أرشيف المقالات

طرق الناس في الاستشارة

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
2طرق الناس في الاستشارة
 
جاء في كتاب: (أدب الدنيا والدين) لأبي الحسن الماوردي رحمه الله: فإذا استشار إنسان الجماعة، فقد اختلف أهل الرأي في اجتماعهم عليه وانفراد كل واحد منهم به.
 
فذهب بعضهم إلى أن الأوْلى اجتماعهم على الارتياء وإجالة الفكر، ليذكر كل واحد منهم ما قدحه خاطره وأنتجه فكره، حتى إذا كان فيه قدحٌ، عورض أو توجه عليه رَدٌّ، نوقض.
 
وذهب غيرهم إلى أن الأوْلى استسرار كل واحد بالمشورة، ليجيل كل واحد منهم فكره في الرأي، طمعاً في الحظوة بالصواب، فإنَّ القرائح إذا انفردت استكدها الفكر واستفرغها الاجتهاد.
 
هذان مذهبان لطريقة الناس في الاستشارة:
فالأول يفضِّل الاستشارة الجماعية لأسبابها، والثاني يفضِّل الاستشارة الفردية لظروفها.
بَيْدَ أن موضوع الاستشارة نفسه هو الذي يحدِّد الكيفية التي ينبغي الأخذ بها.
فإذا كان الموضوع يخص الجماعة أو يتصل بها، فالأوْلى أن تكون جماعية.
أما إذا كان موضوع الاستشارة شخصياً أو عائلياً أو أسرياً فالأفضل أن تكون الاستشارة فردية.
 
وإننا إذا تأملنا أمثلة الشورى في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وفي حياة صحابته وسلفنا الصالح، وجدناها تتسع لتشمل كل أمر مهم في حياة الفرد والأمة.
 
ومن ثم فإن أوضح مجالات الاستشارة تتمثل فيما يلي:
1- الاستشارة في محيط الأسرة.
 
2- الاستشارة في طلب العلم، وهذا أمر مهم جداً، لأن طالب العلم ينبغي عليه أن يستشير ذوي الخبرة والفهم حول ماذا يقرأ وكيف يطلب العلم؟ وكيف يبدأ ومن هم الثقات من العلماء الذين يلجأ إليهم ويتلقى عنهم؟!
 
3- الشورى في كيفية تغيير المنكر، من حيث الطريقة السليمة التي تؤدي إلى تغيير المنكر، والتي لا تؤدي إلى حدوث منكر أكبر منه، أو لا تؤدي إلى فوات معروف أكبر من هذا المنكر؟
 
4- الشورى في أسلوب الدعوة إلى الله تعالى، من خلال: بمن يبدأ من الناس وكيفية البداية معهم، والأسلوب المناسب لهم في الدعوة؟..
إلخ.
 
إن المطلوب من الاستشارة أن تكون منهج حياة، حتى نكون أقرب إلى الصواب وأبعد عن الخطأ.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١