أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : خطوات علاجية للتخلص من نوبات القلق الاجتماعي المتمثل في الخوف من قراءة القرآن أمام الآخرين

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أعاني من توتر شديد ورعشة، واضطراب وتلعثم، ورجفة في الصوت عندما أقرأ القرآن في دار التحفيظ، مما جعلني أترك العلم، وقد أحسست بهذه الحالة منذ سنتين، فهل هناك علاج لحالتي؟

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن هذا التوتر الشديد والرعشة والاضطراب والتلعثم، والرجفة التي تحسين بها، ناتجة من حالة بسيطة تعرف بالقلق الاجتماعي، ويعتبر قلقك هذا قلقاً ظرفياً، أي في ظرف ووقت محدد، وهو حين تذهبين إلى مراكز تحفيظ القرآن.

الذي أود أن أؤكده لك أن الرعشة والشعور بالتلعثم كمتغيرات فسيولوجية تحدث الكثير من المبالغة في إحساس الإنسان بها، نعم.. قد يكون هنالك شيء من الرعشة، ولكن ليس بالصورة التي تتصورينها، وهذا الكلام أُثبت وبصورة قطعية عن طريق الكثير من الملاحظات المباشرة لمن يعانون من هذه الحالة، إذن فتصحيح المفاهيم يعتبر أمراً مهماً.

ثانياً: أود أن أؤكد لك أن الآخرين لا يقومون بملاحظتك، ومن المهم جدّاً أن تعرفي وتتأملي وتتفكري أنك في محيط يجب أن يبعث على الطمأنينة، فأنت في دار التحفيظ، والقرآن من أعظم أنواع الذكر، وبذكر الله تطمئن القلوب، لذا نستطيع أن نقول أن هنالك تنافر كامل ما بين الخوف وما بين هذا الوضع الذي يجب أن يؤدي إلى السكينة وإلى الاطمئنان، فقط المطلوب منك هو تغيير مفاهيمك السلبية ومخاطبة ذاتك بصورة واضحة ووجدانية وبشيء من التركيز، قولي لنفسك: (ما الذي يجعلني أخاف؟ ما الذي يجعلني أضطرب؟ أنا في مكان يجب أن يكون مصدر طمأنينة بالنسبة لي، وأنت تلتقين بالنساء الصالحات والطيبات).

أود أن أؤكد لك أن المواجهة هي من أفضل سبل العلاج، والتجنب هو أسوأ ما يمكن أن يؤدي إلى تعقيد الخوف الاجتماعي البسيط الذي تعانين منه وربما يولّد مخاوف أخرى، وأنا لا أريد أن أسبب لك أي نوع من القلق، ولكني حقيقة أريدك أن تذهبي فوراً لمواصلة دروس التحفيظ، وإن شاء الله تعالى سوف أصف لك دواء سوف يفيدك وينفعك كثيراً لمقاومة هذا الخوف.

الدواء يعرف تجارياً باسم (لسترال Lustral) ويعرف تجارياً أيضاً باسم (زولفت Zoloft) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline) أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة حبة واحدة، تناوليها ليلاً بعد الأكل ولمدة شهر، بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبتين ليلاً، واستمري على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم إلى حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

وحتى نتغلب على الأعراض الفسيولوجية من تلعثم ورعشة يمكن أن نضيف دواء آخر بسيط جدّاً يعرف تجارياً باسم (إندرال Iinderal) ويعرف علمياً باسم (بروبرانلول Propranlol) والجرعة المطلوبة هي عشرة مليجرام صباحاً وعشرة مليجرام مساءً، ويمكنك الاستمرار على هذه الجرعة لمدة شهرين، ثم خفضيها إلى عشرة مليجرام صباحاً لمدة شهر، ثم يتم التوقف عنها.

إذن فالزولفت هو العلاج الرئيسي، والإندرال هو العلاج المساعد، وكلها أدوية فاعلة وممتازة، وأسأل الله تعالى أن يجعلها وسيلة للفعالية والشفاء.

هنالك أيضاً تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، أريدك أن تكوني حريصة جدّاً على تطبيقها، ويمكنك أن تحصلي على كتيب أو شريط يوضح كيفية القيام بهذه التمارين، كما أنه توجد الكثير من المواقع على شبكة الإنترنت التي توضح كيفية التدرب على تمارين الاسترخاء.

أريدك أن تذهبي من الآن إلى دار التحفيظ، وغيري هذا الفكر السلبي واستبدليه بفكر إيجابي، وسوف تجدين أن الأمر كان أبسط مما تتصورين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأسأل الله لك العافية والشفاء، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2388 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1731 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3648 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ
كيف أمارس حياتي بشكل طبيعي وأتخلص من الأمراض؟ 1562 الخميس 16-07-2020 06:08 صـ
لا أشعر بالسعادة وأكره لقاء الناس، أرجو تشخيص الحالة. 1904 الأربعاء 15-07-2020 03:33 صـ