أَبا مُسلمٍ ما طُولُ عَيْشٍ بِدَائمِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَبا مُسلمٍ ما طُولُ عَيْشٍ بِدَائمِ | ولا سَالِمٌ عما قليلٍ بسالِم |
على المَلِكِ الجَبَّارِ يَقْتَحِمُ الرَّدى | ويصرعهُ في المأزق المتلاحم |
كَأنَّكَ لم تَسْمَع بقتل مُتَوَّج | عظيمٍ ولم تسمع بفتك الأعاجم |
تَقَسَّمَ كسرى رَهْطُه بسيوفهم | وأَمسَى أبو العباس أَحلامَ نَائِم |
وقد كان لا يَخْشَى انِقلابَ مَكِيدَة ٍ | عليه ولا جري النحوس الأشائم |
مقيماً على اللذات حتى بدت له | وجوهُ المنايا حَاسِرَاتِ العَمَائِم |
وقَد تَرِد الأَيامُ غُرًّا وربما | وردن كلوحاً باديات الشَّكائم- |
ومروانُ قد دارت على رأسه الرَّحى | وكان لما أجْرَمْتَ نَزْرَ الجَرَائِم |
فأصبحت تجري سادراً في طريقهم | ولاتتَّقي أَشباه تلك النَّقائِم |
تجردت للإِسلام تَعْفُو سَبيله | وتُعْرِي مَطَاهُ لِليوثِ الضَّراغِم |
فما زلتَ حتى استنصر الدينُ أهله | عليك فعادوا بالسيوف الصوارم |
فرم زوراً ينجيك يا ابن وشيكة ٍ | فلستَ بناج من مضيمٍ وضائم |
لحَى اللَّه قوْماً رأَّسوك عليهمُ | وما زلْت مَرْؤوساً خبِيث الْمَطَاعِم |
أقول لبسَّام عليه جلالة ٌ | غدا أريحيا عاشقاً للمكارم |
من الهاشميين الدعاة ِ إلى الهدى | جِهاراً ومن يَهْدِيك مثلُ ابنُ هَاشم |
سراجٌ لعين المستضيء وتارة ً | يكون ظلاماً للعدو المزاحم |
إِذا بلغ الرأيُ المشورة فاسْتَعِن | بِرأي نصِيحٍ أونصِيحَة ِ حَازِمِ |
ولا تَجْعل الشُّورَى عليك غَضَاضَة ً | مكانُ الخوَافِي قُوَّة ٌ لِلْقَوَادِم |
وما خيْرُ كفٍّ أَمْسَك الغُلّ أخْتَها | وما خيْرُ سَيْفٍ لم يُؤَيَّدْ بِقائم |
وخلِّ الهُويْنا للضَّعِيفِ ولاتكُنْ | نؤوماً فإنَّ الحزم ليس بنائم |
وحارِبْ إِذا لم تُعْطَ إِلاَّ ظُلامَة ً | شَبا الحرب خيرٌ من قَبُول المظَالم |
وأدن على القربى المقرَّبَ نفسه | ولا تشهدِ الشُّورى امرأً غيرَ كاتم |
فإنك لا تَسْتَطْرِدُ الهَمِّ بالمُنى | ولا تبلغُ العليا بغيرِ المكارمِ |
إذا كنتَ فرداً هرَّكَ القومُ مقبلاً | وإِن كنت أَدْنى لم تفُزْ بالعَزائِم |
وما قرع الأقوام مثلُ مشيعٍ | أريبٍ ولا جلى العمى مثلُ عالمِ |