راجعت دينك أم عنت لك الذكرُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
راجعت دينك أم عنت لك الذكرُ | أم ما بدا لك لا تصحو ولا تقر |
هيَ الشِّفَا عَلِقَتْ نَفْسِي حَبَائِلُهَا | إذ لا يقيم ولا يبدو له سفر |
يا ويح نفسي أراها كلما انبعثت | ألقى عليها صبابات الكرى القدر |
بليتُ والشوق أبلاني تذكرهُ | من غادة ٍ بيتها دانٍ ومهتجرُ |
هِيْفَاءُ مُقْبِلَة ً عَجْزَاءُ مُدْبرَة ً | لَمْ تُجْفَ طُولاً ولاَ أزْرَى بهَا القصَرُ |
غَرَّاءُ كَالْقَمَرِ الْمَشْهُورِ حِينَ بَدَتْ | لاَ بَلْ بَدَا مِثْلَهَا حِينَ اسْتَوَى الْقَمَرُ |
لما رأيت الهوى يبري بمديته | لَحْمِي وحلأَّنِي الزوَّارُ وَالسَّمَرُ |
أصبحت كالحائم الحران محتبساً | لم يقض ورداً ولا يرجى له صدرُ |
قَالَتْ عُقَيْلُ بنُ كَعْبٍ إِذْ تَعَلَّقَهَا | قلبي فأضحى به من حبها أثرُ |
أَنَّى وَلَمْ تَرَهَا تَصْبُو فَقُلْتُ لهم: | إن الفؤاد يرى ما لا يرى البصر |
وَصَابِرينَ وَلَوْ يَلْقَوْنَ مِنْ طَرَبِي | معشار عشر عشير العشر ما صبروا |
قالوا جهلت بذكراها فقلت لهم: | لاَ بَلْ جُنِنْتُ فَكُفُّوا اللَّوْمَ وَازْدَجِرُوا |
ما لان قلبي لناهٍ عن زيارتها | وهل يلين لقلب الواعظ الحجر |
لا تكثروا لوم مشغوفٍ بجارية ٍ | لاَ يَشْتَكِي سَهَراً مِنْهَا وَمَا السَّهَرُ |
لا يذكر الدهر أو يسري الخيالُ لهُ | إلا تغنى بها أو مسه ضرر |
صب كئيبٌ إذا ما ذكرة ٌ خطرت | نَادَى عُبَيْدَة َ حَتَّى يَذْهَبَ الْخَطَرُ |
مَا بَالُ عَبْدَة َ لاَتَأوي لمُكْتَئِب | وَالْوَحْشُ يَأوي لَهُ وَالْجِنُّ والْبَشَرُ |
من كان معتذراً من حب غانية ٍ | فَلَيْسَ منْ حُبِّهَا ما عَاشَ يَعْتَذِرُ |
يرجو عبيدة يوماً أن تجود له | وإن تطاول ما يرجو وينتظر |