أرشيف الشعر العربي

سَلا ظاهرَ الأنفاسِ عن باطنِ الوَجدِ

سَلا ظاهرَ الأنفاسِ عن باطنِ الوَجدِ

مدة قراءة القصيدة : 4 دقائق .
سَلا ظاهرَ الأنفاسِ عن باطنِ الوَجدِ فان الذي اخفي نظير الذي ابدي
زَفِيراً، تَهَاداهُ الجَوَانِحُ كُلّمَا تمطي بقلبي ضاق عن مره جلدي
وَكَيفَ يُرَدّ الدّمعُ، يا عَينِ، بعدَما تعسف اجفاني وجار على خدي
وَإنّيَ إنْ أنْضَحْ جَوَايَ بِعَبْرَة ٍ يَكُنْ كَخَبِيِّ النّارِ يُقدَحُ بالزّنْدِ
فهَذي جُفُوني مِنْ دُموعيَ في حَياً و هذا جناني من غليلي في وقد
حَلَفتُ بِما وَارَى السّتارُ، وَما هوَتْ إليه رقاب العيس ترقل أو تخدي
لَقَدْ ذَهَبَ العَيشُ الرّقيقُ بذاهِبٍ هوَ الغارِبُ المَجزُولُ من ذُرْوَة المجدِ
وَإنّي، إذا قَالُوا مَضَى لِسَبِيلِهِ وَهِيلَ علَيهِ التُّرْبُ من جانبِ اللّحدِ
كَسَاقِطَة ٍ إحْدَى يَدَيْهِ إزَاءَهُ وَقَدْ جَبّها صَرْفُ الزّمانِ من الزّنْدِ
وَقَدْ رَمَتِ الأيّامُ من حيثُ لا أرَى صَميميَ بالدّاءِ العَنِيفِ عَلى عَمْدِ
فَلا تَعْجَبَا أنّي نحَلْتُ مِنَ الجَوَى فايسر ما لاقيت ما حز في الجلد
وَلَوْ أنّ رُزْءاً غَاضَ مَاءً لَكَانَهُ وَجَفّتْ لَهُ خُضرُ الغُصُونِ من الرَّنْدِ
سقى قبره مستمطر ذو غفارة يجر عليه عرف ملآن مربد
إذا قُلتُ: قد خَفّتْ مَتاليهِ أرْزَمَتْ وَأجْلَبَ بالبَرْقِ المُشَقِّقِ وَالرّعْدِ
حُسامٌ جَلا عَنهُ الزّمانُ، فصَمّمَتْ مَضَارِبُهُ حِيناً، وَعَادَ إلى الغِمْدِ
سنان تحدته الدروع بزغفها فبدد اعيان المضاعف والسرد
جواد جرى حتى استبد بغاية تُقَطِّعُ أنْفاسَ الجِيَادِ مِنَ الجَهْدِ
سَحَابٌ عَلا حتّى تَصَوّبَ مُزْنُهُ وَأقْلَعَ لَمّا عَمّ بالعِيشَة ِ الرّغْدِ
رَبيعٌ تَجَلّى ، وَانجَلَى ، وَوَرَاءَهُ ثناء كما يثني على زمن الورد
نَعَضّ عَلى المَوْتِ الأنامِلَ حَسرَة ً و ان كان لا يغني غناء ولا يجدي
وهل ينفع المكلوم عض بنانه ولو مات من غيظ على الاسد الورد
عَوَارٍ مِنَ الدّنْيَا يُهَوِّنُ فَقْدَهَا تيقننا ان العواريَ للرد
ينال الردى من يعرض الهضب دونه وَلَوْ كانَ في غَوْرٍ من الأرْضِ أوْ نجدِ
ويسلم من تسقى الاسنة حوله بيدي الكماة المعلمين على الجرد
فما ذاك ان لم يلق حتفاً بخالد وَلا ذا مِنَ الحَتفِ المُطِلّ عَلى بُعْدِ
لئن ثلمت مني الليالي عشائري فما ثلموا الا من الحسب العد
شجوني ولم يبقوا لعيني بلة من الدمع الا استفرغوها من الوجد
عَزَاءَكَ، فَالأيّامُ أُسْدٌ مُذِلّة ٌ تَعُطّ الفَتَى عَطَّ المَقارِيضِ للبُرْدِ
إذا أوْرَدَتْهُ نَهْلَة ً مِنْ نَعِيمِهَا اعادته حران الضلوع من الورد
أغَلَّ إلى القَلْبِ المَنيعِ مِنَ القَنَا واجري الى الآجال من قضب الهند
أرَادَ بِكَ الحُسّادُ أمْراً، فَرَدَّهُ عليهم سفاه الراي والراي قد يردي
فَلا يُغمِدَنّ السّطْوَ وَالحِلْمَ ضَائِرٌ وقد نزع الاعداء آصرة الود
هم قعقعوا بغياً عليك واجلبوا فآبوا وما قاموا بحل ولا عقد
وَقَدْ رَكِبُوهُ مَرّة ً بَعْدَ مَرّة ٍ فَيا لَذلولِ البَغيِ من مَركبٍ مُرْدِي
فحتى متى تغضى مراراً على القذى وتلحظك الاضغان من مقل رمد
فَإنْ لا تَصِلُ تُصْبِحُ عِداكَ كثيرَة ً علَيكَ، وَداءُ الطّعنِ إن هِبتَه يُعدِي
وَهَلْ كانَ ذاكَ البُعدُ إلاّ تَنَزُّهاً على المُضْمِرِ البَغضَاءِ وَالحاسدِ الوَغدِ
وَجِئتَ مَجيءَ البَدْرِ أخلَقَ ضَوْءُهُ فَعادَ جَدِيدَ النّورِ بالطّالعِ السّعْدِ
وكم من عدو قد سرى فيك كيده سُرَى السّمّ من رَقطاءَ ذاتِ قراً جَعدِ
فأغْفَلْتَهُ ثُمّ انتَضَيتَ عَزِيمَة ً نزَعتَ بِها مِنْ قَلبِهِ حُمَة َ الحِقْدِ
وَذي خَطَلٍ أوْجَرْتَهُ منكَ غُصّة ً فأطْرَقَ مِنها لا يُعِيدُ وَلا يُبْدِي

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (الشريف الرضي) .

وما تلوم جسمي عن لقائكم

أتَحسِبُ سوءَ الظنّ يَجرَحُ في فكرِي

يا قلب ليتك حين لم تدع الهوى

لو كان يعتبني الحمام

بَعَثْتُ بِهَا مُعَرَّقَة َ الهَوَادي


المرئيات-١