يا ثَرَى النيلِ، في نَواحيكَ طيرٌ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا ثَرَى النيلِ، في نَواحيكَ طيرٌ | كان دنيا، وكان فرحة َ جيلِ |
لم يزلْ ينزلُ الخمائلَ حتى | حلّ في رَبْوَة ٍ على سَلسبيل |
أقعد الرَّوضَ في الحياة مليَّاً | وأَقامَ الرُّبَى بسِحْر الهَديل |
يا لِواءَ الغناءِ في دَوْلة ِ الفـ | ـن، إليكَ اتجهتُ بالإكليل |
عبقريا كأنه زنبقُ الحلـ | ـدِ على فَرْعِه السَّرِيِّ الأَسيل |
اينَ منْ مسمع الزمانِ أغانـ | ـيُّ عليهنَّ رزعة ُ التمثيل؟ |
أَين صَوتٌ كأَنه رَنّة ُ البلبـ | ـلِ في الناعم الوريفِ الظليل؟ |
فيه من نَغْمة ِ المزاميرِ مَعنًى | وعليه قداسة ُ الترتيل |
كلما رَنَّ في المسارح «إن كنـ | ـتُ انثنى بالهتاف والتهليل |
كعتاب الحبيب في أذنِ الصَّـ | ـب، وهمسِ النديمِ حولَ الشمول |
كيف إخواننا هناك على الكوْ | ثَر بينَ الصَّبا وبينَ القبول؟ |
كيف في الخلد ضربُ أحمدَ بالعو | دِ، ونفخُ الأَمين في الأَرغول؟ |
فرَحٌ كُلُّهُ النعيمُ، وعُرْسٌ | كيف عثمانُ فيه كيف الحمولي؟ |
فهنيئاً لكم ونعمة ُ بالٍ | إستَرحتم من ظِل كلِّ ثَقيل |
إنما مَنزلٌ رُفاتُك فيه | لَبقايا من كل فَنٍّ جميل |
ذبلتْ في ثراهُ ريحانة ُ الفـ | ـنِّ، وجفَّتْ ريحانة ُ التمثيل |
قام يجزي سلامة ً في ثراه | وطنٌ بالجزاءِ غيرُ بخيل |
قد يوفي البناءَ والغرسَ أجراً | ويُكافِي على الصَّنيعِ الجليل |
مُحسنٌ بالبنينَ في حاضرِ العَيْـ | ـش، وفي سالفِ الزمانِ الطويل |
ويعدُّ الضَّريحَ من مرمرِ الخلـ | ـدِ الكريمِ المهذَّبِ المصقول |
بدفنُ الصالحين في ورقِ المصـْ | ـحَفِ، أَو في صحائف الإنجيل |
مصرُ في غَيبة ِ المُشايعِ، والحا | سدِ، والحاقد اللَّئيمِ الذَّليل |
قامت اليومَ حولَ ذكراك تجري | وطنيا من الطِّراز القليل |
من رجالٍ بنوا لمصر حديياً | وأَذاعوا مَحَاسِناً للنيل |
هم سُقاة ُ القلوبِ بالوُدِّ والصَّفـ | ـوِ، وهم تارة ً سقاة ُ العقول |
ليس منهم إلا فتى عبقريٌّ | ليس في المجد بالدَّعِي الدخيل |