أرشيف المقالات

لو ذاب أحد حياء لذابوا من الله تعالى حياء

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
لو ذابَ أحدٌ حياءً لذابوا من الله تعالى حياءً!
 
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾ [آل عمران: 180].
 
تأمل ذلك الوعيد الشديد الذي تنخلع له القلوب، وتطيش منه العقول، وتزيغ من هوله الأبصار، وترتعد منه الفرائص، إنه وعيد الملك الجبار، المنتقم القهار، لمن تجرأ على ذات الله تعالى!
 
وإذا كان بعض الناس إذا قال كلمة سوء في حق غيره فبلغته يكاد المسيء يذوب حياءً لما نقل عنه، ويود من قرارة نفسه لو أن الأرض قد ابتلعته، حياءً وخجلًا ممن بلغته عنه قالة السوء، وهو مثله مخلوق ضعيف، فكيف بالخالق العظيم، والرب الكريم!
 
فكيف بهؤلاء إذا وقفوا بين يدي الله تبارك وتعالى يوم القيامة، فقال لهم: أنتم الذين قلتم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ﴾؟
 
فياله من موقف، لو مات أحدٌ من الناس خجلًا لماتوا خجلًا، ولو ذابَ أحدٌ حياءً لذابوا من الله تعالى حياءً؛ كما يذوبُ الملحُ في الماءِ؛ ﴿ يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا﴾ [النساء: 42].
 
فكيف بهم وقد جمعوا من الخطايا العظام، والبلايا الطوام، ما تكاد السماوات يتفطرن منه، وتخر الجبال هدًا، فقد قتلوا أَنْبِيَاءَ اللهِ عليهم السلام بِغَيْرِ حَقٍّ، ﴿ وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ﴾.
 
فجمعوا بين التعدي على الرسل عليهم السلام، والتعدي على الله تعالى، فلا أسوء منهم يوم القيامة حالًا، ولا أقبح منهم في النار مآلًا؛ فيالبؤسهم ويالشقائهم إذا ألقوا في النار وقيل لهم: ﴿ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾!.

شارك الخبر

المرئيات-١