ما جلَّ فيهم عيدُك المأْثورُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ما جلَّ فيهم عيدُك المأْثورُ | إلا وأَنت أَجلُّ يا فكتورُ |
ذكروكَ بالمئة السنينَ ، وإنها | عُمرٌ لمثلكَ في النجوم قصير |
ستدوم ما دامَ البيان ، وما ارتقتْ | للعالمينَ مداركٌ وشعور |
ولئن حجبتَ فأنت في نظر الورى | كالنجم لم ير منه الا النور |
لولا التقى لفتحتُ قبركَ للملا | وسألتُ : أين السيدُ المقبور ؟ |
ولقلتُ: يا قومُ انظروا إنجيلكم | هل فيهِ من قلمِ الفقيدِ سطور ؟ |
مَنْ بَعدَه مَلَكَ البيانَ؟ فعندكم | تاجٌ فقدتم ربهُ وسرير |
مات القريضُ بموتْ هوجو ، وانقضى | مُلْكُ البيانِ، فأَنتُمُ جُمهور |
ماذا يزيد العيدُ في إجلاله | وجلاله بيراعه مسطور؟ |
فقدتْ وجوه الكائناتِ مصوراً | نزل الكلام عليه والتصوير |
كُشِفَ الغطاءُ له، فكلُّ عبارة ٍ | في طَيِّها للقارئين ضَمير |
لم يُعْيِهِ لفظٌ، ولا معنى ً، ولا | غرضٌ، ولا نظمٌ، ولا منثور |
مسلي الحزينِ يفكُّهُ من حزنهِ | ويرده لله وهوَ قرير |
ثأرَ الملوك، وظلَّ عندَ إبائه | يرجو ويأمن عفوه المثؤور |
وأعارَ واترلو جلال يراعهِ | فجلالُ ذاك السيفِ عنه قصير |
يا أيها البحرُ الذي غمر الثرى | ومِنَ الثرى حُفَرٌ له وقبور |
أَنت الحقيقة ُ إن تَحَجَّب شخصُها | فلها على مرَّ الزمانِ ظهور |
ارفعْ حدادَ العالمين وعدْ لهم | كيما يعيد بائسٌ وفقير |
وانظرْ إلى البُؤساءِ نظرة َ راحمٍ | قد كان يسعد جمعهم ويجير |
الحالُ باقية ٌ كما صورتها | من عهد آدَم ما بها تغيير |
البؤس والنُّعْمى على حاليهما | والحظُّ يعدل تارة ً ويجور |
ومن القويِّ على الضعيف مسيطر | ومن الغنيِّ على الفقير أمير |
والنفسُ عاكفة ٌ على شهواتها | تأوي إلى أحقادها وتثور |
والعيشُ آمالٌ تَجِدُّ وتنقضي | والموتُ أصدقُ ، والحياة ُ غرور |