هل تيم البانُ فؤاد الحمام
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هل تيم البانُ فؤاد الحمام | فناح فاسْتبكى جفونَ الغمام؟ |
أَم شَفَّه ما شفَّني فانثنى | مُبَلْبَلَ البالِ شريدَ المنام؟ |
يهزه الأيكُ إلى إلفه | هَزَّ الفراش المدنفَ المستهام |
وتُوقِدُ الذكرى بأَحشائه | جمراً من الشوق حثيث الضِّرام |
كذلك العاشق عند الدجى | يا للهوى مما يثير الظلام ! |
له إذا هبَّ الجوى صرعة ٌ | من دونها السحرُ وفعلُ المدام |
يا عادي البينِ ، كفى قسوة ً | روعتَ حتى مهجات الحَمام |
تلك قلوب الطيرِ حَمَّلْتَها | ما ضعفتْ عنه قلوبُ الأَنام |
لا ضرب المقدور أحبابنا | ولا أَعادينا بهذا الحُسام |
يا زمن الوصل ، لأنت المنى | وللمُنى عِقْد، وأَنت النظام |
لله عيشٌ لي وعيشٌ لها | كنتَ به سمحاً رخِيَّ الزِّمام |
وأنسُ أوقاتٍ ظفرنا بها | في غفلة الأَيام، لو دُمْتَ دام |
لكنه الدهر قليلُ الجدى | مضيعُ العهد ، لئيم الذمام |
لو سامحتنا في السلام النوى | لطال حتى الحشرِ ذاك السلام |
ولانقضى العمران في وقفة | نسلو بها الغمض ونسلو الطعام |
قالت وقد كاد يَميد الثرى | من هَدَّة ِ الصبر وهَوْلِ المقام |
وغابت الأعينُ في دمعها | ونالت الألسن إلا الكلام : |
يا بينُ، وَلَّى جَلدي فاتَّئِدْ | ويا زماني ، بعض هذا حرام |
فقلت والصبرُ يجاري الأَسى | واللبُّ مأْخوذٌ، ودمعي انسجام |
إن كان لي عندك هذا الهوى | بأيما قلت كتمت الغرام |