حسبي بما قد لقيت يا عمرُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حسبي بما قد لقيت يا عمرُ | لَمْ يَأتِنِي عَنْ حَبِيبَتِي خَبَرُ |
شهر وشهران مر قبلهما | شهران مران منهما صفرُ |
يا ليت شعري ماتت فأندبها | أَمْ أَحْدَثَتْ صَاحِباً فَأنْتَحِرُ |
لا عهد لي بالرسول يخبرني | عَنْهَا فَنَفْسِي منْ ذَاك تَسْتَعِرُ |
بَكَيْتُ مِنْ حُبِّ مَنْ يُبَاعِدُني | شَوقاً وَمَا بِي ضَنًى ولاَ كِبَرُ |
هل من سبيل إلى زيارتها | أَمْ هَلْ لِمَا بِي مِنْ حُبِّهَا غِيَرُ |
ضاقت علي البلاد إذ هجرت | فالعيش مر ومشربي كدرُ |
أكاد من زفرة تباكرني | أطيرُ في الطير حين تبتكرُ |
فَقُلْتُ وَالنَّفْسُ في صَبَابَتِهَا | تهفو وقلبي لهفانُ لا يقرُ |
إن يرجعُ الله لي مودتها | فَكُلُّ شَيءٍ سِوَاهُ مُحْتَقَرُ |
يَا طُولَ شَوْقِي إِلَى عُبَيْدَة َ قَدْ | أنزفتُ دمعي شفني السهرُ |
أَبْكِي عَلَى وَصْلِهَا وَاَذْكُرُهُ | وَما يَرُدُّ الْبُكَاءُ والذِّكَرُ |
وَاللَّهِ مَا لِي عِلْمٌ بمَا صَنَعَتْ | وَلاَ أَتَانِي منْ أَهْلِهَا بَشَرُ |
كَأنَّمَا سُوِّيَ الْحَزِينُ بِهِمْ | لم يبق منهم عينٌ ولا أثرُ |
يا صاح قد أمسكت رسالتها | فاجمع حنوطي حتام تنتظرُ |
لا أستطيع الهوى وهجرتها | قلبي ضعيفٌ وقلبها حجرُ |
كأن وجدي بها وقد حجبت | في الرأسِ والعينِ الحَشَا سُكرُ |