في كُلّ يَوْمٍ لِلأحِبّة ِ مَطْرَحُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
في كُلّ يَوْمٍ لِلأحِبّة ِ مَطْرَحُ | وَعَلى المَنَازِلِ للمَدامِعِ مَسفَحُ |
شَوْقٌ عَلى نَأيِ الدّيَارِ مُغَالِبٌ | وَجَوًى عَلى طُولِ المَطالِ مُبَرِّحُ |
نفرت بنات الصبر منك وطالما | قُصِرَتْ نَوَازعُ عن ضَميرِكَ تَطمَحُ |
يا هل يمانع بعد طول قياده | قلب يطاوع في القياد ويسمح |
وَعَلى المَطِيّ ظِبَاءُ وَجْرَة َ كُلّمَا | غفل المراقب تشرئب وتسنح |
خالسننا النظر المريب كما رنت | بقر الجواء الى وميض يلمح |
يبسمن عن برد الغمام وبرده | ريان يغبق بالمدام ويصبح |
كَلّفْتَ عَيْنَكَ نَظْرَة ً مَزْؤودَة ً | منعتك لذتها مدامع تسفح |
أمْسَوْا كَأنّ لَطَائِماً دارِيّة ً | باتت تضوع من القباب وتنفخ |
مَلَكُوا وَلَمّا يُحسِنُوا وَوَلُوا وَلَـ | يعدلوا وغنوا ولما يسمحوا |
قل لليالي قد ملكت فاسجحي | وَلِغَيرِكِ الخُلُقُ الكَرِيمُ الأسجَحُ |
من اي خطب من خطوبك اشتكي | وَعَنَ أيّ ذَنْبٍ من ذُنوبِكِ أصْفحُ |
ان اشك فعلك من فراق احبتي | فلسوء فعلك في عذاري اقبح |
ضوء تشعشع في سواد ذؤابي | لا أسْتَضِيءُ بِهِ وَلا أستَصْبِحُ |
بعتُ الشباب به على مقة له | بيع العليم بانه لا يربح |
لا تنكرن من الزمان غريبة | ان الخطوب قليبها لا ينزح |
للذّلّ بَينَ الأقْرَبِينَ مَضَاضَة ٌ | والذل ما بين الاباعد اروح |
واذا رمتك من الرجال قوارص | فسهام ذي القربى القريبة اجرح |
اليس نسيج الذل ان البسته | مُتَمَلْمِلاً، وَإنَاءُ قَلْبِكَ يَطفَحُ |
مَا دُمْتَ تَنتَظِرُ العَوَاقِبَ لابِداً | لا تغتدي لعلى ولا تتروح |
وَضَجيعُكَ العَضْبُ الذي لا يُنتضَى | وخليطك الزور الذي لا يبرح |
وَاعْلَمْ بِأنّ البَيْتَ، إنْ أُوطِنْتَهُ | سجن وطول الهم غل يجرح |
أأُخَيّ لا تَكُ مُضْغَة ً مَزْرُودَة ً | تنساغ لينة القياد وتسرح |
الاَّ ابيت وانت من جمراتها | وَمِنَ العَجَائِبِ جَمْرَة ٌ لا تَلْفَحُ |
كُنْ شَوْكَة ً يُعيي انتقاشُ شَباتِها | او حمضة يشجي بها المتملح |
وَانفُضْ يَديكَ من الثّرَاءِ فكم مضَى | مِنْ دونِ ثَرْوَتِهِ البَخيلُ المُصْلِحُ |
يَبْقَى لِوَارِثِهِ كَرَائِمُ مَالِهِ | وَلَقَدْ يُرَقِّعُ عَيْشَهُ وَيُرَقِّحُ |
قد ينتج المروء العشار بجده | وسواه يعتام الفحول ويلقح |
لا عذر الا ان ارى سرباتها | سوم الجراد يثور منها الابطح |
والهام تعتصب العجاج كانه | في الجَوّ شُؤبُوبُ الغَمَامِ الأمْلَحُ |
قَوْمي الأولى ضَمِنَتْ لهُمْ أحسابُهُمْ | تان الزمان بمثلهم لا يسمح |
عَرَكُوا أدِيمَ الأرْضِ قَبْلَ نَباتِها | وَاستَفْسَحُوا أعْطَانَهَا وَتَفَيّحُوا |
فتقوا بشزر الطعن اكمام العلى | وهم جذاع قبائل لم يقرحوا |
ان اخرجوا لم يجهلوا واذا قضوا | لم يقسطوا اذا علوا لم يبجحوا |
ذَنْبي إلى البُهْمِ الكَوَاذِبِ أنّني الـ | الطرف المطهم والاغر الاقرح |
يولونني خزر العيون لانني | غلست في طلب العلى وتصبحوا |
وجذبت بالطول الذي لم يجذبوا | ومتحت بالغرب الذي لم يمتحوا |
من كل حامل احنة لا تنجلي | غَطْشَى دُجُنّتُهَا وَلا تَتَوَضّحُ |
ضَبٌّ يُداهِنُني، وَيُشْكِلُ غَيْبُهُ | مما يرغى قوله ويصرح |
يغدوا ومرجل ضغنه متهزم | أبَداً عَليّ، وَجُرْحُهُ مُتَقَرّحُ |
مسحت جباه الوانيات ولطمت | مِنْ دُونِ غايَتها العِتاقُ القُرّحُ |
لو لم يكن لي في القلوب مهابة | لم يطعن الاعداء فيَّ ويقدح |
من خيف خوف الليث خطله الربى | وَعَوَتْ لِتُشْهِرَهُ الكِلابُ النُّبّحُ |
نظروا بعين عداوة لو انها | عينُ الرّضَى لاستَحسَنوا ما استَقبحُوا |
ما كان من شعث فاني منهم | لَهُمُ أوَدّ عَلى البعَادِ وَأسمَحُ |