Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
سار عقبة بن نافع بعد أن ولاه يزيد أفريقيا في عسكر عظيم حتى دخل مدينة باغاية وقد اجتمع بها خلق كثير من الروم، فقاتلوه قتالا شديدا وانهزموا عنه، وقتل فيهم قتلا ذريعا، وغنم منهم غنائم كثيرة، ودخل المنهزمون المدينة وحاصرهم عقبة.
ثم كره المقام عليهم فسار إلى بلاد الزاب، وهي بلاد واسعة فيها عدة مدن وقرى كثيرة، فقصد مدينتها العظمى واسمها أربة، فامتنع بها من هناك من الروم والنصارى، وهرب بعضهم إلى الجبال، فاقتتل المسلمون ومن بالمدينة من النصارى عدة دفعات، ثم انهزم النصارى وقتل كثير من فرسانهم، ورحل إلى تاهرت.
فلما بلغ الروم خبره استعانوا بالبربر فأجابوهم ونصروهم، فاجتمعوا في جمع كثير والتقوا واقتتلوا قتالا شديدا، واشتد الأمر على المسلمين لكثرة العدو، ثم إن الله تعالى نصرهم فانهزمت الروم والبربر وأخذهم السيف، وكثر فيهم القتل، وغنم المسلمون أموالهم وسلاحهم.
ثم سار حتى نزل على طنجة فلقيه بطريق من الروم اسمه يليان، فأهدى له هدية حسنة ونزل على حكمه، ثم سأله عن الأندلس فعظم الأمر عليه، فسأله عن البربر، فقال: هم كثيرون لا يعلم عددهم إلا الله، وهم بالسوس الأدنى، وهم كفار لم يدخلوا في النصرانية، ولهم بأس شديد.
فسار عقبة إليهم نحو السوس الأدنى، وهي مغرب طنجة، فانتهى إلى أوائل البربر، فلقوه في جمع كثير، فقتل فيهم قتلا ذريعا، وبعث خيله في كل مكان هربوا إليه، وسار هو حتى وصل إلى السوس الأقصى، وقد اجتمع له البربر في عالم لا يحصى، فلقيهم وقاتلهم وهزمهم، وقتل المسلمون فيهم حتى ملوا وغنموا منهم وسبوا سبيا كثيرا، وسار حتى بلغ ماليان ورأى البحر المحيط، فقال: يا رب، لولا هذا البحر لمضيت في البلاد مجاهدا في سبيلك.
ثم عاد فنفر الروم والبربر عن طريقه خوفا منه، فلما وصل إلى مدينة طبنة أمر أصحابه أن يتقدموا فوجا فوجا ثقة منه بما نال من العدو، وأنه لم يبق أحدا يخشاه، وسار إلى تهوذة لينظر إليها في نفر يسير، فلما رآه الروم في قلة طمعوا فيه، فأغلقوا باب الحصن وشتموه وقاتلوه وهو يدعوهم إلى الإسلام فلم يقبلوا منه.
لم يبايع الحسين بن علي رضي الله عنه ليزيد، وبقي في مكة هو وابن الزبير؛ ولكن أهل الكوفة راسلوا الحسين ليقدم عليهم ليبايعوه وينصروه فتكون له الخلافة، وكان على الكوفة عبيد الله بن زياد، فبعث الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل ليعلم له صدق أهل الكوفة، فقبض عليه ابن زياد وقتله، وتوالت الكتب من أهل الكوفة للحسين ليحضر إليهم حتى عزم على ذلك، فناصحه الكثير من الرجال والنساء منهم: ابن عمر، وأخوه محمد بن الحنفية، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري وعبد الله بن الزبير.
.
.
.
ألا يفعل، وأنهم سيخذلونه كما خذلوا أباه وأخاه من قبل؛ لكن قدر الله سابق فأبى إلا الذهاب إليهم، فخرج من مكة في ذي الحجة، ولما علم ابن زياد بمخرجه جهز له من يقابله، فلما قدم الحسين وقد كان وصله خبر موت مسلم وأخيه من الرضاع فقال للناس من أحب أن ينصرف فلينصرف، ليس عليه منا ذمام.
فتفرقوا يمينا وشمالا حتى بقي في أصحابه الذين جاؤوا معه من مكة، وقابلهم الحر بن يزيد من قبل ابن زياد ليحضر الحسين ومن معه إلى ابن زياد؛ ولكن الحسين أبى عليه ذلك، فلم يقتله الحر وظل يسايره حتى لا يدخل الكوفة، حتى كانوا قريبا من نينوى جاء كتاب ابن زياد إلى الحر أن ينزل الحسين بالعراء بغير ماء، ثم جاء جيش عمر بن سعد بن أبي وقاص كذلك للحسين، إما أن يبايع، وإما أن يرى ابن زياد فيه رأيه، وعرض الحسين عليهم إما أن يتركوه فيرجع من حيث أتى، أو يذهب إلى الشام فيضع يده في يد يزيد بن معاوية، وإما أن يسير إلى أي ثغر من ثغور المسلمين فيكون واحدا منهم، له ما لهم وعليه ما عليهم.
فلم يقبلوا منه شيئا من ذلك، وأرسل ابن زياد طائفة أخرى معها كتاب إلى عمر بن سعد أن ائت بهم أو قاتلهم، ثم لما كان اليوم العاشر من محرم التقى الصفان، وذكرهم الحسين مرة أخرى بكتبهم له بالقدوم فأنكروا ذلك، ووعظهم فأبوا فاقتتلوا قتالا شديدا، ومال الحر إلى الحسين وقاتل معه، وكان آخر من بقي من أصحاب الحسين سويد بن أبي المطاع الخثعمي، وكان أول من قتل من آل بني أبي طالب يومئذ علي الأكبر ابن الحسين، ومكث الحسين طويلا من النهار كلما انتهى إليه رجل من الناس رجع عنه وكره أن يتولى قتله وعظم إثمه عليه.
وكان أصحاب الحسين يدافعون عنه، ولما قتل أصحابه لم يجرؤ أحد على قتله، وكان جيش عمر بن سعد يتدافعون، ويخشى كل فرد أن يبوء بقتله، وتمنوا أن يستسلم؛ لكن شمر بن ذي الجوشن صاح في الجند: ويحكم، ماذا تنتظرون بالرجل! اقتلوه، ثكلتكم أمهاتكم.
وأمرهم بقتله, فحملوا عليه من كل جانب، وضربه زرعة بن شريك التميمي, ثم طعنه سنان بن أنس النخعي واحتز رأسه.
ويقال: إن الذي قتله عروة بن بطار التغلبي وزيد بن رقاد الجنبي.
ويقال: إن المتولي الإجهاز عليه شمر بن ذي الجوشن الضبي، وحمل رأسه إلى ابن زياد خولي بن يزيد الأصبحي.
ودفن الحسين رضي الله عنه وأصحابه أهل الغاضرية من بني أسد بعد قتلهم بيوم.
قال شيخ الإسلام في قتله رضي الله عنه: قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما يوم عاشوراء، قتلته الطائفة الظالمة الباغية، وأكرم الله الحسين بالشهادة، كما أكرم بها من أكرم من أهل بيته، أكرم بها حمزة وجعفرا، وأباه عليا، وغيرهم، وكانت شهادته مما رفع الله بها منزلته، وأعلى درجته، والمنازل العالية لا تنال إلا بالبلاء، قتلوه مظلوما شهيدا شهادة أكرمه الله بها، وألحقه بأهل بيته الطيبين الطاهرين، وأهان بها من ظلمه واعتدى عليه، وأوجب ذلك شرا بين الناس، فصارت طائفة جاهلة ظالمة: إما ملحدة منافقة، وإما ضالة غاوية، تظهر موالاته وموالاة أهل بيته، تتخذ يوم عاشوراء يوم مأتم وحزن ونياحة، وتظهر فيه شعار الجاهلية من لطم الخدود، وشق الجيوب، والتعزي بعزاء الجاهلية.
ومن كرامة الله للمؤمنين أن مصيبة الحسين وغيره إذا ذكرت بعد طول العهد يسترجع فيها، كما أمر الله ورسوله؛ ليعطى من الأجر مثل أجر المصاب يوم أصيب بها.
وإذا كان الله تعالى قد أمر بالصبر والاحتساب عند حدثان العهد بالمصيبة فكيف مع طول الزمان, فكان ما زينه الشيطان لأهل الضلال والغي من اتخاذ يوم عاشوراء مأتما، وما يصنعون فيه من الندب والنياحة، وإنشاد قصائد الحزن، ورواية الأخبار التي فيها كذب كثير -والصدق فيها ليس فيه إلا تجديد الحزن- والتعصب، وإثارة الشحناء والحرب، وإلقاء الفتن بين أهل الإسلام؛ والتوسل بذلك إلى سب السابقين الأولين، وكثرة الكذب والفتن في الدنيا، ولم يعرف طوائف الإسلام أكثر كذبا وفتنا ومعاونة للكفار على أهل الإسلام من هذه الطائفة الضالة الغاوية، فإنهم شر من الخوارج المارقين.