سعْيُ الفَتى في عَيْشِهِ عِبادَهْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
سعْيُ الفَتى في عَيْشِهِ عِبادَهْ | وقائِدٌ يَهديهِ للسعادهْ |
لأَنّ بالسَّعي يقومُ الكوْنُ | والله للسَّاعِينَ نِعْمَ العَونُ |
فإن تشأ فهذه حكايهْ | تعدُّ في هذا المقامِ غايهْ |
كانت بأرضِ نملة ٌ تنبالهْ | لم تسلُ يوماً لذة َ البطالهْ |
واشتهرتْ في النمل بالتقشُّف | واتَّصفَتْ بالزُّهْدِ والتَّصَوُّفِ |
لكن يقومُ الليْلَ مَن يَقتاتُ | فالبطْنُ لا تَملؤُه الصلاة ُ |
والنملُ لا يَسعَى إليهِ الحبُّ | ونملتي شقَّ عليها الدأبُ |
فخرجَتْ إلى التِماسِ القوتِ | وجعلتْ تطوفُ بالبيوتِ |
تقولُ: هل من نَملة ٍ تَقِيَّهْ | تنعمُ بالقوتِ لذي الوليهْ؟ |
لقد عَيِيتُ بالطِّوى المُبَرِّحِ | ومُنذ ليْلتيْن لم أُسَبِّحِ |
فصاحتِ الجاراتُ: يا للعارِ | لم تتركِ النملة ُ للصرصارِ! |
متى رضينا مثلَ هذي الحالِ؟ | متى مددنا الكفَّ للسؤالِ؟! |
ونحن في عين الوجودِ أمَّهْ | ذاتُ اشتِهارٍ بعُلوِّ الهمّهْ |
نحملُ ما لا يصبرُ الجمالُ | عن بعضِه لو أَنها نِمالُ |
أَلم يقلْ من قولُه الصوابُ: | ما عِندنا لسائلٍ جَوابُ؟! |
فامضي، فإنَّا يا عجوزَ الشُّومِ | نرى كمالَ الزهدِ أن تصومي! |