء أعرابي إلى بلد فيها حاكم, فإذا الحاكم قد مات, فسأل عنه فقالوا : إنه مات, قال : أين ذهب ؟ قالوا : ذهب إلى المقبرة, فجاء إلى المقبرة يري الأبهة يريد الخدم والحشم, فلما دخل لم يجد إلا حفار القبور, قال : أين الحاكم الفلاني ؟ قال : الحاكم الفلاني هذا, قال: يا ويله, ثم قال : وهذا الذي بجواره ما هو ؟ قال : هذه امرأة عجوز ناقصة عقل مشهورة في السوق, وكان قبرها مرشوشاً إذ إنها قد دفنت قريباً, وقبر الحاكم يابس, قال : يا ويله هذه تسقى ماء وهذا لا يسقى ماء, وجلس يتعجب, فقال له حفار القبور : هذا الأمر كما رأيت.
فهذا هو العدل رجل حاكم لا يُدخل عليه إلا باستئذان وامرأة ناقصة العقل هما سواء.
 
إحراجُ الناس بالأقسام عليهم
قال الشيخ رحمه الله: يُذكر أن أعرابياً نزل بشخص كريم فقدم له..
القهوة فشرب الأعرابي كفايته وقال لصاحب البيت: كَفَى فتكرم صاحب البيت وأَلحَّ عليه بالشُّرب فشرب الأعرابيُّ ثُم صبَّ له من القهوة مرات كثيرةً حتى قال الأعرابيُّ : لا أستطيع فحلف صاحب البيت على الأعرابيِّ وكان مع الأعرابيِّ عصا كبيرة فقال الأعرابيُّ: ما حملت هذه إلا من ضيم الرجال ثم ضرب المُضيف صاحب القهوة فهنا كيف كان الإحراج يُؤدِّي إلى مثل هذا العمل فلا ينبغي إحراجُ الناس بالأقسام عليهم.
 
فطنة قاض وفراسته
قال الشيخ رحمه الله: يوفق بعض القضاة إلى استخراج الحق عن طريق الاستدراج, إذا علم أن الحقَّ خلاف ما سمع, أما إذا لم يتبين له فيجب أن يقضي بنحو ما يسمع, وحدثني أحد الثقات عن بعض القضاة أن شخصين كان بينهما عقد مزارعة, أي : يعطيه الأرض يزرعها بسهمٍ, وكان العقد في أول الشتاء, والأمطار قليلة, وفي مثل هذا الحال يكون نصيب مالك الأرض قليلاً لأن المُزارع سوف يعملُ كثيراً في السقي, وأراد الله فنزل المطر وارتفعت الأسهم, فعاد المالك إلى المزارع, وطلب منه زيادة حصته عما كانت في العقد, فرفض المُزارع محتجاً بالعقد فقال له المالك : وهل عندك شهود على هذا العقد؟ فقال المزارع : ليس معي شهود, ولكن بيني وبينك الله, وترافعا إلى القضاء, وكان القاضي ذا فراسة وعلمٍ بأحوال الناس, وعرف أن الحق مع المُزارع, فأدلى كلُّ واحدٍ منهما بحجته, وكان هذا القاضي يعرف أن هذه الأرض موقوفة, فقال القاضي للمزارع : إن هذا الرجل ناظر عن الوقف, والناظر يجب عليه أن يتبع الأصلح, وما دام العقد الذي بينكما كان في زمن الرخص, وزادت الأسهم الآن فهو يريد الأحظ للوقف, حتى لو تم العقد بينكما, لأنها أمانة, ثم قال لصاحب الأرض : فما تقول ؟ فقال مباشرة : صحيح يا شيخ, جزاك الله خيراً, فقال القاضي : إذن الأرضُ للمزارع, وهكذا استدرجه القاضي حتى أقرَّ بأنه عقد لكن زادت الأسهم فتراجع....ولذا فإن القضاء يحتاج إلى فراسة, وفطنة.
قال جامعه: وممن عُرف بالفطنة في القضاء من العلماء المتأخرين سماحة الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد, رحمه الله, ينظر: تاج القضاة في عصره سماحة الشيخ عبدالله بن حميد, للدكتور سليمان العثيم.
 
أكل التمر الذي في الزنبيل ولم يشبع
قال الشيخ رحمه الله: القاعدة ( كلُّ من أخذ المال بغير حقه فإنه يُبتلى بالشُّحِّ كالذي يأكل ولا يشبع, لا ينفعه أكله, ولقد حدثنا أكابرنا سنّاً أنه أتى على أهل نجد زمان يسمى سنة الجوع, يأكل الإنسان الأكل الكثير الذي لا يأكله الجمل, بل أكثر مما يأكل الجمل نفسه, بالليل والنهار, ولكن لا يشبع أحداً, سبحان الله!
 
وحدثونا عن رجل كان عنده عُمَّال, ونزل إلى البلد, واشترى لهم تمراً, في زنبيل كبير, وحمله على رأسه...
من البلد إلى بستانه ليعطي العمال, وبدأ يمشي ويأكل, ومع أنه قد أفطر في الصباح, فلما وصل إلى بستانه إذا التمر قد انتهى وهو لم يشبع, فتحير ماذا يصنع في العمال؟ يُقال: إنه جعل الزنبيل عند الماشية من أجل أنه إذا قالوا: هات الغذاء, قال تأويلاً: أكلته الماشية.
 
النمل يفهم ما يقوله لهُ الإنسان
قال الشيخ رحمه الله: أخبرني بعض الطلاب من دولة مجاورة لنا أن بعض الإخوة يأتي إلى بيت النمل ويكلمه يقول: أسألكم بالله أن تخرجوا ويعطيهم زاداً ويقرأ بعض آيات من سورة النمل يقول: فيخرج النمل من مزرعته.
وأيضاً مما أخبرني به قال : إنه كان عندنا في مسجد الحي عند باب المسجد نمل كثير, وهذا المسجد في دولة فيها صوفية فجاء أحد الإخوان المستقيمين من أهل السنة, وقال للنمل : أسألكم بالله أن تخرجوا من هذا المكان, قال : فجئنا في اليوم الثاني فلم نجد النمل وكان مؤذن المسجد صوفياً فلما رأى رحيل النمل قال لهذا الأخ: أنت ولي, وسمعنا أن بعض الإخوان كان يجلس على كرسي صغير, ثم يقرأ آيات من القرآن فيرحل النمل عن بيته - الله أكبر - وهذا يدل على أن يفهم, وقصة سليمان دليل واضح على أنه يفهم.
 
معرفة الإبل مورد الماء
قال الشيخ رحمه الله: الإبل...
تشرب الماء وتروي, ثم تبقى تأخذ خمسة أيام في أيام الصيف مع أن أشعة الشمس متسلطة عليها, وتأكل ترم حتى من اليابس, ويكفيها ما بطنها من الماء....وليس أدلَّ منها على الماء, فهي تدل الماء, ويذكرون قصصاً كثيرة, أنه إذا ضاع الناس تركوا الإبل على هواها, ثم لا يدرون إلا وقد أوقفتهم على الماء, وهذا صحيح, والقصة المشهورة من أهل بلد ذهبوا وضاعوا في صحراء الدهناء, ولحقهم العطش, فأحدهم ألهمه الله عز وجل فربط نفسه على رحل البعير وتركه, وإخوانه الآخرون لم ينتبهوا لهذا, أو كانوا في طريق ثان, المهم أنهم لم يربطوا أنفسهم, فصار الواحد منهم يغمى عليه فيسقط ويموت, ومات نحو ثلاثة عشر رجلاً, وهذا الرجل بقي مغمى عليه لا يدري, ومشت الإبل حتى أناخت عند المورد, وإذا عنده أناس يسقون, فأدركوا هذا الرجل, فقال لهم: أدركوا أصحابي إنهم ورائي, فذهبوا إليهم فوجدوهم قد ماتوا, الشاهد من هذا أن الإبل دلت الماء.
 
الفحل من الإبل من أكثر الحيوانات حقداً
قال الشيخ رحمه الله: الفحل الإبل عضُّه شديد, فهو من أكثر الحيوانات حقداً, ولا ينسى حقده أبداً, وقد ذُكر لنا أن رجلاً كان في أحد أسواق الغنم والإبل, وكان مع الناس واقفاً ليشتري بعيراً, فإذا بجمل جاء مُنصباً إلى دماغ هذا الرجل فأمسكه بفمه, وضرب به الأرض, وبرك عليه, لولا أن الله تعالى يسّر أن تكون عادة الناس الذين يبتاعون الإبل ويشترونها يكون معهم عصي شديدة, فضربوا بها هذا الجمل حتى مات, وإلا لمات الرجل, فسئل الرجل عن السبب, قال : في مرة من المرات أراد هذا الجمل ناقة فمنعته عنها, فجعل هذا الجمل الحقد في قلبه حتى وجده.
 
من لطف الله
قال الشيخ رحمه الله: من أسماء الله اللطيف, واللطيف له معنيان : المعنى الأول: اللطف بالعبد وهو إدراك أسراره وأحواله المعنى الثاني اللطف للعبد وهو أنه سبحانه وتعالى يُقدِّرُ له ما به تتيسرُ الأمور ويحصل المطلوب إما بجلب المحبوب أو بدفع المكروه...كم من إنسان حصل عليه حادث عظيم عظيم عظيم وإذا بالله ينجِّيه تجدُ في الطرقات حوادث سيارات لا تُصدِّقُ أن أحد ينجو منها ثُمَّ تُحدَّثُ أن أصحابها قد نجوا...
أحياناً يردُ شيءً من أسباب النجاة لا يخطر على البال حدثنا من نثق به ولا بأس بالحديث في هذا يقول: التقت سيارة صغيرة وسيارة نقل كبير وكانت الكارثة, طبعاً السيارة الكبيرة عجنت الصغيرة, فلما حصلت الصدمة انفتح الباب الذي عند السائق والسائق بدون اختيار طار وإذا هو بعيد عن الخط فَسَلِمَ لا شك أن هذا من لطف الله أنه جاءت الأمور الصعبة لا تدري إلا والله قد لطف بك.
 

مؤذن أعمى يؤذن للفجر على الرائحة
قال الشيخ رحمه الله: حدثني رجل: أنه كان في بلدهم مُؤذن أعمى, يعرف طُلُوع الفجر برائحته, نعم برائحته بدون أن يشاهد, فإذا شم رائحته قام فأذن, فإذا طالع الناس الفجر وجدوه قد طلع,...
وقد سمعتُ, أو قرأتُ في بعض الكتب الطبية, أنه يندفع مع طلوع الفجر غازات أو شيء يشبه الغازات, ولهذا حثوا على أن تفتح نوافذ المنازل عند طلوع الفجر, لتدخل هذه الغازات التي توجب الحياة, فالله على كل شيءٍ قدير, لكن سبحان الله الذي أعطى هذا الرجل الأعمى هذه القوة, لكنه يمكن مع الممارسة وأنه إذا قرب طُلُوع الفجر جلس ينتظره فيعرف وقته بالعادة والممارسة.
 
لا يستطيع إكمال الأذان من البكاء
قال الشيخ رحمه الله: البكَّاء أي : كثير البكاء والناس في هذا الوصف يختلفون فمنهم من يكون كثير البكاء بحيث لو ذكر عنده أدنى شيء بكى وأنا أذكر مؤذناً رحمه الله عندنا إذا قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله بكى, ولا استطاع أن يكمل الأذان وبعض الناس يكون عكس ذلك فيكون قليل البكاء حتى لو وجدت المواعظ لا يبكي ولا شك أن البُكاء دليل على لين القلب في الغالب.


الجواب العجيب
قال الشيخ رحمه الله: ابن عقيل رحمه الله, من مشاهير أصحاب الإمام أحمد...
كان له أبناء, أكبرهم عقيل, طالب علم, وأبوه يعقدُ عليه آمالاً, توفى وحزن عليه أبوه, وكانوا في المقبرة, فقام رجل في الناس, ﴿ يا أيها العزيز إن له أباً شيخاً كبيراً فخُذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين ﴾ [يوسف:78] يريد هذا القائل أن يفدى عقيلاً بنفسه.
فبكى كُلُّ الذين في المقبرة, فقال ابن عقيل: " إن القرآن لتسكين الأحزان, لا لتهيج الأحزان" انظر كيف الجواب العجيب؟!
نأخذ من هذا أن أولئك الذين يأتون للعزاء, ويُهيِّجون أهل الميت, أنهم ليسوا على صواب, لأن المقصود بالعزاء تقويةُ الإنسان على تحمُّل المصائب, لا أن يُهيِّج الحزن, ويُبقي الإنسان دائماً في همًّ وحزن.
 
زوج ابنته على صداق ريال
قال الشيخ رحمه الله: أهيبُ بإخواني..أن تكون لديهم العزيمة والشجاعة في تقليل المهور ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً لأن ذلك أعظم بركة في النكاح, وإني أقصُّ عليكم قصة جرت على يديَّ, عقدتُ عقد النكاح لرجلٍ, فلما قرأت خطبة النكاح, قلتُ لأبي المرأة : زوِّج الرجل, فقال : زوجتُك ابنتي على صداق ريال ! فكنتُ أظن أن هذا مما يقوله العامة من قبل, حيث يرسلُ الزوج للزوجة حِمل سيارة ودراهم, ثم عند العقد يقول أبو الزوجة : زوجتُك ابنتي على ريال, والمهر حقيقة هو حِمل سيارة ومعه دراهم أيضاً...فقلتُ له : هذا لا أصل له, فالصداق ما دفعه الزوج, ولا يصح أن نقول : زوجتُك ابنتي على صداق ريال, لا قدر الله إلا الخير, فلو مات الزوج مثلاً في هذا الحال لم تستحق هذه الزوجة عليه إلا ريالاً واحداً, والباقي يُردُّ للزوج, لو طلقها قبل الدخول فلا تستحق الزوجة إلا نصف المهر, أي : نصف ريال, ونصف ريال يرجع للزوج وكذلك حمل السيارة يرجعُ إليه.
فقلت له: هذا لا أصل له, قال : والله ما أخذتُ منه مهراً إلا هذا الريال, ! فشكرته على ذلك, وقلت : الآن قل : زوجتُك ابنتي على مهر ريال.
ثم قلت له: الرجل يحتاج إلى غرفة نوم, وفراش, قال : هذا كلُّه تبرع مني, فقلت : جزآك الله خيراً, هؤلاء أناس فُضلاء طيبة نفوسهم, ليت الناس يسلكون هذا المسلك, لكن نسأل الله السلامة, الآن كما نسمع, مهور كثيرة مُشغلة للذمة, مقلقة للراحة, موجبة للغمِّ والهم.
 
تزوجت برجل مشلول تحتسب الأجر عند الله
قال الشيخ رحمه الله: هناك فتاة أعرفُ عنها, أنها تزوجت برجل مشلولٍ, وهي امرأة شابة, فقيل لها في ذلك, قالت : إني أحتسب الأجر عند الله في خدمة هذا الرجل المشلول, فربما تختار المرأة رجلاً كبيراً, من أجل أن تخدمه ابتغاء وجه الله عز وجل.
 
أبلغوا أبي أن بيني وبينه الفصل يوم القيامة
قال الشيخ رحمه الله: لقد حدثني بعض الناس عن امرأة كان أبوها يرُدَّ عنها الخُطاب, فأصيبت بمرضٍ, وحضر أجلها, وكان عندها نساء, فقالت لهن : أبلغن أبي السلام, وقلن له: إن بيني وبينه الفصل يوم القيامة, حيث منعني مما أشتهي, حتى أدركني الموت, وأنا لم أتمتع بما أباح الله لي من الأزواج, أبلغن أبي بأن لي معه موقفاً يوم القيامة.
من يطيق هذا؟! إن على الأولياء أن يتقوا الله فيمن ولاهم الله عليهن, وإذا خطب الخاطب الكُفءُ فليستأذنوا منهم ويقولوا لهن: خطبكن فلان ابن فلان, ويذكروا لهن ما فيه من أخلاقٍ وصفات وديانةٍ وأموالٍ, لتقبل المخطوبة على بصيرة.

 
التعبير له أثر على النفس
قال الشيخ رحمه الله: قال عز وجل: ﴿ وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس علم فلا تطعهما ﴾ [سورة لقمان :15] تأمل قوله تعالى ﴿ فلا تطعهما ﴾ ولم يقل : فلا تبرهما, ولم يقل أيضاً فاعصهما, لأن كلمة ﴿ فلا تطعهما ﴾ أهون في النفس من كلمة فاعصهما, ويُذكر أنَّ أحد الملوك رأي في المنام أن أسنانه قد سقطت, فقل : ادعوا لي مُعبِّراً يُعبِّر هذه الرؤيا, فجاءوا برجل لِيعبرها فقصَّ عليه الرؤيا, فقال : يموت أهلك, فلما قال: يموت أهلك فزع الملك وهلع وقال: اجلدوه فجلدوه وانصرف, قال أعطوني غيره فجاءوا برجل آخر فقص عليه الرؤيا فقال : الملك يكون أطول أهله عُمُراً فأكرمه وأسبغ عليه النعم ومعنى ذلك مُتقارب فإذا كان أطولهم عمراً فمعناه أنهم يموتون قبله
وقال: ينبغي للإنسان إذا أراد أن يعبر أن يختار أجزل العبارات وأسهلها وأحبها إلى النفوس.
 
الملائكة تنزلت بنور لهذا الميت
قال الشيخ رحمه الله: روح المؤمن إذا بشرت بهذا خرجت من البدن بسهولة لأنها ستفارق المألوف لكن إلى ما هو خير منه فيسهل عليها أن تخرج بخلاف روح الكافر والعياذ بالله فإنها إذا بُشِّرت بالنار تفرقت في البدن فتؤخذ منه بشدة ولهذا يشاهدُ بعضُ الأموات حسِّياً استنارة وجهه.
وحدثني شخص وهو ثقة لاسيما في هذا القول وقد حضر جنازة رجل مُحتضر أعرفه من عباد الله الصالحين ومن طلبة العلم يقول إنه في غرفة بالمستشفى فإذا بنور قد ملأ الغرفة ولا أستطيع أن أصفه لأنه شيء عظيم..
فبدأ الموت بهذا الرجل سبحان الله هذا يدلُّ على أن الملائكة تنزلت بنور لهذا الميت وهذا شيء أنا أشهدُ به عليه وأنا أعرفُ حال المشهود له بأنه رجل حرِي بذلك.
 
الوجه أسود مثل الفحم والبدن طبيعي
قال الشيخ رحمه الله: الجنة يدركها الإنسان قبل أن يموت, فإذا حضر الأجلُ ودعت الملائكة النفس للخروج وقالت : اخرُجي أيتها النفسُ المطمئنةُ إلى رضوان الله, وتُبشرُ النفس بالجنة, قال الله تعالى : ﴿  الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ﴾ [النحل:32] يقولونه حين الوفاة,  ﴿ ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ﴾  [النحل:32] فيُبشر بالجنة, فتخرُجُ رُوحُه راضية مُتيسرة سهلة.
 
ولهذا لما حدث النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (من أحب لقاء الله أحبَّ اللهُ لقاءهُ, ومن كره لقاء الله, كرِه الله لقاءه) قالت عائشة : يا رسول الله, كُلنُّا يكره الموت, قال : (ليس الأمر كذلك) فكلنا يكره الموت, وهذه طبيعة, ولكن المؤمن إذا بُشر بما يُبشر به عند الموت أحبَّ لقاء الله, وسهُل عليه, وأن الكافر إذا بُشِّر بما يسوءه - والعياذ بالله- عند الموت كره لقاء الله, وهربت نفسه, وتفرقت في جسده, حتى ينتزعها منه كما يُنتزعُ السفُّود من الشعر المبلول, والشعر المبلول إذا جُرَّ عليه السفُّود - وهو معروف عند الغزالين - يكادُ يُمزقُهُ من شدة سحبه عليه.
 
وهكذا روح الكافر - والعياذ بالله - تتفرق في جسده, لأنها نُبشِّرُ بالعذاب فتخاف, ولهذا يوجد بعضُ الناس - والعياذ بالله - يُسوَّدُ وجهُهُ, ولونه في الحياة أحمر.
 
وحدثني من أثقُ به - وأقسم لي أكثر من مرة  - وهو ممن يباشرون تغسيل الموتى, يقول : والله مرَّت عليَّ حالتان لا أنساهما أبداً, غسلت اثنين بينهما زمن, يقول: الوجه أسود مثل الفحم - والعياذ بالله - والبدنُ طبيعي, لأنه يُبشر بما يسوءه, والإنسان إذا بُشِّر بما يسُوءه تغير.
قال جامعه: اللهم اختم لنا ولجميع إخواننا المسلمين بخبر, يا كريم يا رحمن.
 
كتب الشيخ رحمه الله التي تم الرجوع إليها:
تفسير سورة النساء
تفسير سورة الأنعام
تفسير سورة النور
تفسير سورة القصص
تفسير سورة النمل
تفسير سورة لقمان
تفسير سورة الشورى
شرح أصول في التفسير
التعليق على صحيح مسلم
التعليق على المنتقي من أخبار المصطفى عليه السلام
فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام
شرح عمدة الأحكام للمقدسي
شرح رياض الصالحين
شرح اقتضاء الصراط المستقيم
القول المفيد على كتاب التوحيد
شرح الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية
التعليق على السياسة الشرعية
الشرح الممتع على زاد المستقنع
مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ/ جمع وترتيب الشيخ فهد السليمان
فتاوى في الصلاة والجنائز
اللقاءات الشهرية
لقاءات الباب المفتوح
سؤال على الهاتف

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١