دَوَامُ الهَوَى في ضَمانِ الشّبَابِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
دَوَامُ الهَوَى في ضَمانِ الشّبَابِ | وما الحب الا زمان التصابي |
احين فشا الشيب في شعره | وَكَتّمَ أوْضَاحَهُ بالخِضَابِ |
تروعين اوقاته بالصدود | وَتَرْمِينَ أيّامَهُ بِالسِّبَابِ |
تخطى المشيب الى راسه | وقد كان اعلى قباب الشباب |
كَذاكَ الرّيَاحُ إذا استَلأمَتْ | تَقَصّفَ أعْلى الغُصُونِ الرّطَابِ |
مشيب كما استل صدر الحسا | مِ، لمْ يَرُوَ مِنْ لبثِهِ في القِرَابِ |
نضى فاستباح حمى الملهيات | وَرَاعَ الغَوَاني بِظِفْرٍ وَنَابِ |
وَألوَى بِجِدّة ِ أيّامِهِ | فَأصْبَحَ مَقْذًى لعَينِ الكَعَابِ |
تُسَتِّرُ مِنْهُ مَجَالَ السّوَارِ | إذا مَا بَدَا وَمَنَاطَ النّقَابِ |
وَكَانَ، إذا شَرَدَتْ نِيّة ٌ | يرد رقاب الخطوب الغضاب |
وَكُنْتُ أُرَقْرِقُ مَاءَ الوِصَالِ | وَبَحْرُ الشّبيبَة ِ طاغي العُبَابِ |
وَكَأسِي مُعَوِّدَة ٌ بِالسّمَاعِ | تركض بين القلوب الطراب |
اذا نصفت فهي في مئزر | وتبرز ان اترعت في نقاب |
سمائي مذهبة بالبروق | وَأرْضِي مُفَضَّضَة ٌ بالحَبَابِ |
وروضي مطارفه غضة | تطرز اطرافها بالذهاب |
وَلَيْلٌ تَرَى الفَجْرَ في عِطْفِهِ | كما شاب بعض جناح الغراب |
يَغارُ الظّلامُ عَلى شَمْسِهِ | إلى أنْ يُوَارِيَهَا بالحِجَابِ |
وتصقل انجمه العاصفات | اذا صديت من غمود السحاب |
وبرق ينفض اطرافه | كَمَا رَمحَتْ بُلْقُ خَيلٍ عِرَابِ |
وماء يضارع خيط السقاء | وَيُرْمَى بهِ في وُجوهِ الشّعابِ |
تُزَعْزِعُ رِيحُ الصَّبَا مَتْنَهُ | كَمَا لَطَمَ المَزْجُ خَدَّ الشّرَابِ |
وذود يغادر وجه الصعيد مـــ | ـنْ حِلّة ِ العُشْبِ عارِي الإهَابِ |
فَما تَطْلُبُ البِيدُ مِنْ ساهمٍ | يُثِيرُ عَلَيْهَا رِقَابَ الرّكَابِ |
يساعدها في احتمال الصدى | ويشركها في ورود السراب |
يُذَكّرُهُ أخْذَ أوْتَارِهِ | صَهِيلُ السّوَابِقِ حَوْلَ القِبابِ |
دفعن بخضخضة للمزاد | نجاء وخشخشة للعياب |
لَبلّ أنَابيبَهُ بِالطّعَانِ | وَأنْحَلَ أسْيَافَهُ بالضّرَابِ |
يبيت وثوب الدجى شاحب | طَمُوحَ المَعالِمِ سامي الشّهَابِ |
وَمَ كُنتُ أجرِي إلى غَايَة ٍ | فاسألها أين وجه الاياب |
اذا استنهضت هممي عزمة | عصفت بايدي المطي العراب |
تحريت اعجازها بالسياط | فخاضت صدور الامور الصعاب |
فَكَمْ قائِفٍ قَدْ هَدَتْ لحظَهُ | بُدُورٌ مَناسِمُهَا في التّرَابِ |
إذا مَاتَ في وَخْدِهِنّ المَدَى | لطمن خدود الربى والرحاب |
فداؤك نفسي يا من له | من القلب ربع منيع الجناب |
فلولاك ما عاق قلبي الهوى | وَعَزّ عَلى كُلّ شَوْقٍ طِلابي |
إذا مَا صَدَدْتَ دَعَاني الهَوَى | فملت الى خدعات العتاب |
فَيا جُنّتي إنْ رَمَاني الزّمَانُ | ويا صاحبي ان جفاني صحابي |
دَفَعْتُ بِكَفّي زِمَامي إلَيْكَ | وقد كنت ابطى على من حدابي |
فَلا تَحْسَبَنّي ذَلِيلَ القِيَادِ | فَإنّي أبيّ عَلى كُلّ آبي |
وَسَاعٍ إلى الوُدّ شَبّهْتُهُ | وَيَرْتَعُ مَعْ أهْلِهِ في جَنَابِ |
يُؤمِّنُ سَطْوَة َ لَيْثِ العَرِينِ | وَمَضْجَعُهُ بَينَ غِيلٍ وَغَابِ |
حمته مذلته سطوتي | وكيف ينال ذباباً ذبابي |
وملتثم قال لي لثمه | عَذابُ الهَوَى في الثّنَايا العِذابِ |
نعاقر بالضم كاس العناق | وَنَسْفِكُ بِاللّثْمِ خَمْرَ الرُّضَابِ |
عِنَاقٌ كَمَا ارْتَجّ مَاءُ الغَديرِ | وَلَثْمٌ كَمَا اسْتَنّ وَلْغُ الذّئَابِ |
غَدَوْنَا عَلى صَهَوَاتِ الخُطُوبِ | جوادي رهان وسيفي قراب |
صَقِيلَيْنِ تَسْتَلُّنَا النّائِبَاتُ | فَتُثْلَمُ فيهنّ، وَالدّهرُ نَابِ |
وغصنين يلعب فينا النسيم | وتنطف عنا نطاف الرباب |
ونجمين يقصر عن نيلنا | مِنَ الطّالعاتِ الذُّرَى وَالرّوَابي |
وَكُنّا، إذا مَسّنَا حَادِثٌ | نقلم بالصبر ظفر المصاب |
اليك تخطت فروج القلوب | بِكْرٌ من الآنِسَاتِ العِرَابِ |
أُشَبّبُ فيها بِذِكْرِ المَشِيبِ | وما استيأست لمتي من شبابي |