يَا رَامَ قُومِي کصْبَحِينَا غَيْرَ تَصْرِيدِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يَا رَامَ قُومِي کصْبَحِينَا غَيْرَ تَصْرِيدِ | لاَ تَبْخَلِي لَيْسَ ذَاكَ الْبُخْلُ كَالْجُودِ |
يَا رَامَ إِنْ أَخاً لِي كُنْتُ آمُلُهُ | ساق الوشاة إليها غير تسديد |
فبت أنشد نوم العين مرتفقاً | حَتَّى الصَّبَاحِ وَمَا نَوْمِي بمَوْجُود |
يا رام ما الخفضُ من شأني ولا خلقي | وَقَدْ تَحَرَّقَتِ الآفَاقِ بالصِّيدِ |
أَصْبَحّتُ عَنْ شُغلِ النَّدْمَانِ في شُغُل | لاَ أَرْعَوِي لنَعِيمِ الْقَيْنَة ِ الْغِيدِ |
وَكَيْفَ أسْقَى عَلَى الرَّيْحَانِ مُتَّكِئاً | وَالْحَرْبُ حَاسِرَة ُ الْخَدَّيْنِ وَالْجِيدِ |
إِنِّي وَجَدِّكِ مَا رَأيِي بمُنْتَشِرٍ | عند الحفاظ ولا عزمي بمردود |
قَدْ أَسْلُبُ الْمَلِكَ الْجَبَّارَ حِلْيَتَهُ | في مأقطٍ مثل خط السيف مشهود |
ولا أذبب عن حوضي لأمنعه | لاَ خَيْرَ في وِرْدِ قَوْمٍ غَيْرِ مَوْرُودِ |
يَا رَامَ إِنِّي امْرُؤٌ في الْحَيِّ لي شَرَفٌ | أَرْعَى الْخَلِيلَ وَأدْعَى في الصَّنَاديد |
يُرْجَى مَعَ الْمُزْن مَعْرُوفِي لِطَالبِهِ | وَيُتَّقَى الْمَوْتُ مِنْ حَيَّاتِيَ السُّودِ |
لا تنكري غل حسادٍ غممتهم | لا يبتني المجد إلا كل محسود |
وقائلٍ سره دهر وساء بنا | سَريعُهُ في أخٍ بَرٍّ وَمَوْلُودِ |
وحين فات البكا يبكي على سلفٍ | يهدى إلى الترب من كهلٍ ومن رود |
من صاحب الدهر لم يترك له شجناً | فاترك بكاك على ندمانك المودي |
فَقُلْتُ هَمٌّ عَرَانِي منْ أَخ سَبَقَتْ | به المنايا كريم العهد مودود |
كَانَ الدَّنيَّ فَغَالَ الدَّهْرُ ألْفَتَهُ | وَالدَّهْرُ يُحْدِثُ وَهْناً في الْجَلاَمِيدِ |
وجار دجلة ً حلت بي مصيبته | وفاتني سيدٌ من معشرٍ سود |
كِلاَهُمَا لَمْ يَكُنْ وُدِّي لهم صَلفَا | لَكنْ صَفَاءً كَمَاء الْمُزْنِ للعُود |
قَدْ كُنْتُ أَرْجُو مَعَ الرَّاجي إِيَابَهُمَا | حَتَّى أَقَامَا عَلَى رَغْمِي بمَخْلُودِ |
فاشرب على موت إخوانٍ رزئتهم | بَابُ الْمَنيَّة بَابٌ غَيْرُ مَسْدُودِ |
يكفيك أن التقى أيدٌ يفوز به | وَالْفِسْقُ ذُلٌّ فَلاَ يُعْدَلْ بتَأييدِ |
والمال عز فأكثر من طرائفه | وإن عدمت فطب نفساً بتفنيد |
قد شبه المال أوغاد بربهم | وأوضع الفقرُ قوماً بعد تسويد |
يَرُوحُ في الْجَاهِ أَقْوامٌ بمَالِهِمُ | وَذُو الْخَصَاصَة ِ مَدْفُوعٌ بتَبْعيدِ |
فاكسب من المال ما تبني به شرفاً | أَوْ عِشْ بِرغْم قَصِيّاً غَيْرَ مَعْدُودِ |
ومعشرٍ منقعٍ لي في صدورهم | سُمُّ الاسَاوِدِ يَغْلِي في الْمَوَاعيد |
وَسَمْتُهُمْ بالْقَوَافي فَوْقَ أَعْيُنهمْ | وسم المعيدي أعناق المقاحيد |
إذا رأوني أصاخوا في مجائمهم | كما أصاخ ابن نهيا بعد تغريد |
كأنما عاينوا بي ليث ملحمة ٍ | غضبان أو ملكاً بالتاج معقود |
يأيها الجاهل المبتاحُ لي سفهاً | لاَقَيْتَ جَهْداً وَلَمْ تَظْفَر بمَحْمُودِ |
لاَ تَحْسبَنِّي كَمَنْ تَجْري مَدَامِعُهُ | مِنَ الْوَعِيدِ مَعَ الْحُورِ الرَّعَادِيد |
إِني إِذَا الْحَرْبُ رَاحَتْ غَيْرَ قَاعِدَة ٍ | آتي الهوينى وأغدو غير مهدود |
قَدْ جَرَّبَ الْجِنُّ أَحْرَامِي وَجَرَّبَني | أسد الأنيس مدلاتٍ بتأسيد |
تفح دوني القوافي كل شارقة ٍ | فَحَّ الأَفَاعِي لكَلْبِ الْحَيِّ وَالسِّيد |