أثر الهوادج في عراص البيد
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
أثر الهوادج في عراص البيد | مِثْلُ الجِبَالِ عَلى الجِمَالِ القُودِ |
يطلعبن من رمل الشقيق لواغباً | زَحفَ الجنُوبِ بعارِضٍ مَمدُودِ |
كم بان في المتحملين عشية | من ذي لمى ً خضر الرضاب برود |
وقضيب اسحله لو انعطف الصبا | يَوْماً لَنَا بِقَوَامِهِ الأُمْلُودِ |
مروا على رملي زرود فهل ترى | الصاقة لحشى ً برمل ذرود |
متلفتين من القباب كانما | انتقبوا باعين ربرب وخدود |
غَرَسُوا الغُصُونَ عَلى النّقَا وَتَرَنّحوا | مِنْ كُلّ مَائِلَة ِ الغَدائِرِ رُودِ |
إنّ اللآلي بَينَ أصْدافِ اللَّمَى | غَلَبَتْ مَرَاشِفُهَا عَلى مَجْلُودِي |
وَلَوَوْا بوَعْدِي يوْمَ خَفّ قَطِينُهمْ | وَمِنَ الصُّدُودِ اللّيُّ بالمَوْعُودِ |
لَمْ تُرْضِني تِلْكَ اللّيَالي عَنهُمُ | بِنَوَالهِمْ، فأقُولَ يَوْماً: عُودِي |
سِيّانِ قُرْبُهُمُ عَليّ، وَبُعدُهُمْ | لولا الجوى وعلاقة المعمود |
رَبَعَتْ عَلى آثَارِكُمْ نَجدِيّة ٌ | غَرّاءُ ذاتُ بَوَارِقٍ وَرُعُودِ |
تسقي معالم منكم لولا النوى | لَمْ أرْمِهَا بِقِلًى ، وَلا بِصُدُودِ |
و لعجت فيها طارحاً عن ناظري | ثِقْلَ الدّمُوعِ، وَثانياً مِنْ جِيدِي |
هل تبردون حرارة من حائم | حران عن ذاك الغدير مذود |
فلقد تمعك في مواطئ عيسكم | يَوْمَ الوَداعِ، تَمَعُّكَ المَوْؤودِ |
وَأمَا وَذَيّاكَ الغُزَيِّلُ إنّهُ | عرض الزلال وحال دون ورودي |
أغْدُو إلى طَرْدِ الظّبَاءِ، وَأنْثَني | وانا الطريدة للظباء الغيد |
حتامَ تَعْتَلِقُ البَطالَة ُ مِقْوَدي | وَيَعُودُني لِهَوَى الظّعائِنِ عِيدِي |
عشرون اردفها الزمان باربع | ارهفنني ومنعن من تجريدي |
أعْلَقْتُ في سِرْبِ الخُطُوبِ حَبائلي | وَقَدَحتُ في ظُلْمِ الأمورِ زُنُودِي |
وكرعت في حلو الزملان ومره | ما شئت واعتقب العواجم عودي |
و فرعت رابية العلى متمهلاً | كَفّاهُ أخمِطَة َ العُلَى ، وَالجُودِ |
وَخَبَطْتُ في المُتَعَرّضِينَ بِقَوْلَة ٍ | جداء من بدع الزمان شرود |
فضَرَبْتُ أوْجُهَهُمْ بِغَيرِ مَناصِلٍ | وَهَزَمْتُ جَمعَهُمُ بِغَيرِ جُنُودِ |
مَا ضَرّني، لمّا فَلَلْتُ غُرُوبَهُمْ | أنّي كَثُرْتُ لهُمْ وَقَلّ عَدِيدِي |
و أبي الذي حسد الرجال قديمه | إنّ المَنَاقِبَ آيَة ُ المَحْسُودِ |
ذو السّنّ والشّرَفِ الذي جَمَعتْ بهِ | كفاه اخمطه العلى والجود |
احدى اخامصه رقاب عداته | من سيد بلغ العلى ومسود |
فالان اذ نبذ المشيب شبيبتي | نَبْذَ القَذَى ، وَأقام مِنْ تَأوِيدِي |
وَفَرَرْتُ مِنْ سنّ القَرُوحِ تَجارِباً | وَعَسَا عَلى قَعَسِ السّنينَ عَمُودِي |
وَلَبِستُ في الصّغَرِ العُلَى مُسْتَبْدِلاً | اطواقها بتمائم المولود |
و صفقت فيث ايدي الخلائف راهنا | لهم يدي بوثائق وعقود |
وَحَلَلْتُ عِندَهُمُ مَحَلَّ المُجتَبَى | ونزلت منهم منزل المودود |
فغر العدو يريد ذم فضائلي | هَيهَاتَ أُلْجِمَ فُوكَ بالجُلمُودِ |
هَمساً، فكَمْ أسكَتُّ قَبلَك كاشحاً | بِمَنَاقِبي، وَعَليّ فَضْلُ مَزِيدِ |
مالي اريغ النصف من متحامل | أوْ أطلُبُ الإجْمَالَ عِندَ حَسُودِ |
أمْ كَيفَ يَرْأمُني، وَلَيسَ بمُنجِبي | اترى الرؤوم تكون غير ولود |
فَلأنْهَضَنّ إلى المَعَالي نَهْضَة ً | ملء الزمان تفي بطول قعودي |
إجمَحْ أمَامَكَ إنْ هَمَمْتَ بفَعلَة ٍ | وَتَغابَ عَنْ عذْلٍ وَعَنْ تَفِنيدِ |
وَإذا التَفَتَّ إلى العَوَاقِبِ بَدّلَتْ | قَلْبَ الجَرِيّ بِمُهْجَة ِ الرِّعْدِيدِ |
قد قلت للابل الطلاح حدوتها | غلس الظلام بسائق غريد |
من كل مضطرب الزمام كانه | في اللّيْلِ زُمَّ بِأرْقَمٍ مَطْرُودِ |
فَتَلَ الطّوَى أجْوَافَهَا بِظُهُورِها | واحل اكل لحومها للبيد |
إنْ لمْ تَرَيْ كَافي الكُفَاة ِ، فلَم يزَل | مِنكُنّ مَسْقِطُ ظالِعٍ أوْ مُودِ |
بِهُداهُ يَسْتَضْوِي الوَرَى وَبهَدْيِهِ | قرب الطريق لهم الى المعبود |
اسد إذا جر القبائل خلفه | حل الطلى بلوائه المعقود |
وَمُقَصِّرٍ في الطُّولِ غَيرِ مُقَصِّرٍ | في الضرب يقطع كل حبل وريد |
وَمُزَعزَعٍ مثلِ الجَرِيرِ، إذا انْحَنَى | للطّعْنِ شُيّعَ بالطّوَالِ المِيدِ |
مَا مَرّ يَسْحَبُ مِنهُ إلاّ رَدّهُ | ريان يقطر من دماء الصيد |
وَالجَيشُ يَرْفَعُ عِمّة ً مِنْ قَسطَلٍ | فَوْقَ القَنَا وَيَجُرّ ذَيلَ حَدِيدِ |
سَلَفٌ لِكُلّ كَتيبَة ٍ يَطَأُ العِدَى | فيها مفاجأة بغير وعيد |
في غلمة حملوا القنا وتحملوا | اعباء يوم المأزق المشهود |
قَوْمٌ، إذا رَكِبُوا الجِيَادَ تَجَلبَبُوا | بِقَسَاطِلٍ وَتَعَمّمُوا بِبُنُودِ |
و اذا سروا كمنوا كمون اراقم | واذا لقوا برزوا بروز اسود |
و اذا هتفت بهم ليوم كريهة | تدمى غوارب نحرها المورود |
كثروا الحصى بجموعهم وتلاحقوا | بِكَ مِنْ قِيَامِ في السّرُوجِ قُعُودِ |
كم من عدو قد ابات كانما | يَطْوِي الضّلُوعَ عَلى قَناً مَقْصُودِ |
لِوَعِيدِ مُحتَضِرِ العِدَى بحُسَامِهِ | قبل احتمال ضغائن وحقود |
و موللات كالرماح تلمظت | فيها المنون تلمظ المزؤود |
سود المخاطم ينتظمن محاسنا | بِيضاً، يُضِئْنَ عَلى اللّيَالي السّودِ |
كتفتح النوار فتقه الحيا | او كالصباح فرى الدجى بعمود |
ما زال قدر من عقيرة سيفه | عَلَماً أمَامَ رِوَاقِهِ المَمْدُودِ |
وَجِفَانِ جُودٍ كَالرّكَايَا تُستَقَى | أبَداً بِأيْدِي نُزَّلٍ وَوُفُودَ |
كَمْ حَجّة ٍ لكَ في النّوَافلِ نَوّهَتْ | بدعاء دين العدل والتوحيد |
و مجادل ادمى جدالك قلبه | وَأعَضَّهُ بِجَوَانِبِ الصَّيْخُودِ |
وَشَفَيتَ مُمتَرِضَ الهُدَى من مَعشرٍ | سَدّوا مِنَ الآرَاءِ غَيرَ سَدِيدِ |
قَارَعْتَهُمْ بالقَوْلِ حَتّى أذْعَنُوا | وَأطَلْتَ نَوْمَ الصّارِمِ المَغْمُودِ |
جمر بمسهكة الرياح نسفته | كان الضلال يمده بوقود |
في كُلّ مُعضِلَة ٍ أضَبَّ رِتَاجُهَا | يُلْقي إلَيكَ الدِّينُ بالإقْلِيدِ |
فَاللَّهُ يَشْكُرُ وَالنّبيُّ مُحَمّدٌ | وَقَفَاتِ مُبْدٍ في النّضَالِ مُعِيدِ |
رَأيٌ يُغَبّ، إذا الرّجالُ تَلَهْوَجُوا | الآرَاءَ، أوْ عَجِلُوا عَنِ التّسْدِيدِ |
لو كان يمكنني التقلب لم يكن | إلاّ إلَيْكَ تَهَائمي وَنُجُودِي |
و طويت ما بعدت مسافة بيننا | ان البعيد اليك غير بعيد |
وَأنَختُ عِيسِي في جَنابِكَ طَارِحاً | بفناء دارك انسعى وقتودي |
و تركت اسوقها نكوس عقيرة | متبدلات صوارم بقيود |
بيني وبينك حرمتان تلاقتا | نثري الذي بك يقتدي وقصيدي |
ووصايل الادب الذي تصل الفتى | لا باتصال قبائل وجدود |
قد كنت اعقل عن سواك عقائلي | وَأصُونُ دُرّ قَلائِدي وَعُقُودِي |
و احوك افواف القريض فلا ارى | ان ادنس باللئام برودي |
وَلَقَدْ ذَمَمتُ النّاسَ قَبلَكَ كُلّهم | فالان طرق لي الى المحمود |
إنْ أُهْدِ أشْعَارِي إلَيْكَ، فَإنّهُ | كَالسّرْدِ أعْرِضُهُ عَلى داوُدِ |
لَكِنّني أعطَيتُ صَفوَ خَوَاطِرِي | وَسَقَيْتُ ما صَبّتْ عَليّ رُعُودِي |
وَسَمَحْتُ بالمَوْجُودِ عِندَ بَلاغَتي | إنّي كَذاكَ أجُودُ بِالمَوْجُودِ |