أرشيف المقالات

تفسير سورة " البقرة " للناشئين .. ( الآيات 26 : 61 )

مدة قراءة المادة : 17 دقائق .
2تفسير سورة "البقرة" للناشئين (الآيات 26 : 61)
معاني المفردات الآيات من (26) إلى (29) من سورة «البقرة»:
﴿متشابها﴾: متماثلاً في جنسه، مختلفًا في طعمه.
﴿أزواج مطهرة﴾: زوجات طاهرات من كل قذر ودنس حسي مثل الحيض والنفاس وغيرهما، ومعنوي كالقبائح والمنكرات.
﴿بعوضة﴾: حشرة معروفة كالذباب.
﴿فما فوقها﴾: ما هو أقل منها حجمًا.
﴿أنه الحق﴾: المثل هو الحق الثابت الذي لا يجوز إنكاره.
﴿الفاسقين﴾: الخارجين عن أمر الله.
﴿ينقضون﴾: يفسخون ولا يوفون.
﴿عهد الله﴾: العهد الموثق، والمقصود: التوحيد وعدم الشرك وتصديق الرسل.
﴿من بعد ميثاقه﴾: من بعد إحكامه وإلزام أنفسهم به.
﴿ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل﴾: يقطعون أرحامهم، فلا يصلون أقاربهم، ويقطعون موالاة المؤمنين أو ما بين الأنبياء من صلة الاجتماع على الحق، فيؤمنون ببعض الأنبياء ويكفرون ببعض.
﴿أمواتا﴾: قبل أن تخلقوا.
﴿فأحياكم﴾: وأنتم في أرحام أمهاتكم.
﴿يميتكم﴾: عند القضاء آجالكم.
﴿ثم يحييكم﴾: بعد الموت للبعث.
﴿ترجعون﴾: للحساب والجزاء.
﴿استوى﴾: استواء يليق بكماله وعظيم قدرته.
﴿فسواهن﴾: فأتمهن وقومهن وأحكمهن.
﴿عليم﴾: يحيط علمه بكل شيء من مخلوقاته.   مضمون الآيات الكريمة من (26) إلى (29) من سورة «البقرة»: 1- بين الله - تعالى - أنه لا يخشى أن يضرب أي مثل بأي شيء صغير أو كبير، حتى ولو كان بعوضة، مادام المثل يطابق حال من شبهوا به، فالمؤمنون يعلمون أنه كلام الرحمن وأنه الحق، وأما الكافرون فإنهم يستنكرونه.   2- تلفت الآيات الأنظار إلى قدرة الله، موبخة الكافرين منكرة عليهم كفرهم بالله الذي خلقهم من عدم، وأقامت الآيات الدليل على بعث الناس، وقدرة الله على ذلك، ثم توجهت إرادته إلى السماء فصيرهن سبع سموات محكمة البناء، وهو عالم بكل شيء، قادر على كل شيء.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة: 1- مقاومة استهزاء الكافرين والمنافقين بالقرآن وسخريتهم من ضرب الأمثلة فيه للناس، وهم بذلك يصدون عن الحق، ويعرضون أنفسهم لعذاب الله.   2- من علامات الفاسقين: نقض العهود، وقطع الأرحام، والإيمان ببعض الرسل والكفر ببعضهم.   3- إثبات قدرة الله على البعث، فهو الذي أوجدنا من عدم، فلا يعجز عن إحيائنا للحساب والجزاء، كما أنه - تعالى - خلق من أجل منافعنا كل ما في الأرض، كما خلق السموات وأحاط علمه بكل شيء.     معاني المفردات الآيات من (30) إلى (39) من سورة «البقرة»: ﴿خليفة﴾: يخلفني في تنفيذ أحكامي فيها، وهو آدم، أو قومًا يخلف بعضهم بعضًا، جيلاً بعد جيل.
﴿يسفك الدماء﴾: يريق الدماء عدونًا وظلمًا.
﴿نسبح بحمدك﴾: ننزهك عن كل سوء ونقص.
﴿نقدس لك﴾: نمجدك ونعظم أمرك.
﴿العليم﴾: الذي لا تخفى عليه خافية.
﴿الحكيم﴾: الذي لا يفعل إلا ما تقتضيه الحكمة.
﴿بأسمائهم﴾: بأسماء الأشياء والأشخاص.
﴿ما تبدون﴾: ما تظهرون.
﴿ما كنتم تكتمون﴾: ما تسرون وما تخفون.
﴿اسجدوا لآدم﴾: سجود تحية وتعظيم.
﴿إبليس﴾: اسم للشيطان.
﴿أبى﴾: امتنع.
﴿رغدا﴾: أكلاً واسعًا، أو هنيئًا لا تعب فيه ولا مشقة.
﴿فأزلهما﴾: فأبعدهما، أو أغواهما بالأكل من الشجرة المحرمة.
﴿مستقر﴾: قرار وأرزاق وآجال.
﴿إلى حين﴾: إلى وقت معين.   مضمون الآيات الكريمة من (30) إلى (39) من سورة «البقرة»: 1- تتحدث الآيات عن استخلاف آدم - عليه السلام - في الأرض، وحديث الله - تعالى - إلى ملائكته بهذا الأمر، وبيان الله لهم أنه يعلم مالا يعلمون، فقد أودع هذا الإنسان من الطاقات ما يستطيع أن يؤدي به رسالته في هذه الحياة.   2- وتشير الآيات إلى إكرام الله آدم حين أمر الملائكة بالسجود له، فأطاعوا إلا إبليس.   3- ثم كان إكرام الله لآدم وزوجه، حين أباح لهما الجنة يسكنان ويأكلان منها ما شاءا، وحذرهما من أن يقربا شجرة من أشجارها، امتحانًا لهما، ولكن الشيطان أوقعهما في الخطأ، زاعمًا أن تلك الشجرة هي شجرة الخلد والملك الذي لا يفنى، فأكلا منها فأخرجهما مما كانا فيه من النعيم وأمرهم الله جميعًا أن يهبطوا إلى الأرض، ولهم فيها قرار وأرزاق وآجال إلى وقت معين ثم تقوم القيامة، ويحاسب الخلق، فمن اهتدى بوحي الله فلا يخاف، ومن كفر فإن مصيره الخلود في النار.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة: 1- إكرام الله - تعالى - لآدم وذريته، وتفضيلهم على كثير من مخلوقاته.   2- الحسد والكبر من صفات إبليس - لعنه الله - فلا يجوز أن يتخلق بهما مؤمن بالله ورسوله.   3- الله - تعالى - يقبل التوبة من عباده، إذا ندموا وتابوا إليه.     معاني المفردات الآيات من (40) إلى (48) من سورة «البقرة»: ﴿إسرائيل﴾: يعقوب - عليه السلام -.
﴿فارهبون﴾: فخافوني في نقضكم العهد.
﴿بما أنزلت﴾: من القرآن العظيم.
﴿لما معكم﴾: من التوراة، في أمور التوحيد والنبوة.
﴿فاتقون﴾: فخافوني دون غيري.
﴿ولا تلبسوا﴾: لا تخلطوا أو لا تستروا.
﴿البر﴾: اسم جامع لأعمال الخير والطاعات.
﴿تنسون﴾: تتركون.
﴿الكتاب﴾: التوراة.
﴿لكبيرة﴾: شاقة، ثقيلة.
﴿الخاشعين﴾: المتواضعين الذين صفت نفوسهم لله.
﴿يظنون﴾: يعتقدون، ويعلمون.
﴿ملاقو ربهم﴾: سيلقون ربهم يوم البعث.
﴿فضلتكم﴾: فضلت آباءكم.
﴿على العالمين﴾: على عالمي زمانهم، بإرسال الرسل وإنزال الكتب، وجعلهم سادة وملوكًا.
﴿واتقوا يومًا﴾: وخافوا يوم الحساب والجزاء.
﴿لا تجزي نفس عن نفس شيئًا﴾: لا تؤدي نفس عن نفس أخرى شيئًا من الحقوق.
﴿عدل﴾: فدية.   مضمون الآيات الكريمة من (40) إلى (48) من سورة «البقرة»: 1- تُذكِّر الآيات اليهود بنعمة الله - تعالى - عليهم، ودعوتهم إلى الوفاء بعهودهم مع الله ليوفي بعهده معهم، وإلى تقواه وخشيته، تمهيدًا لدعوتهم إلى الإيمان بالقرآن الكريم، الذي جاء مصدقًا لما معهم من التوراة، كما تشير إلى تلبيسهم الحق بالباطل، ليشككوا الداخلين في الإسلام، ويأمرهم الله - تعالى - باعتناق الإسلام، وأن يقيموا شعائره، فيحافظوا على الصلاة، ويؤتوا الزكاة، مستعينين على تطويع نفوسهم بالصبر والصلاة.
وتنكر عليهم الآيات دعوتهم المشركين إلى الإيمان مع أنهم يرفضون الدخول في دين الله مسلمين.   2- كما تذكرهم الآيات بنعم الله التي أفاضها عليهم عبر تاريخهم الطويل، وتخوفهم باليوم الآخر الذي لا يجدون فيه نصيرًا ولا عاصمًا من عذاب الله.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة: 1- معرفة حقيقة اليهود ودوافعهم في الكيد للإسلام والمسلمين، وأنه لا عهد لهم ولا ميثاق.   2- أهمية الصلاة في الإسلام، وفضلها على سائر العبادات.   3- على من يدعو الناس إلى الخير والهدى أن يعمل به أولاً؛ ليكون قدوة بالعمل والسلوك.     معاني المفردات الآيات من (49) إلى (57) من سورة «البقرة»: ﴿نجيناكم﴾: أي نجينا آباءكم.
﴿من آل فرعون﴾: من بطش فرعون وجنوده الطاغين، والخطاب لأبناء بني إسرائيل المعاصرين للنبي - صلى الله عليه وسلم - (اليهود).
﴿يسومونكم﴾: يذيقونكم.
﴿سوء العذاب﴾: أشد العذاب وأفظعه.
﴿يستحيون نساءكم﴾: يستبقون بناتكم على قيد الحياة للخدمة.
﴿ بلاء ﴾: اختبار وامتحان بالنعم والنقم.
﴿فرقنا﴾: شققنا.
﴿واعدنا موسى﴾: وعدنا أن نعطيه التوراة بعد نجاة بني إسرائيل وإهلاك فرعون وقومه.
﴿اتخذتم العجل﴾: جعلتم العجل إلهًا معبودًا.
﴿من بعده﴾: من بعد غيبة موسى عنكم.
﴿الكتاب﴾: التوراة.
﴿والفرقان﴾: والشرع الفارق بين الحلال والحرام، وبين الحق والباطل.
﴿بارئكم﴾: خالقكم.
﴿فاقتلوا أنفسكم﴾: فليقتل البرئ منكم المجرم.
﴿جهرة﴾: عيانًا بالبصر.
﴿الصاعقة﴾: نار من السماء.
﴿بعثناكم﴾: أحييناكم.
﴿الغمام﴾: السحاب الأبيض الرقيق.
﴿المن﴾: مادة صمغية حلوة كالعسل.
﴿السلوى﴾: الطائر المعروف بـ«السُّمانى».   مضمون الآيات الكريمة من (49) إلى (57) من سورة «البقرة»: 1- تذكر الآيات بني إسرائيل بنعمة الله عليهم حين نجاهم من آل فرعون، وما فعله بهم حين فلق لهم البحر، فأنجاهم وأغرق آل فرعون الذين كانوا يريدون إهلاكهم.   2- وتذكر وعد الله لموسى أن يعطيه التوراة بعد أربعين ليلة، وتلوم بني إسرائيل الذين عبدوا العجل من بعده، ثم عفا الله عنهم من بعد ذلك كله لعلهم يشكرون ربهم.   3- وتذكر الآيات بموسى حين أنكر على قومه عبادتهم العجل، وطلب منهم التوبة إلى الله، وقتل أنفسهم بترك الشهوات، أو قتل الذين عبدوا العجل منهم، فذلك أفضل لهم عند خالقهم، ثم تذكر رفض بني إسرائيل الإيمان لموسى حتى يروا الله بأعينهم، فأنزل الله عليهم عذابًا من السماء يشاهدونه.   4- كما تذكرهم بأنهم حين كفروا بنعم الله عليهم قطعها الله عنهم جميعًا.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة: 1- تفضيل الآباء شرف للأبناء، فقد امتن الله على اليهود المعاصرين للنبي - صلى الله عليه وسلم - بتفضيل آبائهم السابقين على العالمين في زمانهم، بإرسال الرسل وإنزال الكتب، وجعلهم سادة وملوكًا.   2- الله - تعالى - عظيم المغفرة، واسع التوبة، يقبل توبة من رجع إليه وتاب.     معاني المفردات الآيات من (58) إلى (61) من سورة «البقرة»: ﴿القرية﴾: بيت المقدس.
رغدا: أكلاً هنيئًا لا تعب فيه.
﴿سجدا﴾: ساجدين لله شكرًا على خلاصكم من التيه.
﴿وقولوا حطة﴾: وقولوا: مسألتنا يا ربنا أن تحط عنَّا خطايانا.
﴿رجزا﴾: عذابًا وبلاء.
﴿بما كانوا يفسقون﴾: بسبب عصيانهم وخروجهم عن طاعة الله.
﴿استسقى﴾: استدعى أن يسقي قومه عندما عطشوا في التيه، فدعا لهم موسى بالسقيا.
﴿فانفجرت﴾: فانشقت وسالت بكثرة.
﴿مشربهم﴾: موضع شربهم.
﴿ولا تعثوا﴾: ولا تفسدوا.
﴿طعام واحد﴾: هو المن والسلوى.
﴿بقلها﴾: ما أنبتته الأرض من الخضر.
﴿قثائها﴾: الخيار.
﴿فومها﴾: الحنطة أو الثوم.
﴿أدنى﴾: أقرب منزلة وأقل مقدارًا.
﴿اهبطوا مصرًا﴾: بلدًا من البلاد أو مصر فرعون.
﴿ضربت عليهم﴾: ألصقت بهم.
﴿الذلة﴾: الصَّغَار والهوان.
﴿المسكنة﴾: فقر النفس وشحها.
﴿باؤوا بغضب﴾: رجعوا به مستحقين له.   مضمون الآيات الكريمة من (58) إلى (61) من سورة «البقرة»: 1- تستمر الآيات في تذكير اليهود بما فعله آباؤهم، حين أمرهم الله بدخول بيت المقدس، أو مدينة أريحا، بعد خروجهم من التيه، يسألون الله أن يغفر لهم ذنوبهم، ويعدهم بذلك وبحسن الجزاء.   2- لكن الذين ظلموا منهم بدلوا بالاستغفار وطلب العفو الانغماس في الشهوات والملذات، فعاقبهم الله.   3- ويذكرهم الله - سبحانه وتعالى - بما كان من آبائهم عندما عطشوا في التيه، وحذرهم من الإفساد في الأرض.   4- ثم يذكرهم بما قال آباؤهم لموسى - عليه السلام - من عدم استطاعتهم الاستمرار على طعام واحد وطلبهم رزقًا آخر مما تنبت الأرض، فتعجَّب موسى منهم، وطلب أن ينزلوا مصرًا من الأمصار ففيها ما يطلبون، ثم ما كان من مجازاة الله على تمردهم وعدم ثباتهم، وأن الله غضب عليهم لكفرهم وعدوانهم على رسل الله بالقتل، كما فعلوا بزكريا ويحيى - عليهما السلام.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة: 1- تمرد بني إسرائيل ومخالفتهم لأوامر الله، مما أنزل بهم أشد العقاب في الدنيا، وينتظرهم ما هو أشد منه في الآخرة.   2- أحب بنو إسرائيل حياة العبودية والمكر والغدر، وهذه هي طبيعتهم عبر التاريخ.



شارك الخبر

المرئيات-١