أرشيف المقالات

في رحاب الصوفية

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
8 تأليف الأستاذ أحمد الشرباصي للأستاذ أحمد عبد اللطيف بدر الكلام في الصوفية لغير الخاصة محتاج إلى براعة فائقة تقرب مدلولاتها للأذهان، وتدنى رموزها من القلوب.
ولقد أتخذ بعض (المتواكلين) كلمة (التصوف) سبيلا إلى المتاجرة بها على أسلوب من الزهادة المصنوعة، وجعل لها (طقوسا) يخدع بها الساذجين من العامة، حتى يسيروا في ركابه، ويتمسحوا بأعتابه! وقد عمد الأستاذ (الشراصي) إلى الوجازة المفيدة في تعريف الصوفية ليكشف الحقائق عن حقيقتها ليتعرفها من يعرفها مشوهة، ناقصة، ذات بريق خداع! واستهل صاحب الرسالة بحثه الخاطف بشطحات يحلل بها السلوك الصوفي على أسلوب من الترغيب، لكنه لم يتعرض إلى معنى كلمة (التصوف) بحسب ما أراده بأسلوبه المقرب، مع أن المقصود من إيراده كشف الغطاء عن تلك الكلمة التي يخدع الخادعون بها البسطاء! لم يكن المقصود من التأليف هذه العجالة العمق، والتخصص والإحاطة، لأنها ليست مرسلة للخاصة كما قلنا، لكنا نعتقد أن الحومان حول الكلمة ذاتها في استهلال البحث أدعى إلى المعرفة (الساذجة) من العرض الذي عرضه من دون تنبيه الأذهان! لا ننكر لباقيه حينما تعرض (للشطحات) وصورها بأسلوب السلس الدفاق، الملئ بالجاذبية، والوضاءة، والألمعية، لكنا لا زلنا عند رأينا في ضرورة الإفصاح عن مدلول كلمة (التصوف). بتغلغل في الريف جماعة لا هم لهم إلا اصطياد السذاجة في أحبولة الخداع؛ فيقع في شراكهم كثير من طالبي الحاجات يطلبون الخير والبركة، ويلتمسون العفو والمغفرة، ويأنسون إلى المخادعة والمنافقة! إن الإشارة إلى هؤلاء البغاة على الأيمان فقيدة في الرسالة الصغيرة، وكان حريا بالأستاذ الشرياصي - وهو القوي الأيمان - أن يصور بقلمه الثائر الجوانب التي يعيش فيها المرتزقة باسم التصوف، لكنه تغافل وجودهم اكتفاء باستعراضه الصور الوضيئة للمتصوفة. على أن هذه الرسالة - على صغرها - قد دعت إلى التمسك بأهداب الدين، والعمل وفق ما دعا إليه، ومحاربة حب الظهور، ومداواة العيوب، وملازمة الزهادة، والصبر على الشدائد، وآداب الدعاء، وطرق الاستجابة وكبت الشعور، والتكشف عن الذات العلية! لقد ساق هذه اللمحات في صفحات؛ فصورها بأسلوبه اللامع الذي يزيل عتمة القلوب! بور سعيد أحمد عبد اللطيف بدر

شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن