Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73


لما مات الحجاج بن يوسف كان محمد بن القاسم بالملتان، فأتاه خبر وفاته، فرجع إلى الرور والبغرور، وكان قد فتحهما، فأعطى الناس، ووجه إلى البيلمان جيشا فلم يقاتلوا وأعطوا الطاعة، وسأله أهل سرشت، وهي مغزى أهل البصرة، وأهلها يقطعون في البحر، ثم أتى محمد الكيرج فخرج إليه دوهر فقاتله فانهزم دوهر وهرب، وقيل: بل قتل.

ونزل أهل المدينة على حكم محمد فقتل وسبى.


هو أبو محمد الحجاج بن يوسف الثقفي، قائد أموي، داهية، سفاك، خطيب، ولد ونشأ في الطائف، وانتقل إلى الشام فلحق بروح بن زنباع نائب عبد الملك بن مروان فكان في عداد شرطته، ثم ما زال يظهر حتى قلده عبد الملك أمر عسكره, ثم أصبح واليا على العراق من قبل عبد الملك بن مروان، أصلح البلاد في العراق واعتنى بها، وازدهرت في عصره التجارة والصناعة، وكان معروفا بالظلم، وسفك الدماء، وانتقاص السلف، وتعدي حرمات الله بأدنى شبهة، وقد أطبق أهل العلم بالتاريخ والسير على أنه كان من أشد الناس ظلما، وأسرعهم للدم الحرام سفكا، ولم يحفظ حرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه، ولا وصيته في أهل العلم والفضل والصلاح من أتباع أصحابه.

وكان جبارا عنيدا.

قالت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها للحجاج: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا «أن في ثقيف كذابا ومبيرا».

فأما الكذاب فقد رأيناه -تعني المختار- وأما المبير فأنت هو.

والمبير: المهلك، الذي يسرف في إهلاك الناس.

نشأ الحجاج شابا لبيبا فصيحا بليغا حافظا للقرآن، وكان يكثر تلاوة القرآن، ويتجنب المحارم، ولم يشتهر عنه شيء من التلطخ بالفروج، وإن كان متسرعا في سفك الدماء، كان فيه سماحة بإعطاء المال لأهل القرآن، فكان يعطي على القرآن كثيرا، ولما مات لم يترك فيما قيل إلا ثلاثمائة درهم.

بلغ ما قتل الحجاج صبرا مائة ألف وعشرين ألف، قال عنه الذهبي: "نسبه ولا نحبه؛ بل نبغضه في الله؛ فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان, وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبه، وأمره إلى الله.

وله توحيد في الجملة، ونظراء من ظلمة الجبابرة والأمراء" لما حضرته الوفاة استخلف على الصلاة ابنه عبد الله، واستخلف على حرب الكوفة والبصرة يزيد بن أبي كبشة، وعلى خراجهما يزيد بن أبي مسلم، فأقرهما الوليد بعد موته، ولم يغير أحدا من عمال الحجاج.