جندية الأنصار (2) - كيف ندعو الناس - محمد قطب إبراهيم
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
أما أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان سيفرح بدخولهم في الدعوة واعتناقهم الإسلام، فأمر لا نظنه موضع شك. وأما أن المؤمنين من أهل مكة كانوا سيفرحون برؤية إخوان لهم في العقيدة ، فأمر لا نظنه كذلك موضع شك.
أما أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان سيتحرك بهم في خط الدعوة، فأمر يحوطه الشك الكثيف، ودليله سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم لهم: «تمنعوني»؟ فالسؤال لم يكن عن إيمانهم، وقد جاءوا يعرضونه صريحا بلا مواربة، إنما كان عن خطوة أخرى وراء الإيمان ، وهي تجنيدهم أنفسهم لما آمنوا به وعرفوا أنه الحق.
لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم سيتحرك بهم، لو أنه رأى من أحوالهم أنهم مجرد جماهير متحمسة، لم تجند نفسها بعد للدعوة.
ولم يكن سيعتبر أن القاعدة قد اتسعت بتلك الجماهير المتحمسة التي آمنت - نعم - ولكنها لم تجند نفسها لاحتمال التكاليف.