Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73


دعمت فرنسا الموارنة في لبنان على حين دعمت إنكلترا الدروز، فاعتدى الدروز على الموارنة في عام 1257هـ ودخلوا دير القمر وارتكبوا أبشع الأعمال، وكرروا الاعتداء عام 1261هـ، فعزل الخليفة العثماني الأمير بشير الشهابي ووضع واليا عثمانيا مكانه، وحرم الجبل مما كان له من امتيازات، ولم تقبل الدول الأوربية بذلك فاضطر أن يعيد للجبل امتيازاته، وأن يعين قائمين درزي وآخر ماروني، وذلك في عام 1258هـ، ولكن الأمر لم يستقم لاختلاط الطوائف في القرى، فرأى الخليفة ضم شمال الجبل -أي منطقة الموارنة- إلى ولاية طرابلس، فاحتج الموارنة فأرسل من يدرس الموضوع ويقدم الحلول، فلم يفد ذلك شيئا، وأصر الدروز أن يبقى الموارنة تحت سلطانهم، وفضل الموارنة بعدئذ أن يتبعوا ولاية أخرى من أن يكونوا تحت سلطان الدروز، فاستحسن الخليفة الرأي.


كان الأمير ميترينخ وزير خارجية ومستشار النمسا، صاحب مشروع مبني على الواقع الموجود في لبنان، وقوامه الاعتراف بالحقيقة الطائفية في هذا البلد، إذا أريد التوصل إلى نظام حكم يكون مقبولا من الطرفين المتنازعين: الموارنة والدروز، على أن يكون ذلك في إطار من الاعتراف بالسيادة العثمانية.

فدعا المستشار النمساوي إلى تقسيم الجبل، بإنشاء وحدتين إداريتين؛ إحداهما درزية في نصفه الجنوبي، ويحكمها حاكم درزي.

والثانية مارونية تحت حاكم ماروني في النصف الشمالي من الجبل.

وقد حصل هذا المشروع على موافقة الدول الكبرى، وعد ذلك نصرا كبيرا للدبلوماسية الأوروبية على الباب العالي.


بعث عبد الله بن ثنيان قوة بقيادة عبد الله بن بتال المطيري لاحتلال الأحساء، فاستولى عليها، ثم عين عمر بن عفيصان أميرا على الأحساء وكلفه بالسير إلى القطيف فأخضعها، وهدم سور سيهات، وقبض على أميرها ابن عبد الرحيم، كما أشخص أمير القطيف علي بن غانم إلى نجد لمقابلة ابن ثنيان، فوجه إليه تهمة الخيانة العظمى بالتواطؤ مع آل خليفة، فسجنه وصادر أمواله وأملاكه، ثم عين أحمد السديري أميرا على القطيف، وكتب إلى ابن عفيصان بالرجوع إلى الأحساء، كما بعث قوة إلى ميناء العقير، فاستخلصه من أيدي آل خليفة، وكان أهل الأحساء قد رحبوا بحكم ابن ثنيان في البداية إلا أنهم سخطوا عليه أخيرا بسبب أعماله في القطيف.


في ليلة عشرين من رمضان أنزل الله من الغيث العظيم على نجد، فسالت منه الوديان، وضاقت من جور سيله الشعبان، وعم جميع الأوطان والبلدان حتى أشفقوا من الغرق، فتضرعوا إلى الله خوفا من الغرق، فكان هذا السيل رحمة من الله للعباد والبلدان، وإنقاذا من بعد السنين الشداد، فجرى به كل واد، وكان قد مضى على وادي سدير نحو أربع عشرة سنة ما عم بلدانه سيله، وغارت آباره وهلك كثير من نخله، فأخذ وادي منيخ أكثر من خمسة أيام وجرت الأودية كلها بسيل لم يعرف مثله منذ أعوام، ونزل على الوشم مسيل عظيم لم يعرف له نظير منذ ثلاثين سنة، حتى قيل: إن وادي بلد القرابين شال صخرة عظيمة في مجراه ولا يدري أحد أين رماها، وجرى وادي حنيفة وخرب العامر وخرب السيل في الفرع والخرج والجنوب، وجعل كل عامر دامرا، وعم الضراب والآكام، وابتهج به جميع الأنام، وهذه المنة الجسيمة كلها في هذه الليلة العظيمة، وذلك في الوسمي لسبع مضين من حلول الشمس برج العقرب، وكان الناس في غاية الضعف من قلة البذر وقلة العوامل والرجال بعد سنين القحط، والوقت الشديد والجدب المبيد، وغور الآبار، وموت النخيل والأشجار، حتى جلا أهل البلدان ولم يبق في كل بلد إلا عشر أهلها، وتتابعت المصائب عليها، وتشتت شملها وتفرقوا في الأقطار، وأكثرهم جلوا إلى البصرة وما حولها من الديار، ودام هذا الوقت كل سنة بزيادة شدة إلى أن مضت تسع سنين، فأنزل الله لهم هذه السنة هذا السيل العظيم البركة، فكانوا على أوفق التيسير في البذر والعوامل والمحترفين، وسخر الله الغني للفقير، والمستأجر للأجير، والمعير للمستعير، حتى لم يحتج حاجة أحد تلجئه إلى ترك الزرع، فضاقت كل بلد بزروع أهلها، وزرعوا وعرها وسهلها، وأعشبت الأرض من أوانها، وأربعت المواشي في وسط بلدانها وتزخرفت.