Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
لما نزل المسلمون المدائن اجتووها فشكوا ذلك, فكتب حذيفة إلى عمر: إن العرب قد رقت بطونها، وجفت أعضادها، وتغيرت ألوانها.
وكان مع سعد, فكتب عمر إلى سعد: أخبرني ما الذي غير ألوان العرب ولحومهم؟ فكتب إليه سعد: إن الذي غيرهم وخومة البلاد، وإن العرب لا يوافقها إلا ما وافق إبلها من البلدان.
فكتب إليه عمر: أن ابعث سلمان وحذيفة رائدين فليرتادا منزلا بريا بحريا ليس بيني وبينكم فيه بحر ولا جسر.
فأرسلهما سعد، فخرج سلمان حتى أتى الكوفة، وسار حذيفة في شرقي الفرات لا يرضى شيئا حتى أتى الكوفة، وكل رمل وحصباء مختلطين فهو كوفة، فأتيا عليها وفيها ثلاثة أديرة للنصارى، فأعجبتهما البقعة، فنزلا فصليا، ودعوا الله تعالى أن يجعلها منزل الثبات.
فلما رجعا إلى سعد بالخبر وقدم كتاب عمر إليه أيضا كتب سعد إلى القعقاع بن عمرو وعبد الله بن المعتم أن يستخلفا على جندهما ويحضرا عنده، ففعلا، فارتحل سعد من المدائن حتى نزل الكوفة في المحرم سنة سبع عشرة، وكان بين نزول الكوفة ووقعة القادسية سنة وشهران، وكان فيما بين قيام عمر واختطاط الكوفة ثلاث سنين وثمانية أشهر.
ولما نزلها سعد وكتب إلى عمر: إني قد نزلت بالكوفة منزلا فيما بين الحيرة والفرات بريا وبحريا، وخيرت المسلمين بينها وبين المدائن، فمن أعجبه المقام بالمدائن تركته فيها كالمسلحة.
ولما استقروا بها عرفوا أنفسهم، ورجع إليهم ما كانوا فقدوا من قوتهم، واستأذن أهل الكوفة في بنيان القصب.
بعد أن تغلب الهرمزان على منطقة الأهواز أصبح يغير على المناطق التي دانت للمسلمين، فسار إليه جيشان من المسلمين من الكوفة ومن البصرة فأجبروه على الصلح، ثم نقض الهرمزان الصلح فبرز له المسلمون ثانية ففر إلى تستر فحاصروه فيها فطلب الصلح ثانية، وكانت الأهواز قد فتحت ثم نقض الهرمزان الصلح ثانية، فسير إليه عمر بن الخطاب ثلاثة جيوش فهزم الهرمزان وفر إلى تستر، فلحقه المسلمون وحاصروه فيها ثانية فاضطروه للاستسلام بعد فتح البلدة عنوة، وأرسل الهرمزان إلى عمر بن الخطاب.
كان العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه والي البحرين، وكان يسابق سعد بن أبي وقاص في الفتح، فلما كتب الله النصر في القادسية، وكان له الصدى الواسع أحب العلاء أن يكون له النصر على فارس من جهته، فندب الناس إلى الجهاد، فاجتمع الجيش وعبروا البحر إلى فارس، ولكن كل ذلك دون إذن عمر بن الخطاب، واتجه العلاء إلى إصطخر وقاتلوا حتى انتصروا وفتحوها، ولكن الفرس قطعت طريقهم إلى سفنهم فبقوا محاصرين مما أدى إلى عزل العلاء، وطلب منه الالتحاق بسعد بن أبي وقاص وطلب من عتبة بن غزوان أن ينجد العلاء، فانتصر المسلمون ثم عادوا إلى البصرة.
لم يزد أبو بكر الصديق رضي الله عنه في عهده بالمسجد النبوي الشريف لانشغاله بحروب الردة، ولكن في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ضاق المسجد بالمصلين لكثرة الناس، فقام عمر بشراء الدور التي حول المسجد النبوي الشريف وأدخلها ضمن المسجد، وكانت توسعته من الجهة الشمالية والجنوبية والغربية.
فقد زاد من ناحية الغرب عشرين ذراعا، ومن الجهة الجنوبية "القبلة" عشرة أذرع، ومن الجهة الشمالية ثلاثين ذراعا.
ولم يزد من جهة الشرق لوجود حجرات أمهات المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين.
فأصبح طول المسجد 140 ذراعا من الشمال إلى الجنوب، و120 ذراعا من الشرق إلى الغرب.
وكان بناء عمر كبناء النبي صلى الله عليه وسلم، فكانت جدرانه من اللبن وأعمدته من جذوع النخيل، وسقفه من الجريد بارتفاع 11 ذراعا، وقد فرشه بالحصباء، والتي أحضرت من العقيق.
وجعل له سترة بارتفاع ذراعين أو ثلاثة، وتقدر هذه الزيادة بحوالي 3300 ذراعا مربعا، وجعل للمسجد 6 أبواب: اثنين من الجهة الشرقية، واثنين من الجهة الغربية، واثنين من الجهة الشمالية.
أرسل سعد بن أبي وقاص العساكر إلى الجزيرة، فخرج عياض بن غنم إليها وفي صحبته أبو موسى الأشعري, وعمر بن سعد بن أبي وقاص -وهو غلام صغير السن ليس إليه من الأمر شيء- وعثمان بن أبي العاص، فنزل الرها, فصالحه أهلها على الجزية, وصالحت حران على ذلك, ثم بعث أبا موسى الأشعري إلى نصيبين, وعمر بن سعد إلى رأس العين, وسار بنفسه إلى دارا, فافتتحت هذه البلدان، وبعث عثمان بن أبي العاص إلى أرمينية, فكان عندها شيء من قتال قتل فيه صفوان بن المعطل السلمي, ثم صالحهم عثمان بن أبي العاص على الجزية، على كل أهل بيت دينار.