أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : عدم الثقة في النفس والخوف من مواجهة الناس في تجمعاتهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكل عام والجميع بخير.
سؤالي هو: أنا أعاني من عدم الثقة في نفسي، والخوف من مواجهة الناس في التجمعات العائلية مع الأقارب، ويصيبني ارتباك إذا سمعت عن مناسبة مثل زواج، وأفكر في هم المجيء إليها، وإذا تكلمت مع أحد لا أقدر على تجميع الكلمات، ومن الممكن أقول كلمة وأنا أقصد كلمة أخرى، فأنا مهموم ومحبط، ساعدوني أرجوكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن حالتك بسيطة جدّاً، فأنت تعاني مما يعرف بقلق الرهاب، ولكنه من درجة بسيطة، وقلق الرهاب الاجتماعي، أي أن الإنسان يحس بعدم الارتياح ويفتقد الثقة في نفسه حين يكون في وضع اجتماعي قد يتطلب بعض المواجهات خاصة في أوقات التجمعات.
الذي أود أن أؤكده لك، أن ما يأتيك من أعراض وتحس به من ارتباك وخوف، ليس في حقيقته بالصورة التي تتصورها وليس في حجمه الحقيقي، فإن هنالك مبالغة في المشاعر، وهذا يعرف تماماً عن الخوف الاجتماعي، فما يأتيك من شعور بالارتباك ليس كما تتصور، وأنا أؤكد لك تماماً أن الناس لا يقومون بمراقبتك ولا يلاحظون عليك ما اعتبرته أنت ارتباكاً، هذا شعور داخلي تزيد منه التغيرات الفسيولوجية التي تنتج من إفراز مادة تسمى بـ (أدرانالين) هذه تفرز في حالات القلق وتؤدي إلى تسارع في ضربات القلب وشيء من الرعشة وربما التعرق، وهذا يجعل الإنسان يحس بالخوف، وهذا الشرح مهم جدّاً؛ لأن الإنسان إذا أدرك ما به هذا يعتبر جزءاً كبيراً من حل المشكلة.
الشيء الآخر هو: أريدك أن تكون أكثر إقداماً ومواجهة، وأفضل مواجهة نبدأ بها دائماً في مثل حالتك هي أن تصلي الصلوات الخمس في المسجد وفي الصف الأول، هذا يعطيك ثقة عظيمة جدّاً في نفسك وفي مقدراتك، ربما تجد شيئاً من الخوف والمهابة في بداية الأمر، ولكن بعد ذلك سوف تأتيك طمأنينة كبيرة جدّاً إن شاء الله، واحرص أيضاً على حضور حلقات التلاوة، فيها خير ومنفعة كبيرة جدّاً وعلاج لهذا الخوف.
حاول أن تكثر من اطلاعك، اقرأ، نحن أمة اقرأ، ولكن بكل أسف كثيراً لا نطبق ذلك، إلمامك بالمعلومات ورفع مقدراتك الثقافية يعطيك القدرة على التحاور وعلى التواصل مع الناس، وليس من الضروري أن يكون الإنسان خريج إحدى الجامعات الكبرى، أبداً، بل كل من يستطيع أن يقرأ ويكتب يستطيع أن يتعلم وأن يوسع من مداركه وأن ينمي نفسه وشخصيته.. هذا مهم جدّاً.
مارس أي نوع من الرياضة مع زملائك وأصدقائك، فالرياضة الجماعية تقلل من الخوف والارتباك الاجتماعي.
وهنا أمر هام في حالتك أخي الكريم: أنت ذكرت في الوظيفة أنك لا تعمل، فأنا أعتقد أن العمل مهم، والعمل يعطي الإنسان قيمة حقيقية، والعمل علاج رئيسي للخوف والرهاب الاجتماعي، فابحث عن عمل، أي عمل، ولا تيأس ولا تتوقف أبداً، أريدك أن تعمل لأن العمل يعطيك الشعور بقيمة ذاتية إيجابية، وفي نفس الوقت يعالج هذا الخوف الاجتماعي، وبالطبع ما يأتيك من أرزاق من خلاله سوف يكون فيه نفع لك ولأسرتك.
الجزء الأخير في العلاج هو العلاج الدوائي، فإن هنالك أدوية ممتازة وفعالة ووجد أنها مفيدة جدّاً، وسأصف لك أدوية إن شاء الله لن تكون مكلفة بالنسبة لك، من الأدوية الجيدة دواء يعرف علمياً باسم (سيرترالين Sertraline) ويوجد تحت مسميات تجارية كثيرة، منها تجارياً باسم (زولفت Zoloft) ويسمى تجارياً أيضاً باسم (لسترال Lustral).
إذا أتى الدواء تحت هذا المسمى ربما يكون غالياً بعض الشيء، ولكن إذا أتى تحت مسمى تجاري آخر مثلاً في مصر يسمى بـ (مودابكس Moodapex) وسوف تجد إن شاء الله أن قيمته ليست مرتفعة.
عموماً تحصل على السيرترالين، وابدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة في اليوم، وقوة الحبة هي خمسون مليجراماً، استمر عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفض الجرعة إلى حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر واحد، ثم توقف عن تناوله، وبإذن الله تعالى سوف تجد فيه نفعاً وخيراً كبيراً جدّاً.
إذن خلاصة الأمر أنك تعاني من درجة بسيطة مما نسميه بالقلق أو الخوف الاجتماعي، وعلاجه الأساسي هو تحقير فكرة الخوف وإدراك معناه كما شرحناه لك والإصرار على المواجهة وتناول الدواء الذي وصفناه لك، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، ونحن نشكر لك ثقتك في إسلام ويب.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ | 2388 | الخميس 23-07-2020 06:16 صـ |
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ | 1731 | الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ |
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ | 3648 | الأحد 19-07-2020 09:33 مـ |
كيف أمارس حياتي بشكل طبيعي وأتخلص من الأمراض؟ | 1562 | الخميس 16-07-2020 06:08 صـ |
لا أشعر بالسعادة وأكره لقاء الناس، أرجو تشخيص الحالة. | 1904 | الأربعاء 15-07-2020 03:33 صـ |